دعا الجمهور إلى متابعة فيلم الافتتاح في «ممشى جمـيرا»
جمعة: «دبي السينمائي» يشهد قفزة نوعية
عبدالحميد جمعة:المهرجان لم يكرم أمواتاً بجائزة إنجازات الفنانين. تصوير أشوك فيرما
يميل دائماً إلى لغة الأرقام حين يتحدث عن «آخر ثمرة في عنقود مهرجانات السينما العربية» كما يحلو له أن يسمي مهرجان دبي السينمائي، والذي يؤكد أن آثاره بدأت بالفعل تنعكس في صناعة سينمائية عربية قوية، وحراك مهم لدى السينمائيين في المنطقة عموماً، وفي الدولة خصوصاً، ويرى رئيس مهرجان دبي السينمائي عبدالحميد جمعة، أن الإحصاءات المتواترة التي يعلن عنها المهرجان في نهاية كل دورة ستشهد قفزة هائلة خلال دورته المقبلة التي ستنطلق الأحد المقبل، مؤكداً أن «الرقم (7) في مسلسل دورات المهرجان سيكون فاصلاً في مسيرة دبي السينمائي، خلال أيامه السبعة، الممتدة من 12 الى 19 من ديسمبر الجاري».
وأضاف أن نحو 70 فيلماً عربياً، سواء إخراجاً أو إنتاجاً أو مضموناً، ستكون حاضرة في المهرجان، وهي حسب جمعة تأكيد على ريادية وجوهرية أداء «دبي السينمائي» على صعيد السينما العربية خصوصاً، فضلاً عن أهميته بين مهرجانات السينما العالمية.
وأوضح في حواره مع «الإمارات اليوم» أن هناك «تحولاً كبيراً في صناعة الفيلم العربي شارك فيه إيجابياً (دبي السينمائي) منذ انطلاقته عام ،2004 حيث كانت هذه الصناعة المهمة عربياً حينها تمر بمرحلة تذبذب شديدة، سواء على صعيد الإنتاج الكمي أو النوعي، وكان أكثر المتفائلين يتوقعون منتجاً سينمائياً يصل إلى 70 فيلماً في مجمله، فضلاً عن أن تكون ضمن عروض مهرجان وحيد في إحدى دوراته، ما يعني أن المهرجان أسهم في رواج صناعة الأفلام عربياً، قبل أن يستحق ثقة أرباب تلك الصناعة».
الثروة القومية
جمعة الذي أكد أن «دبي السينمائي لن يكرم أمواتاً بجائزة إنجازات الفنانين»، دعا الجمهور إلى الاستمتاع بفيلم الافتتاح عبر شاشة عملاقة في ممشى الجميرا، مؤكداً أن «وجود كل هذا الكم الذي لا يفتقد الكيف في مهرجان يأتي خاتمة للمهرجانات العربية ولا يفصله عن نهاية العام سوى 11 يوماً، هو مؤشر مهم إلى ثقة صانعي الدراما السينمائية العربية في أن منبر دبي السينمائي هو الأفضل بالنسبة لأعمالهم، ما يحفزهم على أن يدخروا أفلامهم للعرض ضمن منصته دون غيرها»، وهو النجاح الذي أرجعه بشكل خاص إلى المدير الفني للمهرجان مسعود أمرالله الذي وصفه بـ«الثروة القومية للإمارات» لما يمتلكه من حنكة وخبرة واسعتين في مجال صناعة الأفلام، وعلاقات وثيقة مقدرة من المنتمين إليها.
وفرق رئيس «دبي السينمائي» في الوجود العربي بين نوعين من الحضور بالنسبة للفنانين، مضيفاً «هناك فنانون كثيرون سيأتون إلى المهرجان ضيوف شرف يصعب حصرهم هنا، بالإضافة إلى حضور فني مصاحب لأفلام يشاركون بها، وهذه هي متعة المهرجان الحقيقية المتمثلة في الاستمتاع بأفلام يوجد أصحابها من أجل لمس ردة فعل الجمهور المباشرة وتقبل وجهات النظر الإعلامية والنقدية ومحاورتها».
الفيلم الإماراتي
|
«تعظيم سلام»
المدير الفني للمهرجان مسعود أمرالله. حالة من الانسجام والتقدير المتبادل تحكم العلاقة بين رئيس مهرجان دبي السينمائي عبدالحميد جمعة، والمدير الفني للمهرجان مسعود أمرالله، طالما أشاد بها الأخير، فيما وصف جمعه شريكه على مدار دورات المهرجان بـ«الثروة القومية»، مضيفاً «مجهودات مسعود أمرالله ألمسها على مدار العام، ويرجع إليه الفضل في تحقيق الكثير من الامتيازات للمهرجان تجعلنا بوصفنا فريق عمل نُقدم له بناء على إنجازاته التي نعايشها (تعظيم سلام)» . وعزا جمعة جانباً من الصعوبات التي تواجه مسألة اختيار أفلام جيدة والتغلب عليها إلى توقيت المهرجان في آخر كل عام، فضلاً عن أن الحراك السينمائي المحلي مازال في مستهله، مضيفاً «رغم مثل هذه الأسباب وغيرها فإن (دبي السينمائي) نجح مع سنته السابعة في أن يكون قبلة مختارة للسينمائيين العرب، ودعامة أساسية لصناعة أفلام محلية وخليجية لا تفتقر إلى معيار الجودة، فبات بوابة منطقية لعبور الكثير من الأفلام المهمة إلى المهرجانات العالمية من جهة وإلى جمهور بات لا يتوقع الظفر بها خارج مظلة (دبي السينمائي) من جهة أخرى». |
في ما يتعلق بإطلاق مسابقة جديدة للفيلم الإماراتي ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان وهي «المهر»، لم يخف جمعة تخوفاً وترقباً سادا اللجنة المنظمة لـ«دبي السينمائي» من مدى الإقبال على تلك المسابقة في هذا التوقيت المبكر من مرحلة الحراك السينمائي المحلي، مضيفاً «أكثر المتفائلين لم يكن يتوقع كم أو نوعية الأفلام التي شارك بها أصحابها في المسابقات الثلاث المخصصة للسينمائيين الإماراتيين، وهي مهر الأفلام الروائية والأفلام القصيرة والوثائقية، ويكفي الإشارة إلى أن عدد الأفلام الإماراتية بلغ 14 فيلماً منها 12 فيلماً في عرضها الأول، وأن بعض الأفلام التي تشارك هي أفلام مشتركة تتضمن أسماء عالمية مرموقة مثل فيلم (الفيلسوف) لعبدالله الكعبي الذي يقوم ببطولته الممثل الفرنسي القدير جاك رينيو ونحو 80 شخصاً ما بين ممثلاً وفنياً، رغم أن مدة الفيلم الذي ينتمي إلى فئة الأفلام القصيرة لا تتجاوز 16 دقيقة، الأمر الذي يؤشر إلى نجاح المهرجان وهو لايزال عند دورته رقم (7) فقط، في الوصول بالحراك السينمائي الإماراتي إلى مستوى بعيد على صعيد المعيارين الكمي والكيفي».
تكريم صباح
حول أسباب اختيار إدارة المهرجان تكريم الفنانة اللبنانية صباح رغم أنها محسوبة بالأساس على مجال الطرب في المقام الأول، رغم اشتراكها في بطولة الكثير من الأفلام المصرية، قال جمعة: «سياسة المهرجان بشكل عام في اختيار الشخصيات المكرمة من خلال منحها جائزة إنجازات الفنانين تحديداً أحد أهم مقومات نجاح مختلف دوراته منذ استحداث هذه الجائزة، ويكفي أننا كنا آخر مهرجان يحظى بتكريم المخرج المصري العالمي يوسف شاهين قبل رحيله»، مضيفاً «تكريم صباح هو نموذج لتكريم في وقته، ولا أعتقد أن التكريم في حال تأخره يكون ذا جدوى للفنان، لذلك فإن إدارة مهرجان دبي السينمائي ترفض سياسة تكريم الأموات، وتختار دائماً التوقيت المناسب لذلك، وهو الأمر الذي تكرر مع فاتن حمامة عندما اختيرت للتكريم في توقيت كانت بعيدة فيه عن الوسط الفني، قبل أن يجذبها الحدث مرة ثانية إلى بؤرة الضوء الإعلامي».
«حديث الملك»
برر جمعة اختيار فيلم «حديث الملك» تحديداً للعرض الافتتاحي بكونه فيلماً جماهيرياً يحمل سمات الفيلم العالمي قصة وإخراجاً وإنتاجاً، على حد تعبيره، «بالإضافة إلى كونه يجمع بين شرط الجماهيرية فإنه يشتمل أيضاً على الكثير من المعايير الأساسية للفيلم المتميز من حيث الاشتراطات الفنية، فضلاً عن كونه يتناول حقبة مهمة من التاريخ العالمي، فإنه يغوص في أعماق قصة إنسانية بين ملك متوج ومدرس، بكل ما يمكن أن تحمله من إسقاطات لدى شبابنا المعاصر لاسيما على صعيد تلقائية التعامل بين الطبقات الأرستقراطية وما سواها».
في المقابل، اعتبر جمعة اختيار فيلم «ترون.. الإرث» الذي أنتجته ديزني استكمالاً لاستشراف «دبي السينمائي» ذيوع صيت أفلام تعتمد على التقنية والتكنولوجيا المتطورة في صناعتها، حتى قبيل تحقيقها إيرادات قياسية، تماماً كما حدث العام الماضي في اختياره فيلم «أفاتار» لعرضه الختامي أيضاً، مضيفاً «كانت هناك حالة من الاستغراب والدهشة صاحبت اختيار فيلم أفاتار العام الماضي، ومع اختفاء تلك الحالة بكشف اختيار «ترون.. الإرث» للحدث الختامي، فإن أغلب الظن أن المحل الحقيقي للدهشة هو نجاح إدارة المهرجان في إقناع ديزني بعرض الفيلم في دبي بعد ساعات فقط من عرضه الأول في أميركا، وهي نجاحات لا تحسب فقط لمهرجان دبي السينمائي، بل تلفت ايضاً إلى أن المنطقة العربية والشرق الأوسط باتا محطة مهمة في مجال صناعة الأفلام العالمية»، متوقعاً أن يفوق الفيلم الختامي وقت عرضه ما حققه «أفاتار» الذي راهن عليه المهرجان في دورته الماضية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
