ينطلق اليوم في احتفالية تحتضن صناع سينما من أرجاء العالم

172 فيلماً على شاشة «أبوظبي الــسينمائي»

عدد من إداريي وأعضاء لجان تحكيم الدورة الرابعة من مهرجان أبوظبي السينمائي. تصوير: إريك أرازاس

تنطلق مساء اليوم في «قصر الإمارات» في أبوظبي فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، التي تتضمن عرض 71 فيلماً روائياً طويلاً و55 فيلماً قصيراً من 43 بلداً، اختيرت من بين أكثر من 2000 مشاركة، إضافة إلى 46 فيلماً إماراتياً وخليجياً ليصل عدد الأفلام المشاركة إلى 172 فيلماً. وتتضمن المجموعة 32 عرضاً عالمياً أول، كما أن معظم العروض الأخرى هي الأولى في الشرق الأوسط، من بين 12 فيلماً عربياً مشاركاً تقدم ثمانية أفلام عرضاً عالمياً أول وفيلمان عرضاً دولياً أول. بينما بلغ عدد أفلام المخرجات في هذه الدورة 33 فيلماً.

ويستهل المهرجان الذي يستمر حتى 23 أكتوبر، فعالياته بعرض فيلم الافتتاح «سكريتيرييت»، للمخرج راندل والاس، ومن بطولة جون مالكوفيتش وديان لاين، عن قصة حقيقية مميزة عن الحصان الفائز بكأس التاج الثلاثي ،1973 وتدور أحداث الفيلم حول بيني تشينري (ديان لاين) التي تنتقل من كونها ربة بيت إلى خوض غمار تجربة إدارة إسطبلات والدها المريض رغم افتقارها إلى المعرفة بسباقات الخيل، وذلك بمساعدة المدرب المخضرم لوسيان لوران (مالكوفيتش). وتتمكن تشينري من مجابهة مخاطر مهنة يسيطر عليه الرجال لتشهد في النهاية فوز الحصان «سكريتيرييت» بكأس التاج الثلاثي للمرة الأولى خلال 25 عاماً، ما جعل الحصان يذكر حتى الآن.

وعلى خلاف المعتاد تتضمن ليلة افتتاح المهرجان عرضاً لفيلم آخر إلى جانب الفيلم الرئيس، إذ يعرض فيلم «اوكرديون» وهو آخر أعمال المخرج الإيراني جعفر بناهي، ويأتي عرض هذا الفيلم القصير جزءاً من مشروع دولي لدعم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، نظراً لتعرض بناهي للسجن في الربيع الماضي، ولايزال ممنوعاً من السفر رغم إطلاق سراحه، لذلك وكما حصل أخيراً في مهرجانات كان والبندقية ونيويورك السينمائية، كما أوضح المدير التنفيذي لمهرجان أبوظبي السينمائي الدولي بيتر سكارليت، سيتم عرض الفيلم كبادرة تدعم أهمية التعبير الحر والأفكار المنفتحة. ومن المقرر ان يبدأ المهرجان بفعاليات السجادة الحمراء، التي ستشهد حضور عدد من نجوم السينما في العالم، في مقدمتهم أدريان برودي، ويسرا، وبسام كوسا، وخالد أبوالنجا، وغادة عادل، وفتحي عبدالوهاب، ولبلبة، ويحيى الفخراني، وغيرهم.

5 مسابقات

يتضمن برنامج المهرجان لهذا العام ما لا يقل عن خمس مسابقات تشرف عليها لجان تحكيم وتتنافس ضمنها الأفلام على جوائز «اللؤلؤة السوداء»، التي تعد الأغلى بين مختلف جوائز المهرجانات الأخرى بقيمة إجمالية تصل إلى مليون دولار أميركي تقريباً. وتشمل مسابقات المهرجان مسابقة الأفلام الروائية والأفلام الوثائقية الطويلة، ومسابقة الأفلام القصيرة؛ إضافة إلى مسابقة «آفاق جديدة» التي تم إطلاقها للمرة الأولى هذا العام، وتتوجه إلى المخرجين في تجاربهم الإخراجية الأولى والثانية؛ وكذلك «مسابقة الإمارات» (مسابقة أفلام من الإمارات سابقاً) التي تضم إلى برامج المهرجان للمرة الأولى.

لجان التحكيم

وأعلن سكارليت خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد ظهر أمس، في فندق انتركونتننتال أبوظبي، بحضور مدير المشاريع في المهرجان عيسى سيف راشد المزروعي، أسماء أعضاء لجان تحكيم المسابقات، مشيراً إلى أن لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، التي تتضمن هذا العام 15 فيلماً من 18 بلداً، تضم كلاً من المخرج فوزي بن سعيدي، والفنانة سلاف فواخرجي، والمخرج والمنتج صديق بارماك، والمخرج كريم أينوز، ويترأسها المخرج والكاتب لويس بوينزو.

بينما يترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة ،2010 التي تضم 13 فيلماً من 13 بلداً، المخرج أسامة محمد، وعضوية كل من المخرج لوي بسيهويوس، والمدير الفني صلاح مرعي، إلى جانب المنتج بيهروز هاشيميان.

أما المخرج الفلسطيني العالمي إيليا سليمان فيتولى رئاسة لجنة تحكيم مسابقة آفاق جديدة ،2010 التي تقام بمشاركة 17 فيلماً من 14 بلداً، تضم كلاً من الفنان خالد أبوالنجا، والفنانة ناندانا سين، والمنتج ليتا ستانتيك، والمخرجة ديبرا زيميرمان، مخرجة «نساء يصنعن أفلاماً». في حين ترأس المخرجة شيرين نشاط، لجنة تحكيم مسابقة الافلام القصيرة، التي تضم في عضويتها الكاتبة سهير حمّاد، والمخرج علي مصطفى، وتشهد مشاركة 45 فيلماً قصيراً من 25 بلداً لتتنافس ضمن برنامجي الطلاب وبرامج المسابقة الأربعة.

غياب النقاد

للعام التالي خلت لجان تحكيم مسابقات مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي تماماً من النقاد السينمائيين، واقتصرت على صناع الأفلام فقط، وهو ما انتقده الناقد بشار إبراهيم في المؤتمر الصحافي. وأكد سكارليت أن هذا الغياب لأسماء النقاد ليس مقصوداً، وان الدورات المقبلة من المهرجان ستشهد المزيد من الحضور العربي سواء على مستوى الأفلام أو الحضور.

وفي إجابته عن سؤال حول مدى الحرية المتاحة للمهرجانات العربية، قال المدير التنفيذي لمهرجان أبوظبي السينمائي بيتر سكارليت: «العصر الذهبي للسينما الأميركية جاء في ظل قيود مختلفة، ولكنها لم تمنع صناع الأفلام من تقديم أعمال مهمة وخالدة»، معتبراً ان «السينما الأميركية ليست النموذج الأمثل للسينما». وأكد مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو عهد أبوظبي محمد خلف المزروعي أن استراتيجية أبوظبي تقوم على تقديم الكثير من الدعم لخلق مناخ ثقافي متميز من خلال العديد من المشروعات المهمة من بينها مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي.

وقد مثلت الأفلام من الشرق الأوسط ربع الأفلام المختارة. أما لجنة تحكيم مسابقة «أفلام الإمارات»، فيترأسها المخرج والكاتب نوري بوزيد، والمخرج والمنتج عبدالله حسن أحمد، والكاتب أحمد سالمين آل علي، والمخرجة السعودية هيفاء المنصور.

عروض وفعاليات

إضافة إلى قائمة عروض الأفلام، يقدم المهرجان برنامجاً من الفعاليات الخاصة التي ستقام في خيمة المهرجان في «قصر الإمارات»، وفي مسرح أبوظبي، بمشاركة العديد من الممثلين والسينمائيين المعروفين من جميع أنحاء العالم، ومن أبرز هذه الفعاليات مجموعة لقاءات حوارية حصرية مع الفنانين أدريان برودي، وايما ثورمان، وجوليان مور، وخالد أبوالنجا، وعباس كياروستامي، ولبلبة، ويحيى الفخراني، ويسرا.

ويتضمن البرنامج أيضاً مجموعة متنوعة من الحوارات المفتوحة، والفعاليات التعليمية التفاعلية والعروض الموسيقية الحية، التي ستقام في خيمة المهرجان.

كما سيعيد المهرجان تقديم فعالية اليوم العائلي، برعاية «رؤية الإمارات»، التي تقام على مسرح أبوظبي يوم السبت 23 أكتوبر الجاري، وتتضمن فعاليات اليوم العائلي عرضين من العروض الخاصة التي تجتذب الأطفال والكبار وهي: فيلم شارلي شابلن «السيرك» (1928)، وبرنامج أفلام الرسوم المتحركة القصيرة التي اختيرت من بين أبرز ما قدم في دورة 2010 من عروض مهرجان آنسي السينمائي الدولي لأفلام الرسوم المتحركة في فرنسا.

تويتر