بينهم طلبة ماجستير وموظفون في مؤسسات حكومية
418 متطوّعاً مستعدّون لـ «دبي السينمائي»
إقبال كبير على الالتحاق بالعمل التطوعي ضمن اللجنة المنظمة لمهـــــــــــــــــــــــــــــــــــرجان دبي السينمائي. تصوير: آشوك فيرما
كأنه اختبار مصيري لشغل وظيفة دائمة، أو اليوم الأخير لتقديم طلبات الالتحاق بالجامعة لمجموعات طلابية يحددون الخيارات النهائية لمستقبلهم التعليمي، بدا الشكل العام لـ418 متطوعاً قصدوا لجنة اختيار المتطوعين لمهرجان دبي السينمائي في دورته المقبلة، التي تنطلق في ديسمبر المقبل، وفي قرية المعرفة، وبشكل خاص قاعة المؤتمرات الرئيسة، وبدا كما لو أن حدثاً غير عادي يتم نسجه، أبطاله شباب وفتيات معظمهم في العقد الثالث من العمر.
الحدث الذي اعتادت أن ترصده سنوياً «الإمارات اليوم»، جاء هذا العام شديد الاختلاف سواء في ما يتعلق بعدد المتقدمين الذي لم يتجاوز العام الماضي 200 شخص، حسب مدير الموارد البشرية للمهرجان محمد الحوسني، أو نوعية المتقدمين متمثلة في شرائح عمرية أكثر نضجاً وشباب وفتيات الكثير منهم تخطى مرحلة الدراسة الأكاديمية في الجامعة، فقد سجلت كشوف المتطوعين أسماء مترشحين متعددين يعملون في مؤسسات حكومية وخاصة، وعدوا بالحصول على إجازات من وظائفهم وقت إقامة المهرجان، للمشاركة في صنع الحدث عبر خدماتهم التطوعية التي لا يتقاضون عنها إلا مكافأة مادية رمزية وشهادة تقدير، والأهم شرف المشاركة في صناعة حدث دولي باسم دبي.
بانوراما ثقافية
رغم غلبة الحضور الإماراتي بين المرشحين بشكل واضح، إن التعرف عن قرب إلى عدد منهم سيحيلنا إلى بانوراما ثقافية متنوعة، تضاهي تلك التي يفرزها النسيج الاجتماعي لدبي، وفي حين تتنوع اللغات الأصلية والمكتسبة للشباب والفتيات، فإن اللهجة الجامعة التي ينطق بها الجميع تلهج بالولاء للمكان، والتعبير عن ذلك من خلال الفعل التطوعي، لاسيما أن عدداً ملحوظاً من بينهم أيضاً من مقيمين أمضوا سنوات طويلة في الإقامة بدبي، سواء كانوا من جنسيات عربية أو آسيوية أو أوروبية.
قرار التطوع ليس شخصياً في كل الأحوال، بل جماعياً وربما ثنائياً بين أكثر من صديق يقررون معاً القيام بتجربة جديدة تحتمل الاقتراب من وسط اجتماعي مختلف، هو الوسط السينمائي والفني الأكثر بريقاً وجاذبية، حسب الإماراتي فيصل عبدالله الذي يداوم في «جمارك دبي» ويعتزم هو وزميله في العمل الإماراتي خالد حيدر الحصول على إجازة في حال قبول ترشيحه للتطوع، في مؤشر دال إلى أن العمل التطوعي في ما يتعلق بمهرجان دبي السينمائي لم يعد جاذباً فقط لشريحة تستهدف استثمار وقت فراغها في اكتساب خبرات مفيدة، بل أيضاً أصبح خياراً لشرائح شبابية أكثر نضجاً وتتمتع بالفعل بوظائف مستقرة.
وحول دوافع فيصل للتطوع مع فريق عمل «المهرجان» يقول «في كل دورة من دورات المهرجان كنت أتابع أخبارها عبر وسائل الإعلام المختلفة، وبشكل عام عبر التلفزيون، لكن عندما قرأت عن إمكانية التطوع للالتحاق بفريق العمل انجذبت كثيراً لفكرة الاحتكاك بالوسط السينمائي، والتعرف إلى نجوم السينما العربية والعالمية عن قرب، والأهم هو المشاركة في حدث دولي يحمل اسم دبي، وشجعني على ذلك بشكل أكبر أن الفكرة نفسها راودت بعض أصدقائي في العمل».
خبرة عملية
ورغم دوامه الرسمي أيضاً يفكر خالد حيدر في المشاركة التطوعية بالمهرجان بشكل مختلف، ويضيف «درست إدارة الأعمال في جامعة بوسطن، وأميل بشكل عملي إلى مجال استثماري مهم هو إدارة وتنظيم الفعاليات، ومن دون شك فإن مهرجان دبي السينمائي هو من أبرز الفعاليات التي تستضيفها الإمارة، والاقتراب من منصة صياغة أحداثه سيشكل بالنسبة لي خبرة مضافة، فضلاً عن قيمة العمل التطوعي الذي يمكن من خلاله أن نقدم مساهمة إيجابية في إنجاح الحدث»، وهي الأفكار نفسها التي دفعت طالب ماجستير إدارة الأعمال محمد جاسم وزميله زهير المزروعي إلى المشاركة في الحدث .
|
«شرف المشاركة»
برر مدير الموارد البشرية للمهرجان، المسؤول عن لجنة اختيار المتطوعين محمد الحوسني، الارتفاع الملحوظ في عدد المترشحين للتطوع من أجل العمل بجانب اللجنة العليا المنظمة لمهرجان دبي السينمائي في دورته المقبلة، بترسيخ «قيمة شرف المشاركة في صناعة هذا المحفل المهرجاني الضخم لدى الشباب والفتيات، من مختف الثقافات وأصحاب الخبرات الأكاديمية والعملية المتنوعة». وأضاف الحوسني «رغم أن الطلاب والطالبات وكذلك أولئك الذين يمتلكون أوقات فراغ يمكن استثمارها هم أهم الشرائح المستهدفة بالنسبة لنا،فإننا فوجئنا هذا العام بأن هناك إقبالاً من شرائح أكثر نضجاً للترشح سواء في ما يتعلق بالخبرات الأكاديمية والوظيفية أو المرحلة العمرية»، مشيراً إلى أن «المترشح للتطوع يتاح له اختيار المجال الأنسب لعطائه ضمن مجالات مختلفة منها: إدارة مكتب الحجوزات، إدارة الموارد البشرية، سوق دبي السينمائي، إدارة مسارح الفعاليات، الضيافة»، مؤكداً أن المجال الأخير بشكل خاص يلقى إقبالاً أكبر من المترشحين. وبرر الحوسني الاعتماد في اختيار المترشحين بشكل كبير على خبرات ممتحنين لا يتحدث معظمهم اللغة العربية، بـ«عالمية المهرجان»، مضيفاً «المهرجان ليس محلياً وليس عربياً فقط، بل هو دولي عالمي، لذلك فإننا نفضل أيضاً من يجيدون التحدث بلغات متعددة»، لافتاً إلى أن هناك معاير مختلفة بخلاف القدرة على التواصل الجيد مع الآخرين وحسن المظهر، منها القدرة على الانسجام في العمل الجماعي، والتعامل مع المستجدات والمواقف الطارئة بذكاء واقتدار». |
«الضيافة وتقديم صورة صحيحة عن الإمارات عموماً ودبي بشكل خاص، قيماً وتراثاً وتحضراً» أحد أهداف الإماراتية انتصار محمد من التقدم للعمل التطوعي ضمن فريق المهرجان، ورغم أن يوم انتصار مقسم ما بين العمل موظفة في المكتب التنفيذي لشركة دبي القابضة، ودراسة إدارة الأعمال في جامعة دبي، فإنها انجذبت هذا العام لفريق عمل «المهرجان»، مضيفة «كنت في السنوات السابقة راصدة للحدث من خلال الحضور في كثير من فعالياته ضيفة، لكني هذا العام سعيت لأن أكون أحد صانعيه، والهدف الأعم من دون شك هو شرف المشاركة في حدث دولي بهذا الحجم تنقل عبره مئات الدول انطباعات أولية عن دبي، فيما تبقى قيمة اكتساب خبرات إضافية عن طريق الاحتكاك بخبرات إنسانية واجتماعية مختلفة»، مشيرة إلى أنها تفضل أن تكون ضمن فريق الضيافة بشكل خاص لما يعكسه هذا الفريق من انطباع مباشر لدى ضيوف دبي عن واقع الإماراتيين وتقاليدهم الأصيلة.
لقاء النجوم
وبخبرة الأخ الأكبر اصطحب هيثم الطوخي (مصري) شقيقه همام محفزاً إياه في المقابلة الخاصة بالترشح، ورغم انتماء كل منهما إلى المجال الإعلامي سواء التلفزيوني في ما يخص الأول، أو الصحافي بالنسبة للثاني الحاصل على بكالوريوس الإعلام، إلا أن رهبة قبول ترشح همام من عدمه كانت حاضرة، وهو ما يبرره بقوله «تقدمت بطلب الحصول على جزء من إجازتي السنوية بالتزامن مع إقامة المهرجان، وهو فضلاً عن شهادة المشاركة التي ستشكل إضافة قيمة لسيرتي الذاتية، سيتيح لي التعرف إلى شخصيات وتجارب جديدة يمكن أن تشكل بالنسبة لي منعطفاً عملياً مهماً».
لكن «لقاء نجوم الفن السابع» ليس هو كل ما جذب الإماراتي فيصل حسن إلى الترشح للعمل التطوعي في المهرجان، مضيفاً «مهم لنا نحن الإماراتيين أن نشارك في صنع حدث تضعه نصب أعينها مختلف وسائل الإعلام العالمية، ووجودنا بجانب الفريق المحترف لإدارة المهرجان من المؤكد أنه سيسهم تنظيمياً في إنجاح الحدث، أما الميل الشخصي للتعرف إلى نجوم السينما العربية والعالمية عن قرب فأعتقد أنه بدأ يتلاشى بالنسبة للكثير من المواطنين والمقيمين في دبي، لأن دبي على مدار العام عامرة بالنجوم والمشاهير ليس في المجال السينمائي فقط بل في مختلف المجالات أيضاً»، وهي الفكرة ذاتها التي أيدته فيها الإماراتية أمينة الحاج، مشيرة إلى أنها تتوقع أن تمثل مشاركتها التطوعية الأولى بالنسبة لها انعطافة مهمة في حياتها العملية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
