برنامج متكامل لإعادة تأهيل نزلاء المؤسسة العقابية في رأس الخيمة
أعلنت مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة عن إطلاق برنامج متكامل، يهدف إلى إعادة تأهيل وتمكين النزلاء بالمؤسسة العقابية والإصلاحية في رأس الخيمة، وفق نهج قائم على التقييم واستخدام أفضل الممارسات الدولية في مجالات التأهيل وإعادة الدمج المجتمعي.
ويجسد البرنامج التزام المؤسسة بدعم مسارات التعليم، والتدريب المهني، والصحة النفسية، مع توفير مسارات عملية تمكّن النزلاء من الاندماج الإيجابي في المجتمع بعد الإفراج، كما يقدم نهجاً مبتكراً لإعادة التأهيل، يعالج عدداً من الأسباب الجوهرية للعودة إلى الجريمة وخفض معدلاتها والرجوع إليها، ويحظى البرنامج الذي بدأ تنفيذه ويستمر على مدار 18 شهراً، بدعم من عدد من الشركاء، ويسعى إلى تعزيز استقرار الأسرة، ودعم التماسك الاجتماعي، وتحسين أمن المجتمع بوجهٍ عام.
ويرتكز البرنامج على عملية تقييم شاملة لقياس مستويات النزلاء الإماراتيين في اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والرياضيات، إلى جانب مؤشرات نفسية واجتماعية أساسية، وبناءً على نتائج هذه التقييمات يتم تصميم مسارات تعليمية وتأهيلية فردية تضمن حصول كل مشارك على الدعم المناسب والملائم لاحتياجاته.
وقالت المديرة التنفيذية لمؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة، الدكتورة ناتاشا ريدج: «توفير التعليم والتدريب داخل المؤسسات العقابية، هو استثمار طويل الأمد في أمن المجتمع واستقراره، ومن خلال هذه المبادرة، نسعى إلى إتاحة فرص حقيقية للنزلاء لإعادة بناء حياتهم والمساهمة الإيجابية في المجتمع بعد الإفراج».
من جانبه، قال مدير إدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية بشرطة رأس الخيمة، العقيد ذياب الحرش: «البرنامج يركز على التعليم، وتنمية المهارات، والدعم النفسي، بما يهيئ بيئة منظمة تشجع على تحمّل المسؤولية الشخصية، وإحداث تغيير سلوكي إيجابي، والاستعداد للاندماج في المجتمع».
ويتضمن البرنامج ثلاثة محاور رئيسة متكاملة تشمل التعليم الأساسي وتنمية المهارات الحياتية: تعزيز مهارات القراءة والكتابة والحساب، ومهارات التواصل، والانضباط الذاتي.
والتدريب المهني المعتمد: تقديم برامج تدريب مهني بشهادات معترف بها دولياً، بما يعزز جاهزية النزلاء للانخراط في سوق العمل.
والدعم النفسي وبرامج التوعية: توفير جلسات إرشاد نفسي، وعلاج سلوكي، وبرامج توعوية تهدف إلى تعزيز الصحة النفسية وبناء هوية إيجابية.
ويُنفَذ البرنامج بالتعاون مع عددٍ من الجهات التعليمية والتدريبية المعتمدة محلياً ودولياً، بما يضمن جودة التنفيذ ومواءمة البرامج لاحتياجات سوق العمل، كمنظمة «أمديست»، المعتمدة من هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، ومركز لوتاه التقني ومركز «سبير هيد» للتدريب اللذين يسهمان في توفير التدريب على المهارات المهنية، كما تُشارك منظمات متخصصة، مثل مركز «إرادة» للعلاج والتأهيل، الذي يقدم الدعم النفسي المتخصص وخدمات إعادة التأهيل من الإدمان.
وسيتم تنفيذ البرنامج حتى العام 2027، مع إجراء تقييم منهجي في نهاية كل دورة لقياس الأثر التعليمي والنفسي والاجتماعي، وستُستخدم نتائج التقييم في تطوير البرنامج مستقبلاً وإمكانية توسيع نطاقه، بما يجعله نموذجاً قائماً على الأدلة وقابلاً للتطبيق على نطاق أوسع.