مات زوجها في رحلة علاجية.. وتعول 6 أبناء

«ياك العون» تنهي معاناة «أم يوسف» بعد 7 سنوات من الملاحقة القضائية

نجحت مبادرة «ياك العون» في إنهاء معاناة المواطنة (أم يوسف)، البالغة من العمر 46 عاماً، والملاحقة قضائياً منذ سبع سنوات، بسبب قضايا مالية مترتبة عليها، بقيمة 72 ألفاً و550 درهماً، وتولت لجنة محاكم الخير في محاكم دبي إجراء تسوية لمبلغ المديونية، وتخفيض قيمة الدين إلى 50 ألف درهم.

وكشفت المواطنة (أم يوسف)، لـ«الإمارات اليوم»، سبب مديونياتها وملاحقاتها القضائية، قائلة إنها قبل 25 عاماً تزوجت من طبيب شاب (أوروبي)، ومرت الحياة بحلوها ومرها، وأنجبت ستة أبناء (أكبرهم 24 عاماً، وأصغرهم 11 عاماً)، لافتة إلى أن زوجها كان العائل الوحيد لأفراد الأسرة، خصوصاً أنها لا تعمل، وعلى الرغم من ثقل المسؤولية، إلا أنه لم يقصر، وبذل قصارى جهده لتوفير الحياة الكريمة للأسرة، وفي عام 2014 قامت باستئجار مسكن للأسرة في الشارقة، وفتحت حساباً بنكياً باسمها، لأن فواتير الكهرباء والماء تكون أقل وأرخص إذا كانت باسمها، وبالتالي أصبحت دفعات المسكن باسمها.

وأضافت (أم يوسف) أنها منحت زوجها وكالة لإدارة الحساب البنكي من خلاله، لأنه في تلك الفترة كان لا يستطيع فتح حساب بنكي باسمه، لوجود مشكلات تتعلق بالإقامة، وكان يتولى بنفسه إيداع مبالغ مالية، ويسحب من خلاله بحكم عمله، وحاولت العمل لزيادة دخل الزوج، وحصلت على قرض بقيمة 72 ألفاً و550 درهماً قبل سبع سنوات، وخسر زوجها كل ما يملك، وتم رفع قضية مالية، ولم يستطع زوجها السداد، وحاول بشتى الطرق وباءت جهوده بالفشل، موضحة أنها رفضت التوجه إلى المحكمة، خوفاً من دخول السجن.

وأشارت إلى أنه قبل عامين سافر زوجها إلى بلده للعلاج من مرض القلب، خصوصاً أن العلاج في بلده مجاناً، وهناك راح في غيبوبة طويلة، وبدأت معاناتها الحقيقية، باعتباره المعيل الوحيد للأسرة، وتواصلت مع سفارة بلده وأسرته، وبعدها وصلها خبر وفاته.

وتابعت (أم يوسف) أنها تقيم مع أبنائها في شقة مكونة من غرفتين وصالة، وكان زوجها المسؤول عن سداد الإيجار بالكامل، وفي الفترة الماضية صدر أمر إخلاء من الشقة، لعدم قدرتها على سداد المتأخرات الإيجارية المتراكمة عليها، مشيرة إلى أن إمكاناتها لا تسمح بسداد مبلغ الإيجار أو الصرف على أبنائها، حتى إن الكهرباء والماء كانت مقطوعة عن المسكن منذ فترة، لعدم قدرتها من سداد الفاتورة، وكانت تنفق من المدخرات التي منحها لها زوجها قبل سفره، وأخيراً اضطرت إلى بيع مشغولاتها الذهبية، وبعض الأغراض الشخصية، وعندما علمت جمعية تراحم الخيرية بمأساتها، ساعدتها على سداد الإيجار، ومحاولة تحسين ظروفها المعيشية.

وتقدمت (أم يوسف) بالشكر إلى «الإمارات اليوم»، ومحاكم دبي، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، لتبنيها مبادرة «ياك العون» المجتمعية الوطنية، التي تهدف إلى تفريج كرب المواطنين الملاحقين قضائياً، مؤكدة سعادتها بشمولها في هذه المبادرة.

يذكر أن مبادرة «ياك العون»، تتبنّاها «الإمارات اليوم»، ومحاكم دبي، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، للعام الثاني على التوالي، بهدف الإفراج عن السجناء من المواطنين المتعثرين مالياً والملاحَقين قضائياً.

وتستهدف المبادرة 85 مواطناً من الملاحَقين قضائياً، والمترتبة عليهم قضايا مالية، وتسعى إلى سداد مديونياتهم البالغة 14 مليون درهم، لجمع شملهم مع أسرهم قبل عيد الفطر المبارك، وتم تزويد «الإمارات اليوم» بأعداد المواطنين المتعثرين مالياً، بعد دراسة ملفاتهم واعتمادها من قبل لجنة «محاكم الخير» في محاكم دبي.

• «أم يوسف» اضطرت إلى بيع مشغولاتها الذهبية ومقتنيات شخصية للإنفاق على أولادها.

تويتر