قرض تمويل مركبة حوّل حياته إلى جحيم

«ياك العون» تُنهي معاناة «أبوعبيد» الملاحَق قضائياً منذ 10 سنوات

«أبوعبيد» سعيد بشموله ضمن المستهدفين في المبادرة. تصوير: يوسف الهرمودي

نجحت مبادرة «ياك العون» في إنهاء معاناة المواطن (أبوعبيد)، البالغ من العمر 46 عاماً، والملاحَق قضائياً بسبب قضايا مالية مترتبة عليه منذ 10 سنوات، بقيمة 214 ألف درهم، وتولت لجنة محاكم الخير في محاكم دبي إجراء تسوية للمبلغ وتخفيض مبلغ المديونية إلى 120 ألف درهم، وشملته كشوفات مبادرة «ياك العون».

وروى المواطن (أبوعبيد) قصته لـ«الإمارات اليوم»، قائلاً إنه متزوج منذ 13 عاماً، وعثر على فرصة عمل في إحدى الجهات الخاصة، وكان يتنقل بسيارة الأجرة ذهاباً وعودة من العمل، وبدأ يفكر في شراء سيارة تساعده في التنقل بسهولة دون استخدام المواصلات العامة.

وأضاف أنه لم يستطع شراء السيارة بضمان البنك لأنه لم يكن أكمل ستة أشهر في العمل، لذا طلب من أحد أقاربه شراء سيارة عن طريق البنك باسمه، وتم شراء سيارة بقيمة 160 ألف درهم باسم قريبه، وكان الاتفاق بينهما سداد قسط القرض الشهري، وبعد مرور شهرين من شراء السيارة، فوجئ بقريبه يطلب منه سداد قيمة المركبة بالكامل أو تسليمه المركبة. وتابع (أبوعبيد) أنه طلب من قريبه مهلة شهر لتدبير المبلغ ووافق على ذلك، وقبل انتهاء المهلة تلقى اتصالاً من مركز الشرطة لوجود بلاغ من قريبه يطالبه بإعادة المركبة، وفي اليوم التالي أعاد المركبة له. وأشار إلى أنه بدأ يحاول مع إدارة البنك للحصول على قرض بقيمة 160 ألف درهم قيمة المركبة، وبالفعل حصل على القرض وسلّم المبلغ لقريبه بالكامل لكي يسلمه السيارة ويُنهي إجراءات التنازل عنها، إلا أنه فوجئ بتهرب قريبه منه ولم يعد يرد على اتصالاته، وبعد مرور أربعة أيام اكتشف أنه باع السيارة، وحزن بشدة من خيانة قريبه له وتأثر نفسياً، وأصبح مطالباً بسداد قرض البنك، ولم يعد لديه سيارة تسهل عليه أمور حياته.

وأوضح أنه في عام 2013 تم إنهاء خدماته من العمل، ولم يعد لديه مصدر للدخل لسداد قرض البنك، وتم التعميم عليه، وأصبح هارباً من القانون ويتنقل من مكان لآخر، وليس لديه مصدر دخل، لدرجة أنه راح يخلص بعض المعاملات لأصدقائه مقابل عمولات، ما وفر له دخلاً شهرياً راوح بين 2000 و3000 درهم، وكان يسكن وقتها في سكن مشترك مع عمال آسيويين، وبسبب عدم وجود دخل ثابت لم يستطع سداد إيجار السكن المشترك، الأمر الذي أدى إلى طرده من السكن.

وقال (أبوعبيد) إنه اضطر للتوجه إلى البحر ليلاً والنوم في قارب، والتوجه إلى أحد الأصدقاء لتناول الغداء أو العشاء، واستمر هذا الوضع لمدة شهر، بعدها وفر له أحد الأصدقاء سكناً مشتركاً، وفي ذلك الوقت بدأ يستغل موهبته في تصنيع الكراسي وبيعها لتوفير الطعام والشراب، وخلال تلك الفترة ساعدته جمعية تراحم الخيرية في توفير سكن له.

وقدّم الشكر لمبادرة «ياك العون» لشموله ضمن الأشخاص المستهدفين في المبادرة، مؤكداً أن المبادرة تسهم في تفريج كرب المواطنين المتعثرين مالياً والملاحَقين قضائياً. وأبدى (أبوعبيد) أمنيته أن تمتد إليه يد المساعدة وإيجاد وظيفة له يستطيع من خلالها إعادة بناء حياته من جديد.

• «محاكم الخير» عملت تسوية وخفضت المديونية إلى 120 ألف درهم.. و«ياك العون» شملته في كشوفها.


لمّ الشمل في عيد الفطر

تسعى مبادرة «ياك العون»، التي تتبنّاها «الإمارات اليوم»، ومحاكم دبي، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، للعام الثاني على التوالي، إلى الإفراج عن السجناء من المواطنين المتعثرين مالياً والملاحَقين قضائياً.

وتستهدف المبادرة 85 مواطناً من الملاحَقين قضائياً، والمترتبة عليهم قضايا مالية، وتعمل على سداد مديونياتهم البالغة 14 مليون درهم، لجمع شملهم مع أسرهم قبل عيد الفطر المبارك، وتم تزويد «الإمارات اليوم» بأعداد المواطنين المتعثرين مالياً، بعد دراسة ملفاتهم واعتمادها من قبل لجنة «محاكم الخير» في محاكم دبي.

تويتر