سدّدت قضاياها المالية وأنهت ملاحقتها القضائية

«ياك العون» تفرّج كرب «أم راشد» بعد معاناتها المرض والديون

نجحت مبادرة «ياك العون» في إنهاء معاناة المواطنة (أم راشد)، البالغة من العمر 42 عاماً، بعدما عاشت ثلاث سنوات ملاحقة قضائياً، بسبب قضايا مالية بقيمة 300 ألف درهم مترتبة عليها، ونجحت لجنة محاكم الخير في محاكم دبي، في إجراء تسوية للمبلغ، وتخفيض الدين إلى 192 ألف درهم، وشملتها كشوف «ياك العون»، ليتم سداد مديونيتها، وتفريج كربها قبل عيد الفطر المبارك.

وروت المواطنة (أم راشد) قصتها لـ«الإمارات اليوم»، قائلة إنها كانت تعيل أسرتها المكونة من أربعة أبناء، لأن زوجها السابق كان غارقاً في الديون والقروض البنكية في ذلك الوقت، حتى إنه تم إنهاء خدماته في تلك الفترة، لافتة إلى أنها اضطرت إلى الحصول على قرض من أحد البنوك لتخفيف الأعباء عن كاهل الزوج، حتى لا يلجأ الدائنون إلى الطرق القانونية، أو تُتخذ بحقه إجراءات قضائية، وكان المستلزمات البنكية تستقطع 12 ألف درهم شهرياً من راتبها، وظلت ملتزمة السداد، وفي ذلك الوقت وصلت الحياة الزوجية إلى طريق مسدود، حتى وقع الطلاق في عام 2012.

وأضافت أن الأزمات المالية بدأت تلاحقها، وفي عام 2017 طالبتها المدرسة الخاصة التي يدرس فيها أبناؤها بسداد المتأخرات الدراسية، ورفضت تسليمها الشهادات الدراسية إلا بعد سداد الرسوم الدراسية، حتى إن ابنتها الحاصلة على الثانوية العامة بمعدل مرتفع، رفضت إدارة المدرسة تسليم شهادتها حتى تلتحق بالجامعة، ما اضطرها إلى بيع سيارتها لسداد المتأخرات الدراسية البالغة 118 ألف درهم، وحاولت اللجوء إلى البنك للحصول على قرض لتمويل سيارة جديدة، لكنه رفض لوجود قروض بنكية سابقة، وبعدها اضطرت إلى استئجار سيارة من أجل توصيل أولادها إلى المدرسة، وقضاء حوائجها، واستأجرتها لمدة شهر، وسددت مبلغ الإيجار بالكامل.

وتابعت (أم راشد) أنها في أواخر عام 2017 تعرضت لمشكلات صحية وإصابة في العمود الفقري، ما جعلها تمكث في المستشفى، وخرجت منه، وسافرت إلى الهند في رحلة علاج، وهناك خضعت لست عمليات جراحية في العمود الفقري على ست مراحل زمنية مختلفة، ما اضطرها إلى البقاء فترة طويلة خارج الدولة. ووسط معاناتها المرضية تذكرت السيارة المستأجرة، واتصلت بمالك مكتب تأجير السيارات، وطلبت منه أن يستعيد السيارة، لأنها خارج الدولة، وليست في حاجة لها، تالياً لم أحصل على مستند إخلاء طرف بتسليم السيارة، وبعد مكوثها في الهند أشهراً عدة تحت العلاج، عادت إلى أرض الدولة، وكانت مشغولة بتلقي العلاج، وبعد فترة فوجئت باتصال من مكتب تأجير السيارات، يطالبها بسداد متأخرات إيجار المركبة، وحاولت الشرح للمتصل أنها سددت الإيجار مقدماً، وطلبت من صاحب المكتب استرجاع المركبة، وفي اليوم التالي كانت على موعد للسفر إلى الهند لمتابعة العلاج، وبعد يومين من وصولها الهند تلقت اتصالاً من مركز الشرطة، بوجود بلاغ تخلف عن السداد ضدها، من مكتب تأجير السيارات، وهناك تعميم بشأنها، ولابد من تسوية البلاغ. وأشارت (أم راشد) إلى أنها أصيبت بحالة ذهول مما حدث، واتصل بها محامي مكتب تأجير السيارات، وطلب منها تحرير شيك ضمان بقيمة 190 ألف درهم مقابل إزالة التعميم والبلاغ ضدها، ووعدها بأنها بعد العودة إلى الدولة تتم تسوية سوء التفاهم، موضحة أنها لم يكن أمامها أي خيار، وكانت تخشى العودة في وجود التعميم، لذا وافقت وطلبت من ابنتها الموجودة في الدولة أن تسلم المحامي شيكاً موقعاً منها سابقاً، لأجل دفعات المدرسة، دون كتابة المبلغ، وتالياً قام المحامي بكتابة مبلغ 300 ألف درهم بدل من المبلغ المتفق عليه سابقاً، وبعد رجوعها إلى الدولة، حاولت الاتصال بمكتب التأجير مراراً وتكراراً، وأبلغها الموظف بأن القائمين على موضوعها غير موجودين في الدولة، وبعد مرور شهر تلقت اتصالاً من مركز الشرطة يفيد بوجود بلاغ ضدها بتحرير شيك من دون رصيد وبسوء نية.

وأوضحت أنها توقفت عن العمل لأجل غير مسمى، بسبب غلطة تمثلت في عدم الحصول على توقيع بتسليم المركبة، ما أدى إلى تراكم الإيجار عليها، وإعطاء شيك من دون كتابة مبلغ الدين، ومنذ ذلك الحين تعاني الملاحقة القضائية والتنقل بكرسي متحرك، ولا تستطيع السير إلا بمساعدة الغير.

وقدمت الشكر إلى مبادرة «ياك العون»، لشملها ضمن كشوف المشمولين في المبادرة، منوهة بـ«ياك العون» التي تسعى إلى تفريج كرب المواطنين المتعثرين مالياً والملاحقين قضائياً.

تفريج كرب الغارمين

تتبنّى «الإمارات اليوم»، ومحاكم دبي، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، مبادرة «ياك العون»، للعام الثاني على التوالي، بهدف الإفراج عن السجناء من المواطنين المتعثرين مالياً والملاحَقين قضائياً.

وتستهدف المبادرة 85 مواطناً من الملاحَقين قضائياً، والمترتبة عليهم قضايا مالية، وتسعى إلى سداد مديونياتهم البالغة 14 مليون درهم، لجمع شملهم مع أسرهم قبل عيد الفطر المبارك، وتم تزويد «الإمارات اليوم» بأعداد المواطنين المتعثرين مالياً، بعد دراسة ملفاتهم واعتمادها من قبل لجنة «محاكم الخير» في محاكم دبي.

• «أم راشد» تعول 4 أبناء، وأجرت 6 عمليات جراحية في العمود الفقري.

تويتر