ضمن مبادرة «فالكم طيب 4» بالتعاون مع «الإمارات اليوم»

«أوقاف دبي» تتكفل بتعليم وعلاج طفل التوحّد «حميد»

علي المطوّع أكد أن مبادرة «فالكم طيب 4» تعزّز قِيَم التراحم والتكافل. الإمارات اليوم

تكفلت مؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصر في دبي بسداد النفقات التعليمية، وكلفة الجلسات العلاجية، والتأهيل السلوكي للطفل (حميد)، الذي يعاني طيف التوحّد وفرط النشاط والحركة.

وكانت «الإمارات اليوم» نشرت، في 12 من الشهر الجاري، قصة معاناة (حميد)، الناجمة عن وضعه الصحي في ظلّ عدم قدرة أسرته على التكفل بنفقات تعليمه وعلاجه، وتأتي الاستجابة ضمن مبادرة «فالكم طيب 4»، التي تتبناها المؤسسة و«الإمارات اليوم»، وتهدف إلى علاج المرضى الفقراء الذين تحول أوضاعهم المالية دون تلقي العلاج اللازم، إضافة إلى مساعدة الحالات الإنسانية، وسداد المتأخرات الإيجارية للمحتاجين، والإفراج عن نزلاء المنشآت العقابية والإصلاحية المعسرين، ومساعدة المواطنين ذوي الدخل المحدود، والوقوف على احتياجاتهم.

وأكد الأمين العام لمؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القُصّر في دبي، علي المطوّع، أن مبادرة «فالكم طيب 4»، التي تنفّذها المؤسسة بالتعاون مع صحيفة «الإمارات اليوم»، تعزّز قيم التراحم والتكافل في المجتمع، وتفعّل دور المصارف الوقفية في دعم الحالات الإنسانية المختلفة، العلاجية والمعيشية.

وأضاف المطوع أن دعم أصحاب الهمم يُعد جزءاً أساسياً من استراتيجيات العمل في «أوقاف دبي»، حيث تحرص المؤسسة على الاستجابة الفورية لدعم وتمكين هذه الفئة الكريمة، خصوصاً الأطفال، مشيراً إلى تكفل المؤسسة بتقديم ما يلزم للطفل (حميد) لدعمه دراسياً وصحياً، حتى يتمكن من مزاولة حياته على أفضل صورة.

وتابع أن تمكين هذه الفئة الكريمة يمثل ركيزة أساسية في بناء مجتمع أكثر شمولاً وإنسانية، لافتاً إلى التزام المؤسسة بمساندة المرضى غير القادرين، وغير المؤمّن عليهم صحياً، من ذوي الدخل المحدود، وتقديم الخدمات العلاجية اللازمة لهم لتخفيف آلامهم ومساعدتهم على استعادة عافيتهم.

وقال إن توفير الفرص التعليمية لأصحاب الهمم مسؤولية تتشارك فيها الجهات الحكومية والخاصة، لتحسين جودة الحياة وترسيخ مفهوم الوقف التنموي.

وأعرب عن أمله في أن تسهم هذه المبادرة بإلهام مزيد من المبادرات الهادفة إلى دعم الفئات الأكثر احتياجاً، وتعزيز قيم العطاء والخير.

ويعاني الطفل (حميد) طيف التوحّد وفرط الحركة والنشاط، وعدم القدرة على النطق والكلام، ويحتاج إلى جلسات علاجية وتأهيل سلوكي وتعليم من نوع خاص.

وقد نسق «الخط الساخن» مع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، لتحويل قيمة التبرع إلى مركز دبي للتوحّد.

وأعربت (أم حميد) عن سعادتها وشكرها العميقين لمؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصر في دبي، ولـ«الإمارات اليوم»، على التكفل بالنفقات التعليمية والعلاجية لطفلها (حميد)، مشيرة إلى أن «التبرع ليس بغريب على مؤسسات دولة الإمارات، التي يشهد لها القريب والبعيد بالتكاتف والتعاضد والوقوف مع المحتاجين، خصوصاً المرضى منهم، وهو يأتي انعكاساً لسياسة القيادة في العمل الخيري الإنساني».

وقالت لـ«الإمارات اليوم» إن مبادرة «فالكم طيب 4» فتحت باب أمل جديد لطفلها، ومنحتها شعوراً بالأمان، وبأنها ليست وحيدة، وتابعت: «سعادتي لا توصف منذ أن سمعت خبر التكفل بالنفقات التعليمية والعلاجية والتأهيلية لطفلي».

وكانت (أم حميد) روت لـ«الإمارات اليوم» أن ابنها كان قد بلغ 18 شهراً عندما لاحظت أنه لا ينطق مثل الأطفال الآخرين ممن هم في مثل سنه، ولا يستطيع الأكل، وعمل كثير من الأشياء الأخرى الاعتيادية.

وقالت: «اصطحبته إلى أحد المراكز الطبية، وبعد تشخيصه تبيّن أنه يعاني التوحّد وفرط الحركة، وعرفت أن هذا هو سبب عدم قدرته على تناول الطعام بسلاسة».

وأضافت أن «مركز دبي للتوحّد وضع له خطة علاجية، العام الماضي، بلغت كلفتها 71 ألف درهم، وقد تمكنت من تدبير المبلغ عن طريق مساعدات من فاعلي الخير، ولكني عاجزة عن تدبيره هذا العام نظراً إلى الظروف المالية الصعبة التي أعيشها».

وقالت: «بعد العلاج لاحظت تطوّر حالة طفلي، وكان هناك تحسّن فعلي، ولكن الظروف المعيشية الصعبة وعدم وجود دخل ثابت جعلاني حائرة، ولا أعرف كيف سأتدبر قيمة الجلسات العلاجية له هذا العام».

وأوضحت: «أنا مطلقة وأقيم مع طفلي الوحيد عند والدتي، وسبق لي طلب مساعدات من جمعيات خيرية، ولكني لم أحصل على ردّ، كما أنني حاولت العثور على عمل، لكني لم أوفق في ذلك، ولا أعرف ما العمل في ظل وضعي الصعب».

وقالت: «لا أجد الكلمات المناسبة، لأن شعوري بالعرفان والسعادة أكبر من أن تتسع له الكلمات، لكنني أكتفي بشكر المؤسسة والصحيفة على وقفتهما النبيلة ومساعدتهما لنا في هذا الظرف».

• والدة الطفل أكدت أن التبرع ليس بغريب على مؤسسات دولة الإمارات، التي يشهد لها القريب والبعيد بالتكاتف والتعاضد والوقوف مع المحتاجين، خصوصاً المرضى منهم.

• 71 ألف درهم، كلفة خطة علاجية وضعها مركز دبي للتوحّد للطفل «حميد»، العام الماضي.

تويتر