مات والدهما والأم فشلت في العثور على فرصة عمل

31.9 ألف درهم تحرم «فاطمة» و«جود» من مواصلة تعليمهما

الظروف الصعبة تحرم الشقيقتين من تحقيق حلمهما. أرشيفية

منذ وفاة والد الطالبتين (فاطمة - 16 عاماً) و(جود - 12 عاماً) في مارس من عام 2021، تعرضت الأسرة إلى كثير من العقبات والظروف المالية الصعبة، وحاولت الأم (ربة منزل)، قدر استطاعتها الحفاظ على كيان أسرتها، لكن كل محاولاتها باءت بالفشل، ما أدى إلى تراكم المسؤوليات على كاهلها وعجزت عن سداد المتأخرات الدراسية لابنتيها حتى بلغت 31 ألفاً 965 درهماً خلال العام الماضي، وناشدت الأم أصحاب الأيادي البيضاء مد يد العون لها، ومساعدتها في تدبير الرسوم الدراسية لابنتيها (فاطمة وجود) حتى تتمكنا من استكمال دراستهما.

وروت الأم قصة معاناتها مع المشكلات المالية لـ«الإمارات اليوم»، قائلة إنها حضرت إلى الدولة منذ أكثر من 23 عاماً، وكان زوجها يعمل بشركة خاصة في إمارة دبي براتب 16 ألف درهم، وكانت حياتهم المالية والمعيشية جيدة للغاية، الأمر الذي شجعهما على إنجاب ثلاثة أطفال، وطوال الفترة الماضية كان زوجها همه الوحيد تحقيق الاستقرار والحياة الكريمة لأفراد الأسرة، وكان يشجع الأولاد على العلم والاجتهاد والتفوق في الدراسة.

وأكملت أنه في يناير من عام 2021، انقلبت حياة الأسرة رأساً على عقب، بعد أن ترك الأب عمله مصدر دخل الأسر الوحيد، بسبب خسارة مالية كبيرة لحقت بالشركة التي يعمل فيها، ما أدى إلى تقليص عدد الموظفين العاملين فيها، وكان الزوج من ضمن الذين وقع الاختيار عليهم، وفجأة وجد نفسه بلا عمل أو مصدر للدخل.

وتابعت الأم أن زوجها بدأ يعاني مشكلات صحية انتهت بإصابته بسكته قلبية في مارس من العام نفسه، أدت إلى وفاته قبل نقله إلى المستشفى، موضحة أن زوجها توفي وترك أسرته الصغيرة من دون معيل أو مصدر دخل، وبدأت جميع المسؤوليات تقع على عاتقها، وحاولت التماسك من أجل الوصول بالأسرة إلى بر الأمان.

وأشارت إلى أنها بدأت البحث عن  فرصة عمل، من أجل إيجاد مصدر دخل  للأسرة، وطرقت العديد من أبواب الجهات الحكومية والخاصة بحثاً عن فرصة عمل، لاستكمال المشوار بعدما وضعتها الأقدار في هذا الموقف الصعب، إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل، وتوجهت إلى إحدى الجمعيات الخيرية في إمارة عجمان لطلب المساعدة ومد يد العون، وتمت مساعدتها خلال الأعوام الماضية في مصروفات الحياة الضرورية مثل (المسكن والمواد الغذائية)، كما أسهم أحد الأصدقاء المقربين إلى زوجها، بسداد إيجار المسكن وجزء من الرسوم الدراسية لأولادها.

وأضافت أنها فوجئت بعد انتهاء الفصل الدراسي الأول، بإدارة المدرسة ترسل لها رسالة نصية تخبرها، بأنه سيتم إيقاف الطالبتين (فاطمة وجود) عن استكمال مشوارهما الدراسي، وعدم تسجيلهما في الفصل الدراسي الجاري، بسبب تراكم متأخرات دراسية بقيمة 31 ألفاً و965 درهماً، وحاولت الحصول على مهلة جديدة لسداد المتأخرات الدراسية، لكن إدارة المدرسة رفضت بشكل قاطع.

وأكدت الأم أنها لم تستطع تدبير ولو جزء بسيط من قيمة المتأخرات الدراسية، وتخشى أن تتوقف ابنتاها (فاطمة وجود) عن استكمال دراستهما، موضحةً أن ابنتها فاطمة في السنة الأخيرة من دراستها الثانوية، وقد حصلت على معدل 98% في الفصل الدراسي الأول، وجود من الطلاب المتفوقين منذ طفولتها، متمنية أن تمتد إليها أيادي أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة، ومساعدتها في تدبير 31 ألفاً 965 درهماً، المتأخرات الدراسية المتراكمة على ابنتيها، حتى تتمكن من مواصلة تعليمها في ظل الظروف الحياتية الصعبة التي تمر بها.

تويتر