الأب عانى فشلاً كلوياً وتوفي في 2018

19 ألف درهم تعيد «بشرى» إلى مقعدها الدراسي

«أم بشرى» تعاني ظروفاً صعبة منذ وفاة زوجها. صورة تعبيرية من غيتي

منذ وفاة والد الطالبة (بشرى - 14 عاماً) في عام 2018، واجهت الزوجة كثيراً من العقبات والظروف المالية الصعبة، بعد فقد معيل الأسرة، وحاولت قدر استطاعتها الحفاظ على كيان الأسرة، وأصيبت بالإحباط، بسبب عدم قدرتها على مواجهة ظروف الحياة، خصوصاً بعدما عجزت عن سداد المتأخرات الدراسية لابنتها خلال العام الماضي، حتى بلغت 19 ألف درهم، ما جعل الفتاة تتوقف عن الدراسة، وناشدت الأم أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مد يد العون لها، ومساعدتها في تدبير الرسوم الدراسية لابنتها حتى تستطيع استكمال دراستها.

وروت الأم قصة معاناتها لـ«الإمارات اليوم»، قائلة إن زوجها كان يعمل في إحدى شركات القطاع الخاص براتب 6000 درهم، وهي كانت تعمل في شركة خاصة براتب 2000 درهم، وكانت حياتهم مستقرة، وكان همه الوحيد تأمين حياة كريمة لابنتهما الوحيدة (بشرى)، ولم يدخر جهداً في توفير سبل السعادة لها، وكان يحفزها على التفوق في دراستها.

وأضافت أن الحال انقلب رأساً على عقب، بعدما أصيب زوجها بفشل كلوي، وتدهورت حالته الصحية سريعاً، حتى إنها اضطرت إلى ترك عملها في عام 2010، من أجل رعاية زوجها، حيث كانت تضطر إلى البقاء معه في المستشفى، خصوصاً عندما أخبرها الأطباء بأن حالته ميؤوس من علاجها، فحاولت البقاء إلى جانبه، تخفف عنه آلامه، وتبث في نفسه الأمل، وكانت تأمل أن تحدث معجزة ويشفى الزوج من المرض.

وتابعت أن الزوج توفي في شهر مايو من عام 2018، تاركاً أسرته الصغيرة من دون معيل أو مصدر دخل، وانقلبت حياتها رأساً على عقب، وأصبحت كل مسؤوليات الأسرة تقع على عاتقها وحدها، وحاولت التماسك من أجل طفلتها، وبدأت البحث عن أية فرصة عمل جديدة، من أجل إيجاد مصدر دخل ثابت للأسرة، وطرقت العديد من الأبواب بحثاً عن فرصة عمل تساعدها في تدبير الرسوم الدراسية لابنتها الوحيدة، لكن كل محاولاتها باءت بالفشل.

وأكملت الأم أن الوضع المالي والمعيشي السيئ الذي مرت به اضطرها إلى ترك الشقة التي كانت تقيم فيها، وانتقلت للعيش مع إحدى قريباتها، وتمكنت من تدبير الرسوم الدراسية لابنتها من خلال مساعدة إحدى الجمعيات الخيرية في الدولة، حتى بلغت الصف الثامن، لكن هذه المساعدة انقطعت العام الماضي.

وتابعت أن إدارة المدرسة أخبرتها في نهاية العام الماضي، بأنه سيتم إيقاف (بشرى) عن استكمال مشوارها الدراسي، وعدم تسجيلها في العام الدراسي الجديد، بسبب وجود متأخرات دراسية بقيمة 19 ألفاً و86 درهماً، وحاولت الحصول على مهلة جديدة لسداد المتأخرات الدراسية، لكن إدارة المدرسة رفضت بشكل قاطع.

وأكدت الأم أنها لم تستطع تدبير ولو جزءاً بسيطاً من قيمة المتأخرات الدراسية، ما جعل ابنتها تمكث في المنزل، وتُحرم من استكمال دراستها، متمنية أن تمتد إليها أيادي أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة، ومساعدتها في تدبير 19 ألفاً و86 درهماً، المتأخرات الدراسية المتراكمة على ابنتها، حتى تتمكن من مواصلة تعليمها في ظل الظروف الحياتية الصعبة التي تمر بها.

الأم فقدت وظيفتها لتجلس إلى جوار الزوج في مرضه الأخير.

تويتر