حادث مروري يحوّل «أبوساري» إلى قعيد

يعيش (أبوساري) أسير الفراش ولا يستطيع أن يفارقه، بعدما كان يتمتع بالصحة والنشاط حتى تعرض لحادث مروري في عام 2013، أدى إلى إصابته بشلل رباعي، وعجز سفلي كامل، سنوات طويلة قضاها مستلقياً على ظهره من دون حراك، يتجرع الأمل مع مرارة الدواء من دون تحسن، وبعد أربع سنوات ضاق الرجل من الفراش وبات حلمه الوحيد أن ينهض من السرير الذي بات جزءاً منه، يتمنى الوقوف على قدميه مرة أخرى، يتحرك من دون مساعدة أحد، كاد اليأس يقضي على ما تبقى منه، لكن شعاع أمل منحه إياه أطباء بمستشفى راشد في دبي، عندما أخبروه بوجود فرصة لتحسن حالته الصحية، تتمثل في شراء كرسيين متحركين بمواصفات خاصة، الأول يساعده في تحريك الرجلين، والثاني يتولى عمل العلاج الطبيعي له، حتى تتحسن حالته الصحية إلى الأفضل، لكن المشكلة أن كلفة شراء الكرسيين تبلغ 68 ألف رهم، وإمكانات أسرته المالية المتواضعة تحول دون توفير هذا المبلغ، وناشد شقيقه أهل الخير المساعدة في تدبير كلفة شراء الكرسيين الطبيين لتخفيف جزء من آلام (أبوساري)، وفتح طاقة أمل جديدة له.

آلام بالرقبة

أفاد التقرير الطبي الصادر عن مستشفى راشد في دبي، حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، بأن المريض (أبوساري) دخل إلى قسم الحوادث والطوارئ بالمستشفى، إثر تعرضه إلى حادث انقلاب سيارة وقع في الثالث من نوفمبر 2013، وكان يشكو آلاماً بالرقبة وإصابات متفرقة.

وأكد أن الحادث المروري أدى إلى إصابة المريض بشلل رباعي وشلل سفلي كامل، وتقدر العجز بنسبة 100%، مشيراً إلى أنه بحاجة إلى أجهزة طبية تبلغ قيمتها 68 ألف درهم، لتساعده على تحريك الرِّجلين، وتؤدي دور العلاج الطبيعي له، ما سيساعد في تحسن حالته.

(أبوساري) كان يعيش حياة طبيعية، وتمتع بالحيوية وحب الحياة، حتى تعرض لحادث تدهور عندما كان متوجهاً إلى عمله.

ويروى أخو (أبوساري - يمني - 37 عاماً) لـ«الإمارات اليوم» مأساتهم مع المرض، قائلاً إن «أخي كان يعيش حياة طبيعية، وتمتع بالحيوية وحب الحياة حتى تعرض لحادث تدهور مركبته، عندما كان متوجها إلى عمله كالعادة، في نوفمبر عام 2013، وتم نقله مباشرة إلى مستشفى راشد في دبي».

وتابع «في ذلك اليوم تلقيت اتصالاً من المستشفى يفيد بتعرض أخي لحادث مروري وحالته الصحية مستقرة، وأسرعت إلى المستشفى، وأخبرني الأطباء بأنه تم إجراء الفحوص الطبية اللازمة لأخي، وبينت أنه مصاب بكسر في الرقبة، وكسر آخر في العمود الفقري، ويحتاج إلى عملية جراحية لتثبيت الكسور، وبعد العملية أكد لنا الأطباء أن (أبوساري) أصيب بشلل رباعي جراء الحادث، وأنه فقد القدرة على التحرك بشكل طبيعي».

وأكمل الأخ أن «أخي إنسان مؤمن بقضاء الله، وتقبل الوضع الجديد، ومنذ ذلك الوقت يراجع المستشفى بصورة دورية للحصول على بعض الأدوية وعمل علاج طبيعي، للمحافظة على استقرار حالته الصحية»، متابعاً أنه لم يترك باباً إلا وطرقه من أجل توفير العلاج لأخيه، لكن جميع التقارير الطبية أكدت صعوبة استعادة عافيته مرة أخرى.

وأكد الأخ «بذلت قصارى جهدي من أجل تخفيف آلام أخي، وحالياً أصبحت عاجزاً عن توفير تكاليف الأجهزة الطبية له، خصوصاً أنني المعيل الوحيد لأسرتي المكونة من أربعة أفراد، بالإضافة إلى أسرة (أبوساري) المكونة من خمسة أفراد، وليس لديهم معيل بعد إصابة أخي بالشلل، وأعمل في إحدى الجهات الحكومية براتب 6000 درهم، أسدد منه إيجار المسكن والمستلزمات البنكية».

وقال «أقف عاجزاً عن توفير الجهازين لمساعدة أخي على التحرك وترك الفراش، وحاولت الاقتراض لشراء الكرسيين، لكني فشلت بسبب كثرة الالتزامات المطالب بها، ولا أتحمل رؤيته يتألم في صمت ويبكي بلا دموع، وأنا غير قادر على تخفيف آلامه»، مشيراً إلى أن حالته الصحية تتدهور تدريجياً، ولا يملك له سوى الدعاء بالشفاء ليل نهار، مناشداً أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدة (أبوساري) على تدبير 68 ألف درهم كلفة الأجهزة الطبية.

الأكثر مشاركة