«مريم»: لا مكان لليأس في حياتي

«مريم» أحد 3 أشقاء يعانون الإعاقة البصرية. الإمارات اليوم

فقدت مريم الكعبي بصرها في سن الرابعة، أي قبل نحو 40 عاماً. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت عصاها الدليل الذي يساعدها على تحديد وجهتها، والمرشد الذي يعينها على تحسس حواف الأشياء حتى لا تصدم بها. لكنها لم تستسلم للظلمة، ولم تفتح أبواب عالمها لليأس، بل راحت تطوف أرجاء المعرفة موقنة أنها تستطيع أن ترى النور من خلالها.

ومريم أحد ثلاثة أشقاء يعانون الإعاقة نفسها، إذ أصيب شقيق وشقيقة لها بالإعاقة البصرية. وكان الأمر بمثابة تحدٍ لوالديهم اللذين حرصا على مساعدة أبنائهما على تخطي إعاقتهم، كما تؤكد مريم، فهما لم يشعراهم بأي نقص، بل جعلا منهم أشخاصاً متسلحين بالعلم والمعرفة، ولم يترددا في ضمهم إلى المراكز التعليمية للمكفوفين حتى أتموا تعليمهم الثانوي بنجاح.

وتؤكد مريم أنها تمكنت من أخذ شهادات علمية عدة، منها اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي، إضافة الى الالتحاق بدورات وزارة الداخلية لتأهيل المعاقين والحصول على شهادة السكرتارية الإلكترونية وحفظ الملفات.

وتابعت أنها تحلم بتتويج ما حققته على الصعيد العلمي بالحصول على وظيفة، لافتة الى أن عدم وجود شواغر وظيفية للمكفوفين في امارة الفجيرة هو ما جعلها تنتظر لفترة طويلة.

وشرحت مريم أن العمل سيساعدها على توفير سائق سيارة خاصة، إضافة الى تعيين مرافقة، تصطحبها إلى الأماكن العامة، وتساعدها على التنقل بحرية.

وأوضحت أن المكفوف يستطيع أداء مهام وظيفية كثيرة، وأنه يستحق التجربة، مؤكدة أن «حرمانه العمل يحبطه ويسبب له الكآبة».

وذكرت أن شقيقها يعمل في جهة حكومية في الإمارة، أما شقيقتها فتعمل في مركز المعاقين بالفجيرة لتعليم المكفوفين، مشيرةً إلى أنها سعت للالتحاق بالمركز إلا أنه لا يحتاج الى أكثر من معلم، بسبب قلة عدد الطلبة.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/03/hotline-4-2.jpg

تويتر