نيلة: مكان المعاق ليس على هامش المجتمع
تحلم المواطنة، نيلة الراشدي (27 عاماً)، من العين، بالحصول على فرصة عمل مستقبلية، تستطيع من خلالها أن تكون عنصراً إيجابياً في المجتمع وبين أسرتها، مؤكدة أن إعاقتها في السمع والنطق لا تعني أنها أصبحت جزءاً من الهامش، وأنها لم يعد لديها مكان حقيقي في المجتمع.
تروي (نورة)، الأخت الكبرى لـ(نيلة)، أنها الوحيدة من بين أخوتها التي تعاني إعاقة في السمع والنطق. وتشرح أن العائلة اكتشفت إعاقتها وهي في سن خمسة أشهر، إذ لاحظت أنها لا تستجيب للأصوات، وكان بكاؤها بصوت منخفض، فأجرت لها فحوصاً في أحد المستشفيات، وتبين أن لديها إعاقة في السمع والنطق.
وتابعت: «أكملت (نيلة) دراستها، على الرغم من إعاقتها السمعية، حتى وصلت إلى المرحلة الإعدادية، ولكنها كانت تشعر بآلام وإرهاق في الرأس. وعزا طبيبها ذلك إلى ذبذبات السماعة التي كانت تستخدمها، ومع استمرار معاناتها أخذ مستواها الدراسي يتدنى تدريجياً فقررت ترك دراستها».
وأضافت أن «(نيلة) تشعر بأن لديها القدرة على العمل وإثبات الذات، وتحب تطوير نفسها، كما ترى أن المعاق يملك قدرات للوصول إلى النجاح قد لا يمتلكها أشخاص عاديون».
وتواصل: «قررت (نيلة) الالتحاق بمراكز وزارة الداخلية في مدينة العين، ووضعت خطوتها الأولى على طريق مستقبلها، من خلال حصولها على شهادة السكرتارية الإلكترونية وإدارة حفظ الملفات، إضافة إلى شهادة الحاسب الآلي»، مشيرةً إلى أن «الدورة التي اجتازتها (نيلة) أكسبتها حب التفوق والنجاح والمثابرة ومخالطة الناس، وازدادت ثقتها بنفسها وحبها لذاتها، وكونت لها العديد من الصداقات، وجعلتها أكثر وعياً لنفسها، ولديها القدرة على العطاء والعمل، بعدما كانت تعاني العزلة والخجل بسبب إعاقتها».
وأوضحت أن «وزارة الداخلية وفرت كل المتطلبات الدراسية والمعيشية لذوي الإعاقة، ما أسهم في غرس الأمل في نفوسهم»، مشيرة إلى أن مبادرة «نحن قدها» تساعد المعاق على أن يكون شخصاً فاعلاً في المجتمع.