قضى 30 سنة في العمل ودخل السجن على ذمة 33 ألف درهم
«فايز» اقترض لعلاج ابنته وعجز عن السداد
عوض الله يحلم بالخروج من السجن. أرشيفية
حضر فايز عوض الله، (53 عاماً)، سوداني الجنسية، إلى الدولة عام 1985، وبدأ رحلة عمل طويلة، وكانت حياته تسير بوتيرة طبيعية، حتى أصيبت ابنته بمرض عضال واضطر إلى الاقتراض لعلاجها وتخفيف آلامها، واستمر في سداد الأقساط حتى فوجئ بإنهاء خدماته وعجز عن سداد 33 ألف درهم، بقية قرض علاج ابنته، ودخل المنشآت العقابية والإصلاحية في أبوظبي على ذمة هذا المبلغ، منذ سبعة أشهر، ولا أمل له في الخروج لعدم وجود مصدر دخل، مناشداً أهل الخير مساعدته على تسديد دينه لمصلحة بنكين محليين بقيمة 33 ألف درهم، حتى يتمكن من الخروج والعودة لأسرته، مؤكداً أنه قضى 30 سنة في العمل دون مخالفة تذكر، ولكن ظروف مرض ابنته اضطرته إلى الاقتراض.
وقال عوض الله لـ«الإمارات اليوم» إنه «قدم إلى الدولة في فترة الثمانينات، حيث عمل فنياً كهربائياً في إحدى المؤسسات الإعلامية الحكومية منذ عام 1985، وكان مثالا في الالتزام والتدين والتفاني في عمله، ولم يرتكب أية جريمة أو مخالفة يعاقب عليها القانون، حتى اضطره سوء أحوال أسرته المعيشية ومرض ابنته إلى اقتراض مبالغ بسيطة من بنكين مختلفين، وحرص على سداد الأقساط المترتبة عليه في مواعيدها المقررة، حتى أنهيت خدماته في 2004، ولم يستطع بعدها ان يواصل تسديد أقساط علاج ابنته، إذ تبقى عليه مبلغ 33 ألف درهم، ورفض البنكان الانتظار عليه طويلاً حتى يتمكن من تدبير حاله ومعاودة سداد الأقساط، فقاما بالتعميم عليه، ليتم توقيفه وإيداعه في السجن على ذمة هذا المبلغ.
وأوضح أنه بعد إنهاء خدماته حاول جاهداً البحث عن فرصة عمل أخرى، لكنه فشل في تحقيق ذلك حتى الآن، ما اضطره إلى التعثر في سداد ديونه المستحقة للبنكين، لافتاً إلى أنه لم يتوقع على الإطلاق أن تنتهي رحلة كفاحه على مدار هذه السنوات الطويلة داخل أسوار السجن، سيما أنه كان شخصاً ملتزماً بقوانين الدولة، ويقدم يد المساعدة لمن يطلبها، سواء من الأقارب أو غيرهم.
وأشار إلى أنه يتطلع إلى رؤية زوجته وابنته الموجودتين حالياً في دولته منذ إنهاء خدماته، وأن يجد من يمد له يد المساعدة والعون وإخراجه من هذا الكرب، وأن يجد فرصة عمل كريمة تدر عليه دخلاً يمكنه من تلبية الالتزامات المعيشية ومساعدة أسرته، وكذا تمكين ابنته الوحيدة من مواصلة دراستها الجامعية.
ونوه عوض الله بمبادرة إنشاء صندوق الفرج التابع لوزارة الداخلية لمساعدة السجناء المعسرين، وسداد الديون المالية المستحقة عليهم، إذ تمثل مبادرة إنسانية تعزز مبدأ التكافل الاجتماعي بين الأفراد، وتشجع على فعل ونشر الخير، وتمنح الفرصة للسجناء الذين تعثروا في سداد التزاماتهم المالية، للالتزام وعدم اقتراض مبالغ مالية كبيرة من البنوك.