5 دقائق

الليلة مطلوب جريمة!

سامي الخليفي

«وينك سألنا عليك، وينك وحشتنا عينيك»، لهذا وبناء على طلب القراء، خصوصاً اللي نظرهم ضعيف سيتم تكبير الخط اليوم حبتين، فأنا من محبي قراءة الصحف والمجلات خصوصاً صفحة الحوادث، حيث تعودت لبس نظارة مع قميص مشجر أهداني إياه صديق عاد من «هاواي» بعد حصوله على الماجستير في العلوم البحرية تخصص «هوامير» السوق، من فضلك رد على التلفون، وبمناسبة تخرجه أعتق والده 20 عاملاً أحضرهم بلا شهادات علمية سوى شهادة سوء السيرة والسلوك، ثم تعهد بأن يعمم عليهم بطريقة «امسك حرامي»، فكتب أحد الضحايا على صفحته الشخصية في أولى تغريداته على «تويتر»، على أيامنا كانت الجرائم موسمية فتحولت إلى يومية! ردّ على التليفون.

واليوم تصبّ صفحات الحوادث أطناناً من التعاسة والنكد تدعوك إلى رفع رأسك إلى السماء باسطاً يديك مردداً في ابتهال: «اكفنا شر الأسهم والفضائح يا رب»، ففي 30 ثانية قام مسلحان بالسطو على محل صرافة، وسرقا مليون درهم، في نسخة بالكربون لما يحدث في الغرب، ولأن الكفيل يفضل أن يكون المكفول مجرماً بالفطرة عملاً بنظرية «لومبروزو»، في علم الإجرام حتى لا يتعب في تدريبه، ظهرت لدينا جرائم نوعية لم نكن نراها حتى في أسوأ الكوابيس، رد على التليفون.

وأنا آسف إن كان كلامي معك صريحاً، بل آسف إن كلامي رايح مع الريح، فالشوارع تمتلئ عن بكرة أبيها بالهاربين بإخلاص من كفلاء لا يخرجون ألسنتهم للطبيب وحده، بل وللمجتمع استهزاء به، «فالمطر من السماء والزرع من الأرض والشر من أنفسنا» - ريتويت لا هنتوا شباب- ومن راقب الناس مات هماً، ومن لم يراقبهم مات ضجراً، رد على التليفون.

ومن يخرج منكم من الحمام لا يسألني عن الفرق بين الخلطة السرية والتركيبة السكانية، لأني سأجيبه بأن الثانية وتحت درجة ضغط معينة يمكن أن تصل بنا إلى الكتلة الحرجة، وهي المعادل الطبيعي لجملة «ارفع ايدك العصابة محاصرة المكان»، ولأن الليالي حبلى تلد كل عجيب وبحاجة إلى عملية قيصرية أصبح الولاء للنادي، والواسطة لناس وناس، والسكر للجميع، رد على التليفون. والخلطة السكانية مأساة عاناها هاملت في صمت، وعبر عنها شكسبير بمقولته الخالدة: نكون أو لا نكون هذا هو سؤال الحلقة، لهذا تعبت حبالنا الصوتية ونحن نصيح: التركيبة السكانية، التركيبة السكانية، فهل نصبر أم نتصبر، أم نرد على التليفون؟!

samy_alain@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر