«صحة دبي» تستعين بأجهزة لتنقية الهواء.. وتعتبر السبب خارجاً عن إرادتها

مراجعون لمراكز اللياقة الطبية منزعجـون من «الروائح الكريهة»

أعداد كبيرة من العمال تقصد مراكز اللياقة الطبية يومياً. تصوير: تشاندرا بالان

أعرب مقيمون من جنسيات عدة عن انزعاجهم من انتشار روائح كريهة في بعض مراكز اللياقة الطبية، معتبرين أن هذه الروائح تجعلهم ينفرون من تلك المراكز، وتدفع البعض إلى عدم إنهاء معاملته.

وقال مراجعون لـ «الإمارات اليوم» إنهم ملزمون بمراجعة تلك المراكز لإجراء فحوص اللياقة الطبية، اللازمة لاصدار الاقامة في الدولة أو تجديدها، لكنهم يتأذون جداً من الروائح التي يحملها مراجعون من بعض الفئات.

وأوضحوا أن تلك المراكز تستقبل عمالاً قادمين من مواقع العمل مباشرة، يقدر عددهم بالعشرات، وأحياناً بالمئات، لإجراء فحص اللياقة. وتتسبب رائحة العرق والتكدس في مساحة صغيرة، في انتشار روائح تؤذي المراجعين، وتجبرهم على الخروج منها، مؤكدين أنهم قدموا شكاوى عدة إلى الجهات المعنية في هذه المراكز، مطالبين باتخاذ إجراءات عاجلة للقضاء على هذه الظاهرة.

في المقابل، قالت مسؤولة في إدارة اللياقة الطبية في هيئة الصحة في دبي، إن «الهيئة انتهت من تزويد المراكز كافة بأجهزة لتنقية الهواء، ما يساعد على التقليل من تلك الروائح، مشيرة الى ان عمال النظافة يقومون بجولات دورية، لتنظيف المراكز من أية عوامل قد تسبب روائح غير مقبولة». وأضافت أن «مراكز اللياقة الطبية تستقبل مئات من العمال في وقت واحد، ووجود عدد كبير منهم يتسبب في انتشار رائحة غير مقبولة فعلاً، لكنه أمر يصعب السيطرة عليه».

وتفصيلاً، قال خالد أحمد، وهو مقيم مصري يعمل في دبي، إنه ذهب وزوجته لإجراء فحص اللياقة الطبية اللازم لتجديد الإقامة في مركز اللياقة الطبية الرئيس، المقام في منطقة المحيصنة، وفوجئ بوجود روائح كريهة في صالة المركز، وأمام حواجز تقديم الطلبات، مشيراً الى أن «السبب في وجود هذه الروائح، هو استقبال المركز مئات من العمال، خصوصاً عمال البناء في وقت واحد».

ويكمل أن «عدداً كبيراً من هؤلاء العمال قدموا لإجراء فحص اللياقة من مواقع العمل مباشرة، من دون ان يغتسلوا للتخلص من عرق العمل، ما يؤدي الى انتشار هذه الروائح»، مشيراً الى انه اضطر الى الخروج من المركز هو وأسرته قبل أن يتموا المعاملة.

ويتابع «علمت أن المركز يعمل على مدار 24 ساعة، فقررت العودة في وقت متأخر مساء، على أمل أن يكون العمال غير موجودين، ومن ثم تختفي الرائحة المزعجة، لكن حين عدت وجدت ان عدد العمال اقل من وقت الظهر، لكن الرائحة السيئة لم تختفِ من المكان».

ويقول معتز رائد، وهو موظف يعمل في شركة خاصة في دبي، إنه توجه الى مركز اللياقة الطبية في منطقة القوز الصناعية، لاجراء الفحص اللازم لتجديد إقامته، لكنه وجد تكدساً شديداً من العمال، وانتشاراً لروائح غير مقبولة، مضيفاً أنه «على الرغم من الرائحة المؤذية فقد اضطررت للبقاء في انتظار دوري، لكن بسبب الازدحام الشديد طال انتظاري لأكثر من ساعتين».

وتساءل: «بقيت لأكثر من ساعتين في هذه الرائحة التي لا تطاق، لأن هذا الفحص إلزامي، ولا مفرّ من إجرائه»، مضيفاً «لو كان هذا المركز يقدم خدمة علاجية، وتوجهت إليه طالباً العلاج من مرض ما، لكنت غادرته في الحال، وتحملت الألم والمرض، بدلاً من تحملي هذه الروائح». ويشير أحمد السعيد إلى أنه «توجه إلى مركز اللياقة الطبية في المحيصنة، قبل ثلاث سنوات، وتأذى كثيراً من روائح في صالة الانتظار وأمام حواجز طلب الفحص، فشكا ذلك للموظفين، ووعدوه بأنها ستزول»، مضيفاً أنه «ذهب الاسبوع الماضي للمركز نفسه، لإجراء فحص اللياقة لتجديد الاقامة، فصدم بوجود روائح كريهة، ما جعل إنهاءه إجراءات الفحص، أمراً مرهقاً». وتابع أن انتشار الروائح الكريهة في بعض مراكز اللياقة الطبية، يستدعي اتخاذ اجراءات عاجلة، مقترحاً رفض استقبال العمال القادمين من مواقع العمل مباشرة، واشتراط نظافة القادمين للفحص.

في المقابل، قالت مديرة إدارة اللياقة الطبية في هيئة الصحة بدبي ميساء البستاني، إن «إدارة اللياقة الطبية حريصة على توفير افضل بيئة ممكنة للمراجعين داخل مراكز اللياقة الطبية، وتبحث دوما عن حلول عاجلة وناجعة لإنهاء أي شكوى».

وتابعت أن «وجود روائح مزعجة أمر خارج عن إرادتنا، إذ نستقبل عدداً كبيراً من العمال في وقت واحد، ولا نستطيع السيطرة على نظافتهم الشخصية، ما يتسبب في وجود بعض الروائح». وأضافت: «استقبلنا فعلاً شكاوى من مراجعين بسبب وجود روائح غير مقبولة في بعض مراكز اللياقة، خصوصاً القائمة في مناطق يكثر فيها وجود العمال، مثل مركزي المحيصنة والقوز، وتم على الفور اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالقضاء على تلك الروائح».

وتابعت أنه «يتم حالياً تزويد مراكز اللياقة الطبية كافة بأجهزة لتنقية الهواء، بهدف القضاء على أية روائح غير مقبولة، كما يحرص عمال النظافة على الوجود في صالة الانتظار وممرات المراكز وتنظيفها باستمرار».

تويتر