«أبوظبي للتعليم»: لدينا رقم مجاني للشكاوى ومركز خــدمة للجمهور ولجنة دائمة بكل مدرسة
ذوو طلبة: مدارس تهمــل الردّ على الشكاوى
معلمون وذوو طلبة يصفون صندوق الشكاوى بـأنه «ديكور غير مجد». الإمارات اليوم
شكا ذوو طلبة في مدارس حكومية وخاصة في أبوظبي، من عدم تلقيهم ردوداً على الشكاوى التي يضعونها في الصندوق المخصص للشكاوى والمقترحات في المدارس، أو على قسم الشكاوى والاقتراحات على المواقع الإلكترونية الخاصة بالمدارس، واصفين هذه الصناديق بـ«الديكور» لاستيفاء الشروط التي وضعها مجلس أبوظبي للتعليم، والظهـور بمظهـر ملتزم أمام لجان التفتيش، في المقابل أكد مديرو مدارس، عدم إهمالهم شكاوى الطلبـة وذويهم، مؤكدين اهتمامهم بشكاوى وملاحظات الطلاب وذويهم.
من جانبه، أكد مجلس أبوظبي للتعليم انه مرتبط إلكترونياً مع مركز أبوظبي للأنظمة الإلكترونية والمعلومات، للتواصل الإلكتروني مع الجمهور من آباء الطلاب والهيئات التدريسية والإدارية من خلال رقم مركز اتصال حكومة أبوظبي المجاني.
الزي المدرسـي
وتفصيلاً، قالت والدة طالب في الصف التاسع، (أم خالد)، إنها قدمت شكاوى إلى إدارة المدرسة بشأن ارتفاع ثمن الزي المدرسي، واجبار ذوي الطلاب على شرائه من شركة واحدة، ما يضعهم عرضة لابتزاز هذه الشركة، وإنها اقترحت أن يتم تحديد مواصفات الزي وطرح بدائل متعددة للحصول عليه، مطالبة بضرورة تحديد مواعيد لتقديم المقترحات للنظر في الشكاوى بجدية والعمل على إيجاد حلول لها، مؤكدة أن بعض الاقتراحات من شأنها افادة الطلبة والبيئة التعليمية.
وأضافت (أم خالد) «تقدمت بشكاوى ومقترحات عدة، ولم اتلق أي رد حتى الان، او اتصال يفيد بتحديد موعد معي للاستماع إلى الشكوى، وعندما استفسرت عن الامر من معلم في المدرسة، نصحني بعدم الانتظار، والتوجه مباشرة إلى الادارة في حال وجود أي شكوى، نظراً لان هذه الصناديق مجرد ديكور مدرسي فقط».
وأيدها في الرأي والد احد طلاب مدرسة المشاعل الخاصة، (أبوأحمد)، مؤكداً أنه تقدم بأكثر من شكوى يتضرر فيها من بعض السلبيات الموجودة في مبنى المدرسة، بالاضافة إلى شكاوى من معلمة في الصف الخاص بابنه، ولم يتم اتخاذ أي قرار بشأن الشكاوى حتى الآن، مشيراً إلى أن السلبيات مازالت موجودة في المدرسة.
شكوى جماعية
أشارت والدة إحدى الطالبات، (أم مريم)، الى انها تقدمت وبعض امهات طالبات بشكوى جماعية، وتركن منها نسخة في صندوق الشكاوى الخاص بالمدرسة، يتضررن فيها من تحميل ادارة المدرسة الطلبة زينة اليوم الوطني، موضحة أن إدارة المدرسة طالبت كل طالبة بمبلغ 50 درهما، مقابل تسليمهن علم الدولة، وتنظيم حفل اليوم الوطني، مشددة على عدم تلقيهن أي تفسير لطلب تحصيل المبلغ، واضطررن إلى دفع المبلغ لارضاء بناتهن.
فيما أكد أحمد مختار، والد ثلاثة طلاب في إحدى مدارس الفلل، انه تقدم بشكوى إلى المدرسة الخاصة بأبنائه يستفسر منها عن سبب الغاء الخصم الذي يحصل عليه الطلبة الاشقاء بالمدرسة نفسها، والذي كان متبعا في السنوات الماضية، ولم يجد أي إجابة رسمية عن الشكوى من إدارة المدرسة.
وأشار مختار إلى أنه تلقى إجابة شفاهية من وكيل المدرسة يعده بالحصول على الخصم اثناء دفع قسط المصروفات الثاني، لافتاً إلى ان الوكيل رفض اعطائه أي ورقة رسمية رداً على شكواه.
وأكد عدد من ذوي الطلاب أنهم تقدموا بشكاوى على المواقع الالكترونية للمدارس، في القسم الخاص بالشكاوى والاقتراحات، خاصة بالبيئة الصفية أو بعض المعلمين، أو تحصيل مبالغ مالية غير منصوص عليها في المصروفات المدرسية، إلا أنهم لم يتلقوا أي إجابات عن الشكاوى، مشيرين إلى أنهم يخشون التوجه إلى مجلس أبوظبي للتعليم لتقديم شكاوى في المدرسة، حرصاً على ابنائهم من استهداف ادارة المدرسة لهم.
ديكور روتيني
من جانبهم، وصف بعض المعلمين صندوق الشكاوى بأنه مجرد ديكور روتيني متبع وغير مجدٍ، مشيرين إلى أن إدارات المدارس الخاصة تلتزم بقرارات صاحب المدرسة، دون النظر إلى شكاوى الطلاب أو المعلمين أنفسهم.
وقال مدرس رياضيات للحلقة الثانية في إحدى المدارس الخاصة، عمر عبدالمجيد، إنه وزملاءه تقدموا بشكوى إلى إدارة المدرسة يطالبونها بتوفير الأقلام الخاصة بالسبورة وبعض الوسائل المساعدة للشرح، إلا أن المدرسة تجاهلت الشكاوى ولم ترد عليها.
وأكد عبدالمجيد، أنهم يتحملون قيمة هذه الاشياء من رواتبهم، وأن بعض المعلمين يكتفون بالشرح المباشر، نظراً لعدم استطاعتهم شراء هـذه الاشياء لضعف رواتبهم.
فتح الصناديق
في المقابل، نفى مديرو مدارس، اهمال شكاوى الطلبة وذويهم، مؤكدين اهتمامهم بشكاوى وملاحظات الطلاب وذويهم.
وقال مدير مدرسة أبوظبي الثانوية، محمد الحوسني: «نقوم بفتح صندوق الشكاوى كل يومين، أو مرة أسبوعياً على اقصى تقدير، ويتم بحث الشكاوى واتخاذ الاجراءات، حسب نوع وطبيـعة الشكاوى».
وأضاف أنه يتم الرد على الشاكي، سواء كان طالبا أو ذوي طلبة، خصوصاً أن بعض ذوي الطلاب يرسلون الشكاوى مع ابنائهم لعدم تمكنهم من الحضور بانفسهم.
فيما أفاد نائب مدير مدرسة الرواد النموذجية، سالم سعيد الكثيري، بأن المدرسة ليس بها صندوق للشكاوى، لكنها تتلقى الملاحظات والاقتراحات والشكاوى مباشرة من الطلاب وذويهم.
وأوضح أن فكرة صندوق الشكاوى تخلق مسافة بين المدرسة والطالب أو المنزل، مشيراً إلى وجود قسم للشكاوى على موقع المدرسة الالكتروني، يتلقى شكاوى واقتراحات من لم يسعفهم الوقت للحضور بأنفسهم، مؤكداً أن المدرسة تتعامل مع كل شكوى بجدية وحياد تام، حتى وان ثبت خطأ معلوماتها، وترد عليها وفق طريقة تقديمها.
ربط إلكتروني
من جانبه، أكد مجلس أبوظبي للتعليم أنه مرتبط إلكترونياً مع مركز أبوظبي للأنظمة الالكترونية والمعلومات، للتواصل الإلكتروني مع الجمهور من آباء الطلاب والهيئات التدريسية والإدارية من خلال رقم مركز اتصال حكومة أبوظبي المجاني 800555 لتلقي استفسارات ومقترحات وشكاوى الجمهور التي تخص الشأن التربوي في المدارس والمؤسسات التعليمية في الإمارة.
وأضاف أن مركز خدمة الجمهور لديه يستقبل الشكاوى والملاحظات، ويتم التعامل معها من خلال فريق العمل في المركز، إضافة الى حالات أخرى يتم التعامل معها من خلال التواصل المباشر بحضور مراجعي المجلس، أو من خلال اتصالاتهم الهاتفية.
فيما أفاد المدير التنفيذي لقطاع المدارس الخاصة وضمان الجودة في المجلس، يوسف الشرياني، بأن اللائحة الجديدة للتعليم الخاص تنص على أن تشكل كل مدرسة لجنة دائمة للشكاوى، تكون مسؤوليتها النظر في الشكاوى الكتابية التي تقدم في حق المدرسة وأسلوب عملها.
وأشار إلى أن المجلس الزم المدارس الخاصة، العام الماضي، باعتماد نظام التواصل عن طريق البريد الإلكتروني مع المجلس، لسرعة الإفادة والرد بين الطرفين، وتفادي فقدان المراسلات، وذلك عن طريق نظام إلكتروني متكامل (النظام المعلوماتي المتكامل للطلبة)، متابعاً أن المجلس يهدف من خلال هذا النظام إلى حفظ كل ما يخص الطالب ومدرسته منذ التحاقه بها حتى التخرج بملف رقمي.