حارس الوصل السابق دخل السجن بديون شركائه.. ويتمنـى لقاء مارادونا

2.6 مليون درهم تحرم «أنس» من أسرته.. والملاعب

اللاعب السابق عادل أنس. تصوير: مصطفى قاسمي

يعيش حارس المنتخب الوطني ونادي الوصل السابق، عادل أنس، سجين أربعة جدران بسبب ثقته المفرطة بشركاء خانوه وورطوه في ديون كبيرة ودخل السجن وخسر حريته ووظيفته، وابتعد عن زوجته وأولاده، وفق تعبيره، متمنياً الخروج من السجن لتحقيق حلم حياته ومقابلة الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا الذي يدرب الوصل حالياً، والعودة إلى زوجته وأولاده الستة، بعد أن استوعب الدرس.

وأنس أحد أبناء نادي الوصل منذ أن كان في التاسعة من عمره، ولعب فيه نحو 26 عاماً، ومثل المنتخب الوطني في الفترة ما بين 1988 حتى ،1996 وتواجد في مونديال ،1990 الذي أقيم في إيطاليا وتأهل إليه الأبيض.

وقال أنس (44 عاماً) لـ «الإمارات اليوم» إن مشكلته بدأت عندما عجز عن سداد مستحقات مالية تبلغ نحو مليونين و630 ألف درهم، تراكمت عليه نتيجة توقيعه شيكات وعقوداً لشركائه في التجارة بغرض تسهيل أمور شركتين كان يملكهما، احداها للتجارة العامة والأخرى للصيانة، وتبين أن شركاءه استولوا على الأموال وتركوه غارقاً في الديون.

وأوضح أنه أسس شركتين بهدف تحسين أوضاعه المالية، وإضافة دخل آخر إلى جانب راتبه، واستمر في العمل نحو عامين ومنح شركاءه توكيلاً وتسهيلات كثيرة لتسير الأعمال.

وأضاف أنس «بسبب ارتباطي بعملي، لم أكن على تواصل بشركائي طوال الوقت، لذلك وقعت لهم شيكات بغرض تسهيل أمور الشركتين كما وقعت على بعض العقود، وتولى الشركاء التصرف من دون إذني»، موضحاً «كنت أملك سكناً للعمال بقيمة أربعة ملايين و600 ألف درهم، وقام شركائي باستئجار غرفة من دون علمي وحصلوا على قيمة الإيجار، إضافة إلى شراء سيارات بهدف توصيل العمال، لكنهم قاموا بتأجيرها ثم حاولوا سرقتها».

وتابع «في البداية كان هناك دخل جيد، ولم أكن أدري بالأمور التي تحدث في الخفاء، وكان شركائي يشترون ويبيعون، ويكتفون بإظهار الأموال أمامي باعتبارها مكاسب بيع البضاعة، وتراكمت الديون من دون علمي».

وذكر أنس أن شركاءه تعهدوا بإعطائه 40٪ من الأرباح، وكانوا يضعون أمامه الأوراق للتوقيع عليها، كونه مشغولاً بعمله في إحدى الدوائر الحكومية، وظل في غفلة من أمره حتى فوجئ بنفسه مطالباً بسداد مبالغ طائلة عجز عن سدادها وبدأ رحلة طويلة في المحاكم منذ عام ،2008 ودخل السجن محكوماً عليه في ،2011 مؤكداً أنه سجين خيانة الشركاء، محذراً الشباب من الإفراط في الثقة بالشركاء المحتالين.

وقال إنه يحلم بلقاء مدرب الوصل الحالي، الأرجنتيني دييغو مارادونا منذ مونديال ،1990 الذي أقيم في إيطاليا حينما كـان لاعـباً، ويـأمل في الخـروج من السـجن للقـائه، متابعاً أنـه كان يتابعه حينما كان يلعب في برشـلونة، وفي مونديال إيطـاليا، وتمنى لقاءه ولكـنه فشل في ذلك لأن منتخب بلاده كان في مجموعة أخرى، وفي منطقة أخرى.

ولفت أنس إلى أنه يتابع جميع مباريات الوصل من داخل السجن، مشيراً إلى أن «مارادونا أعطى طعم الروح القتالية في الفريق، وبث في اللاعبين روح الغيرة، وأعتقد أن جلب مارادونا كانت خطوة كبيرة، حيث جذب الجماهير، ليست جماهير نادي الوصل فقط، بل على مستوى الإمارات وأستطيع أن أقول على مستوى الخليج كذلك».

وقال إن ابنه ماجد يلعب في نادي الوصل في فئة تحت 15 عاماً، ويتمنى الخروج من السجن لحضور مباريات الوصل، والعودة إلى ذكريات الماضي موضحاً أنه «بدأ اللعب في نادي الوصل منذ التاسعة وكان النادي بيته الثاني، وعاش فيه جميع المراحل السنية، وخاض أول مباراة مع الفريق الأول عام 1986 وعمره 17 عاماً، وظل حارساً للوصل حتى بلغ الـ 35 عاماً، وانتقل بعدها إلى الشعب»، وأضاف «حينما أجلس وحدي أتذكر الماضي حينما كنا صغارا وأتذكر بعض اللاعبين».

وأحرز أنس خلال الفترة التي لعب فيها مع الوصل ثلاث بطولات للدوري، وبطولة كأس رئيس الدولة، وبطولة كأس الاتحاد.

أما عن مسيرته مع المنتخب الوطني، أوضح أنس «كنت حارساً للمنتخب في الفترة ما بين 1988 حتى 1996 وكنت حارساً احتياطياً، إلى جانب محسن (مصبح) وعبدالقادر (حسن) في حراسة مرمى المنتخب، ووجدت في تصفيات ومونديـال ،1990 إضـافة إلى كـأس آسيا 1996 التي أقيمت في أبوظبي».

وغالبته الدموع وبكى عندما تذكر عائلته، وقال «أتمنى العودة إلى أسرتي وعملي، بعدما تعلمت من هذه التجربة المريرة».

وكانت «الإمارات اليوم» تبنت حملة لإطلاق السجناء المواطنين المعسرين بالتعاون مع «صندوق الفرج» التابع لوزارة الداخلية، واستطاعت فك كرب عدد من نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية على مستوى الدولة المحبوسين على ذمة قضايا مدنية فرضت عليهم مستحقات مالية لا يستطيعون سدادها، كما ساعدت على إخلاء سبيل سجناء لم يستطيعوا الخروج من السجن، على الرغم من انتهاء فترة محكوميتهم بسبب عدم القدرة على توفير رسوم التذاكر أو سداد ديون لآخرين.

إلى ذلك، قال عضو لجنة دراسة حالات السجناء في «صندوق الفرج» التابع لوزارة الداخلية، الملازم خالد الخويطر، إن القضايا المترتبة على السجين عادل أنس هي قضايا مالية فقط ومطلوب في امارتين دبي والشارقة، وعليه 57 تعميماً سدد منهما 38 تعميماً وتبقى عليه 19 تعميماً فعالاً بمبلغ مليونين و694 ألفاً و500 درهم، مضيفاً أن الحكم على السجين يتوقف عنه في حال سداد المبلغ المترتب عليه.

تويتر