«البلدية»: الطريق اتحادي.. و«الأشغال» تتوقع بدء العمل العام المقبل

سائقون يطالبون بإنهاء عــتمة طريق دبا - خورفكان

سائقون يعانون القيادة علــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى طريق دبا ــ خورفكان. الإمارات اليوم

اعتبر سائقون أن القيادة على طريق دبا ـ خورفكان ليلاً مخاطرة، موضحين أن الطريق فردي ومحصور بين جبلين، وعلى الرغم من ذلك يعاني عدم وجود أعمدة إنارة، ما يجعل القيادة فيه مساء مغامرة، ويعرض ركاب السيارات لحوادث التصادم وجها لوجه، واصفين إياه بأنه «طريق الموت»، مطالبين بسرعة إصلاحه وإنهاء العتمة، إنقاذا لأرواحهم.

وقالوا إن القيادة في هذا الطريق، نهارا، تحتاج إلى يقظة شديدة لضيق الاتجاهين، وسرعة المركبات المارة على كلا الاتجاهين، مشيرين إلى أنه في المساء يحل ظلام دامس على الطريق، ما يتطلب إضاءة أعلى مصابيح للسيارة، لرؤية المسار، ما يربك السائقين القادمين في الاتجاه الآخر، وقد يؤدي إلى حوادث مرورية.

وفي المقابل قالت بلدية دبا الفجيرة، إن «الطريق موضوع ضمن خطة وزارة الأشغال، لتوسعته وإنارته وتطويره».

من جانبه، قال وكيل عام وزارة الأشغال العامة، الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، إن الوزارة تنفذ مشروعات عدة لتطوير الساحل الشرقي، منها تطوير مسافات من طريق دبا خورفكان.

وأضاف أن الوزارة تنفذ خطط التطوير وفقاً لأولويات تم وضعها حسب احتياجات كل منطقة، وطريق دبا - خورفكان موضوع ضمن تلك الأولويات.

وتابع «ضمن خطط الوزارة يجرى تطوير طريق خورفكان - الفجيرة، وتاليا سيتم تطوير طريق خورفكان - دبا».

وتوقع النعيمي أن تبدأ الاعمال في طريق خورفكان - دبا العام المقبل، موضحاً انها تشمل توسعة الطريق وإنارته ورفع كفاءته.

وتفصيلاً، أمضت «الإمارات اليوم» ساعات عدة على الطريق الرابط بين دبا وخورفكان، ورصدت مناطق معتمة تماماً، يمر عليها القادم من العقة باتجاه خورفكان، وتصل درجة العتمة إلى حد عدم رؤية مسارات الطريق، ويمكن للسائق أن ينحرف نحو الحارة المقابلة، من دون أن يتنبه لشدة الظلام. كما رصدت سيارات نقل عدة، تمر على الطريق المظلم، ومصابيحها معطلة، ما يجعل رؤيتها أمراً صعباً، من السيارات الخلفية، أو المقابلة.

حوادث عدة

يشهد الطريق الرابط بين خورفكان ودبا حركة مرورية كثيفة، إذ يربط بين مدن عدة، ويستخدمة الآلاف من العاملين في مدينة دبا، أو المتجهين إلى الشارقة والإمارات الشمالية، أو القادمين للإقامة في فنادق منطقة العقة. والمناطق المظلمة في الطريق تمتد مئات الامتار، ويعاني الطريق مرتفعات عدة، تمنع من رؤية القادم من الجهة المقابلة. ويؤكد سائقون أن أكثر المناطق خطورة، هي التي يمر بها القادم من فندق روتانا باتجاه خورفكان، أو القادم من فندق جال باتجاه دبا، إذ تشهد ظلاماً كاملاً ليلا، على الرغم من المنحدرات والمرتفعات والانحناءات في الطريق المحاصر بالجبال.

وسجلت المنطقتان، أخيرا، حوادث عدة، منها حادثان وقعا في يوم واحد، أصيب فيه ثمانية أشخاص. الحادث الأول وقع بالقرب من فندق جال الفجيرة بين مركبتين، إحداهما تقل أسرة عربية مكونة من ثلاثة أفراد، في طريق عودتها من دبا الفجيرة، إذ اصطدمت سيارتهم بسيارة مقابلة كانت تقل أسرة هندية متجهة إلى مدينة دبا.

والحادث الثاني لمركبة كانت تقل مواطنين، اصطدمت بعمود إنارة، نتيجة الانحراف المفاجئ.

وتمتد المناطق المظلمة على الطريق مئات الأمتار، وتحاصره الجبال، لدرجة الالتصاق بحوافه، ما يعرض السائقين لخطر الاصطدام بالصخور.

ويقول المواطن يوسف البلوشي إن طبيعة عمله تتطلب منه التوجه من الفجيرة إلى دبا يوميا، ماراً بهذا الطريق، ويعود مساء، وما يثير الاستغراب، وفق قوله، أن الطرق في دبا مزدوجة ومضاءة بصورة قوية، لكن فجأة، يتحول الطريق إلى فردي، ويسوده ظلام دامس، لعدم وجود عمود إنارة واحد.

ويضيف كثيرا ما كدت أتعرض لحوادث في هذا الطريق، خصوصا من القادمين في الجهة المقابلة، بصورة سريعة، أو بسبب المركبات التي تسير، من دون مصابيح خلفية.

ويؤيد محمد ناصر، ما قاله البلوشي، مشيرا إلى أن هذا الظلام تسبب في حوادث عدة، ما جعلنا نطلق عليه «طريق الموت».

ويضيف: بعض السائقين لا يراعون أن الطريق فردي ومحاط بالجبال، ويسيرون عليه بسرعات عالية، تعرض القادمين في الجهة الأخرى لاصطدامات مروعة.

ويكمل: لأن الطريق فردي، فإن بعض السيارات تتجاوز السيارات البطيئة، لتعرض القادمين في الجهة المقابلة للتصادم وجهاً لوجه.

ولفت إلى أن الطريق يعاني نقصاً في اللوحات الإرشادية، ويعاني عدم وجود مطبات اصطناعية، لإجبار السائقين على خفض سرعة المركبات.

وتتساءل شيخة محمد، وهي مدرسة يتطلب عملها المرور على الطريق يوميا، عن الأسباب التي تمنع وجود أعمدة إنارة على هذا الطريق؟ مضيفة أن «الظلام الشديد يجعل النساء المارات على الطريق يصبن بالخوف، خصوصاً خلال ساعات الليل، خشية تعرضهن لأية مضايقات أو مخاطر، أو تعطل المركبة، مضيفة أنه الطريق الوحيد الرابط بين خورفكان ودبا، ما يجعل المرور به أمراً لا مفر منه.

وتروي أن سيارتها كادت تصطدم بالجبل، قبل أيام قليلة، إذ إن قاعدة الجبل ملاصقة للطريق، وتشتد الخطورة حين تكون هناك سيارة متجاوزة في الطريق المقابل.

ويطالب سائقون مستخدمون للطريق، بضرورة إضاءته في أسرع وقت، حماية لهم من الحوادث، وتزويده بأجهزة رادار ومطبات اصطناعية، تضمن تخفيض السرعة عليه، وردع السائقين المتهورين الذين يعرضون أنفسهم وغيرهم للموت.

وأكدوا ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتوسعة الطريق، ليكون طريقا مزدوجا، مع إقامة حاجز فاصل بين الاتجاهين، خصوصا أنه طريق حيوي يربط مناطق عدة بدبا.

من جانبه، قال المدير العام لبلدية دبا الفجيرة المهندس حسن سالم اليماحي، ردا على شكاوى مرتادي الطريق، إن الطريق اتحادي، وتتولى شؤونه وزارة الأشغال العامة.

وأضاف أن وزارة الأشغال وضعت خطة لتطوير الطريق، وتشمل أعمال التطوير التوسعة، والإضاءة والخدمات الأخرى.

ولم يحدد مسؤول البلدية موعد تطبق هذه التوسعات، مؤكدا أنها تخضع لخطط الوزارة.

تويتر