آباء: المعلمات الأجنبيات يجهـلن الثقافة المحلية

انتقد ذوو طلبة في مدارس خاصة وحكومية في أبوظبي تصرفات معلمات أجنبيات، معتبرين أنهن يجهلن العادات العربية، ولا يحاولن تفهم التقاليد التي نشأ عليها أبناؤهم، لافتين إلى أن بعضهن يدخن السجائر أمام باب المدرسة، على مرأى من طلابهن، ويرتدين ملابس لا تنسجم مع سمو مهنتهن، مطالبين مجلس أبوظبي للتعليم باتخاذ إجراءات لمعالجة هذا الخلل، وفق تعبيرهم.

وأكد المجلس عدم تلقيه شكاوى خاصة بالمعلمين الاجانب، مضيفاً أنه يتابع سير العملية التعليمية، ولا يتوانى في محاسبة أي مخطئ، مهما كان موقعه أو وظيفته.

وتفصيلاً، قالت (أم خالد) إن لديها ثلاثة أبناء في مدرسة خاصة، وإن ابنها الاكبر، وهو في الصف السابع، اشتكى لها عصبية مدرسة اللغة الانجليزية معهم، وأنها دائمة الصراخ على الطلبة ولا تتوانى في تسفيه مجهودهم الدراسي.

وأضافت: «عندما ذهبت إلى المدرسة، فوجئت بالمعلمة ترتدي زياً لا يلائم مهنة التعليم، خصوصاً أنها تدرس طلاباً في بداية مرحلة المراهقة، وعندما سألتها عن سرّ عصبيتها مع الطلبة انفعلت بشدة، ورفضت الإجابة عن السؤال».

ولفتت (أم خالد) إلى أنها قدمت شكوى إلى إدارة المدرسة، ولكن الاخيرة لم تهتمّ، ما دفعها إلى تقديم شكوى ضد المدرسة في مجلس أبوظبي للتعليم، الذي أكد، وفق ما قالته، أنه سيحقق في الامر ويتخذ الإجراء اللازم.

وأفاد والد طالب في الصف الحادي عشر، يدعى (أبوسلطان)، بأن ابنه أخبره أن المعلمة ترتدي ملابس قصيرة جداً، وأنها تكشف مناطق من جسمها عندما تتحرك أو تجلس، مضيفاً أن الطلبة في الفصل لا يتوقفون عن الحديث عن ذلك.

وأضاف أنه ذهب إلى المدرسة لينبه القائمين عليها، ففوجئ بأن المعلمات يقفن على باب المدرسة للتدخين، وأن ملابسهن غير لائقة.

وقال إن تدخين المعلمات أمام الطلبة يشجعهم على تقليدهن، والاقتناع بأن التدخين ليس سيئاً، لأن قدوتهم في المدارس يقمن به، معتبراً أن انتشار ظاهرة التدخين بين الطالبات سببها هو رغبتهن في تقليد معلماتهن.

ووصفت والدة طالبة في مدرسة حكومية، تدعى (أم فاطمة) ملابس بعض المعلمات الاجنبيات بأنها تحرض بناتهن على التمرد على الحجاب والملابس المحتشمة، مطالبة المسؤولين في التعليم بالتدقيق في هذا الأمر، وعدم الاهتمام بالكفاءات المهنية فقط، ووضع المستوى الاخلاقي والانساني في الاعتبار.

إلى ذلك، اتهم معلمون مواطنون وعرب، المعلمات الاجنبيات بأنهن لا يدركن خطورة هذه المهنة وأثرها في نفوس الطلاب. وقالت موجهة في مدرسة سفانة بنت حاتم الطائي، فضلت عدم ذكر اسمها، إن أكثر المعلمات لم يمتهنّ التعليم سابقاً، وان منهن من كانت عسكرية، أو سكرتيرة او مضيفة في مطعم.

وأضافت: «في مدرستنا نفرض عليهن ارتداء عباءة أثناء التدريس، ويمنع التدخين في المدرسة أو المناطق المحيطة بها»، مشيرة إلى أن من تتجاوز منهن الحدود يرفع تقرير بشأنها للمجلس لاتخاذ اللازم تجاهها. وتابعت: «مشكلة المعلمات في مدارس الطالبات قليلة، ولكن المشكلات الأكثر موجودة في مدارس الذكور الثانوية، نظراً للحساسية الشديدة التي تنتاب الطلبة في هذه السن»، مشيرة إلى أن قرار مجلس أبوظبي بدخول المدرسات اللاتي يتحدثن العربية، ولم يكمل جدولهن الدراسي 24 حصة أسبوعية، مع المدرسات الأجنبيات في الحصص، هدفه فرض الرقابة، والمساعدة في السيطرة على الطلبة».

وأكدت معلمة الاجتماعيات ناصرة الراشد، أن معظم المعلمات الاجنبيات يفتقرن إلى الثقافة المحلية ولا يعرفن شيئاً عن عادات الدولة وتقاليد شعبها.

من جانبها، قالت المدير التنفيذي لقطاع التعليم المدرسي في مجلس أبوظبي للتعليم، لين بيرسون، إن المجلس حريص على ترسيخ القيم التراثية والمجتمعية، والهوية الوطنية لدولة الإمارات، والهوية العربية الاسلامية في نفوس الطلبة، ما يجعل دور الهيئة التدريسية أساسياً لتحقيق هذا الهدف. وأوضحت أن إشراك معلمة عربية مع معلمة أجنبية في الحصة الدراسية نفسها، يهدف إلى دمجهم في بيئة واحدة، وتبادل الخبرات لتصبحا فريق عمل، تكمل إحداهما الأخرى. وشددت بيرسون على أن معايير السلوك المهني والوظيفي للعاملين في مدارس أبوظبي تحتوي على اشتراطات عدة، لضمان عدم تجاوز أي فرد في هيئة التدريس القيم والتقاليد المجتمعية، والثقافة العربية. وأوضحت أن معايير السلوك المهني المطبقة في المدارس تلزم التربويين باحترام القيم والشعائر الاسلامية داخل الصفوف الدراسية وأماكن العمل، والالتزام التام بالقواعد التي تفرضها التقاليد الاسلامية في الدولة، واحترام العادات والتقاليد الوطنية في المدارس وأماكن العمل.

وأضافت: «تشمل السلوكيات غير المهنية والمحظورة تعمد القيام بسلوكيات أو تصرفات تخالف هذه المعايير، أو تتعمد إظهار عدم احترام العادات والتقاليد الوطنية».

ولفتت إلى أن معايير السلوك المهني تفرض على التربويون ارتداء ملابس مناسبة، تلتزم بمواصفات وتقاليد الدولة، وتحذر من ارتداء أي نوع من الملابس الضيقة أو الشفافة، أو غير الملائمة لبيئة العمل، مؤكدة أن من ضمن المحظورات أيضاً التدخين في مباني وساحات المدارس، أو تشجيع الطلبة على تعاطي التبغ، في أي وقت من الأوقات. وأكدت أن مجلس أبوظبي للتعليم يعمل وفق لائحة تشترط ضرورة احتفاظ التربويين بعلاقات مهنية طيبة مع الطلبة، وتوفير الرعاية وتقديم الخدمات اللازمة لهم داخل الصفوف الدراسية وخارجها، وأن يلتزموا بسياسات المجلس المتعلقة بحماية الأطفال، إضافة الى الالتزام بإبلاغ السلطات المعنية في حالة تشككهم في إمكان تعرض أحد الطلبة للأذى سواء بصورة حالية أو مستقبلية.

وأكدت اللائحة على ضرورة احترام التربويين للمجتمع المحلي، وتعاونهم مع آباء الطلبة في إطار عملهم اليومي، بهدف الارتقاء بمستوى تعليم الطلبة، مع السرعة في إبلاغهم بالقرارات بصورة فورية وشفافة، وإشراكهم في عملية اتخاذ القرارات الخاصة بتعليم الطلبة والرعاية المقدمة إليهم.

كما شددت على ضرورة فهم التربويين للثقافة الوطنية، واحترامهم لها، وللقيم الإسلامية، واحترام الأديان، والالتزام بالقواعد التي تفرضها التقاليد الإسلامية في الدولة، وضرورة تجنب التربويين إبداء الملاحظات بشأن المسائل الحساسة التي من شأنها التسبب في استياء الطلبة أو الزملاء أو المجتمع، وتوخي الحذر عند إبداء التعليقات، خصوصاً المتعلقة بمسائل يمكنها التسبب في جدل محتمل، ومنع الطلبة من طرح المسائل التي يمكنها إثارة الجدل للمناقشات الجماعية، إذا كانت لا تخدم هدفاً تعليمياً واضحاً ومرتبطاً بالمناهج الدراسية التي يطبقها المجلس.

الأكثر مشاركة