«التربية» بدأت تزويد المعامل بأجهزة كمبيوتر وأدوات العلم الحديث. تصوير: مصطفى قاسمي

مدارس ثانوية تطلب اســـتبدال المختبرات التقليدية بوسائل تعليم افتراضية

أبدى عدد من طلاب الثانوي استياءهم من المختبرات المدرسية الحالية، مطالبين باستبدالها بمختبرات افتراضية على أجهزة الكمبيوتر، مثلما حدث في مدارس معاهد التكنولوجيا التطبيقية، لتسهيل عملية الدراسة، وربطها بأدوات العلم الحديث، وتقليل مخاطر استخدام المواد الكيميائية داخل مختبرات تفتقر إلى شروط الامن والسلامة، فيما رحبت وزارة التربية والتعليم بالاقتراح، وتسعى إلى تنفيذه في بعض الصفوف المدرسية.

تفصيلاً، شكا طلاب بالمرحلة الثانوية سوء المختبرات المدرسية ونقص الامكانات والاجهزة التعليمية، وتحول الحصص المخصصة لإجراء التجارب العملية الى حصص نظرية، بسبب افتقار المختبرات للأجهزة والمواد الخام المستخدمة في إجراء التجارب.

وقال الطالب علي راشد «أغلب المواد المختبرية الموجودة في معمل المدرسة منتهية الصلاحية، والمعلم يرفض استعمالها، خوفاً من حدوث مكروه»، مشيراً الى انهم تقدموا بشكاوى إلى إدارة المدرسة ولكن الوضع لم يتغير، مطالباً بنقل المختبرات المدرسية إلى الكمبيوتر، مثلما حدث في معاهد التكنولوجيا لمساعدة الطلبة على استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة.

وأكد الطالب ابراهيم المهدي، أن المختبرات المدرسية قديمة، ولا تلائم التطوير الذي يتحدث عنه المسؤولون، كما أنها تفتقر الى الاجهزة الحديثة التي تساعد على الفهم والتعلم، قائلاً إن «حصة المختبر تحولت الى حصة نظرية لا نقوم خلالها بإجراء أية تجارب عملية».

وتابع أن «أخي في معهد التكنولوجيا التطبيقية، ويستخدم الكمبيوتر في إجراء التجارب العملية، ويكررها اكثر من 10 مرات لإتقانها، ونحن محرومون حتى من مشاهدتها».

وقال الطالب عبدالله سالم «يجب مساواة طلاب القسم العلمي، بطلاب معاهد التكنولوجيا، وتدريبنا عن طريق الاجهزة الحديثة، والاساليب العلمية المتطورة».

وأضاف أن «مختبر مدرستنا لا يتضمن أي وسائل مساعدة للشرح، أو أشرطة علمية يمكن مشاهدتها للاستفادة منها، وبات في حاجة ماسة إلى التطوير، ليصبح قادراً على أداء دوره العلمي».

وأشار إلى أن الطالب يخرج من التعليم المدرسي من دون تحقيق أي استفادة علمية، ويكون مطالباً في الجامعات بالاعتماد على ما تعلمه في السنين السابقة، ومن هنا تحدث الفجوة ويخسر تبوؤ مكان مميز في سوق العمل.

من جانبه، أكد مدير عام معاهد التكنولوجيا التطبيقية، الدكتور عبداللطيف الشامسي، أن «المواد العلمية تتسم بالصعوبة في استيعابها، ونحن نسعى الى خلق أشياء محفزة، تساعد على الدراسة، لان هدفنا جعل التعليم أكثر متعة وإثارة».

وقال «نحن نتعامل مع جيل مختلف من الطلبة، لا يجدي معه التعليم التقليدي، لذلك نبحث دائماً عن بدائل للكتب المدرسية والفصل، ونقوم بربط تفاعلي مع الطالب».

وأضاف الشامسي «قمنا بعمل مختبر حي على الكمبيوتر بديلا عن المختبرات المدرسية المعتادة، وبذلك قللنا التكلفة بصورة كبيرة، وساعدنا الطلبة على الارتباط بوسائل العلم الحديثة من البداية»، مشيرا الى ان «التأخر في ربط العلم بالتكنولوجيا سيؤدي الى خسارة هذا الجيل».

ورحب مساعد مدير مدرسة الرواد النموذجية، سالم سعيد الكثيري، بالفكرة، مؤكداً ان الطلاب يجدون صعوبة في تنفيذ التجارب العلمية داخل المختبرات المدرسية، نظراً لضيق الوقت، وقلة الامكانات، لذلك تقوم كل مجموعة من الطلاب بتنفيذ التجربة مرة واحدة.

وذكر أن الطرق العلمية أفضل من الطريقة العملية، ولكن يجب تزويد المختبرات المدرسية بعدد من أجهزة الكمبيوتر، تتساوى مع عدد طلاب الفصل، حتى تتمكن المدرسة من تنفيذ هذا المقترح، ويستطيع كل طالب تنفيذ التجربة في دقيقتين، وإعادتها أكثر من مرة للتعلم من أخطائه، من دون أن تتحمل المدرسة أي تكاليف.

من جانبه، أكد مدير مدرسة محمد بن خالد، ناصر بن عيسى، أن هذه التجربة نجحت في المدارس التخصصية، لتوافر التكنولوجيا المتطورة، وربط الطالب بها، متابعاً أن «هذا الاقتراح جيد، ولكن لابد من تطوير مدارسنا لكي يتم تنفيذه بنجاح، وتهيئة الفصول بطريقة غير الموجودة حالياً، وتوفير أجهزة حاسب آلي وشبكات إنترنت داخل كل فصل، إذا كنا نسعى إلى تطوير المدارس». وأضاف «يجب ان يكون لكل طالب جهاز كمبيوتر متصل بجهاز المدرس داخل الفصل الدراسي، لنفكر بعدها في تطوير المختبرات، واستبدالها بمختبرات افتراضية على اجهزة الكمبيوتر».

فيما رفض موجه الكيمياء في منطقة أبوظبي التعليمية، عادل محمد، استبدال المختبرات المدرسية بمختبرات افتراضية على الكمبيوتر، قائلاً «إذا حدث ذلك فكيف نكسب الطالب المهارة العملية».

وأوضح أن التنفيذ العملي مهم ولا يمكن الاستغناء عنه، وان التنفيذ النظري لا يفيد، ويتساوى مع حفظ الطالب مكونات المعادلة، دون استطاعة إجرائها، مشيراً الى ان الكيمياء مادة عملية، وان العمل في مختبرات الشركات البترولية والكيميائية لا يعتمد فقط على الاجهزة الحديثة، لكنه يعتمد في الاساس على العمل اليدوي، حتى إن كانت النتائج بالكمبيوتر، مشدداً على ضرورة رفض هذه الفكرة، والابقاء على المختبرات المدرسية، حتى لا يفقد الطلبة حساسية العمل.

وأشار موجه الكيمياء في منطقة أبوظبي التعليمية، إلى ان «الاستناد على قلة المواد المستخدمة في المختبرات، أو عدم صلاحيتها في بعض المدارس، اسباب ضعيفة لا يمكن تعميمها، لان هذه الاشياء من اختصاص أمين المختبر، وتوجد آلية لإحلال المواد الكيميائية واستبدالها بأخرى بعد فترة زمنية محددة، لافتا الى ان بعض المدارس تشكو وجود فائض في المواد الخام الخاصة بإجراء التجارب عليها، لذلك اطلقنا دعوة للترشيد في استخدام هذه المواد، والاحتفاظ بالفائض، خصوصاً انها مواد يصعب فسادها».

من جانبه، أكد وكيل وزارة التربية والتعليم بالإنابة، على ميحد السويدي، أن هذه التجربة بدأت الوزارة تنفيذها منذ فترة في بعض المدارس، ليكون عند المعلم نوعان من أدوات الشرح والتعليم، الاول افتراضي، والثاني تطبيق عملي.

وقال «لم نقم بإلغاء المختبرات، ولكننا اضفنا إليها أجهزة الكمبيوتر وأدوات العلم الحديث، حتى يستطيع المعلم عرض التجربة وتنفيذها مع الطلاب افتراضيا، قبل أن يبدأ التطبيق العملي، وبعد ذلك يجري مقارنة بين الطريقتين، للتأكد من أن النتيجة واحدة».

وأوضح السويدي أن إلغاء المختبرات المدرسية واستبدالها بأجهزة كمبيوتر لا يصلح في كل المراحل الدراسية، خصوصاً في المراحل الاولى من التعليم، حيث يجب ان يستخدم الطالب يده ليشعر بالتجربة، ولكن يمكن تطبيقها في المراحل الثانوية، حيث يستطيع الطالب تقدير الموقف أكثر»، معتبراً أنها «فكر جيدة، وتنفيذها بهذه الصورة أفضل تربوياً».

الأكثر مشاركة