«شاكرولو».. صوت الأرض يصدح في الفضاء بجناح جورجيا

«جوهرة القوقاز المكنونة» تُدخل زوار «إكسبو دبي» عالم الأحلام

صورة

تقدّم دولة جورجيا نفسها في «إكسبو 2020 دبي» باعتبارها «جوهرة القوقاز المكنونة، ذات الحضارة العريقة والثقافة الثرية»، بالإضافة إلى طبيعتها الخلابة، خصوصاً قممها الجبلية الجليدية الساحرة التي تُعد جنة للتنزه، وتوفر فرصة الدخول إلى عالم الأحلام.

وتعزّز جورجيا - التي قدمت تراثها الغني على مسارح «إكسبو دبي» - مكانتها لدى محبيها وزوارها عبر جناحها في الحدث الدولي، من خلال عرض راقٍ لإرثها الثقافي المتمثل في لغة عريقة تُعد من أقدم اللغات في العالم، وتراث فني أصيل، يتصدره أغنية «شاكرولو» التي ميزها الجناح كونها واحدة من الأغاني الجورجية الشعبية بما يعرف بـ«الموسيقى البوليفونية». وتُعد تلك الأغنية التي تؤدى في كثير من المهرجانات والاحتفالات من «أصوات الأرض» المختارة بعناية والمحفوظة على واحدة من اللوحات الذهبية المرسلة إلى الفضاء على متن سفينة الفضاء فوياجر عام 1977. وصنفت منظمة «اليونسكو» هذا النوع من الغناء البوليفوني الجورجي، ومن ضمنه أغنية «شاكرولو»، من روائع التراث الثقافي غير المادي في الفترة من 2001 إلى 2008.

وركّز جناح جورجيا الموجود في منطقة الاستدامة على نقاط تميز هذه الدولة الجميلة في هذا الجانب، إذ منحت مدينة تبليسي لقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2021 بفضل مشروعات التنمية المستدامة في قطاع النشر والمجالات ذات الصلة، وتميزها في استخدام برنامج يركز على التقنية الحديثة كوسائل فعالة للارتقاء والقراءة بين الشباب.

واجهة مبهجة

ويمثل الجناح في حد ذاته واجهة مبهجة لجورجيا، فعلى جدارية ضخمة يظهر جبل جليدي مبهر معنون بعبارة «جنة التنزه»، ويقارن النزهة في جبال جورجيا الرائعة بدخول عام الأحلام، في ظل امتلاكها قمماً ساحرة مغطاة بالجليد، حتى صار يطلق عليها «جوهرة القوقاز المكنونة».

وتتميز تلك القمم الجبلية بطبقات الجليد الكثيفة المنسحقة التي توفر فرصة لجميع أشكال المغامرات سواء التزلج بالألواح أو الزلاجات، وتُعد جورجيا وجهة أساسية لعشاق هذه الرياضات، ومن المقرر أن تستضيف بطولة العالم للتزلج عام 2023، كما أنها تمثل مقصداً أساسياً لهواة الطيران المظلي، فما أروع مشاهدة هذا الجمال من السماء.

ويقول القائمون على الجناح لـ«الإمارات اليوم» إن جورجيا تقع على مفترق طرق بين قارتي آسيا وأوروبا، وعند سماع اسمها تتبادر إلى الأذهان مناظرها الطبيعية الخلابة، بفضل موقعها الفريد الذي يجمع بين كل الظواهر المناخية ويكسبها تنوعاً بيئياً هائلاً.

حروف هجاء فريدة

ويحرص جناح جورجيا في «إكسبو دبي» على تعريف الزوار بتاريخ لغتها العريق، مبيناً أن حروف الهجاء الجورجية من الأقدم في العالم، وتتميز لغتها بأشكال حروفها الفريدة.

ويرجع ظهور الكتابة الجورجية إلى الملك بازنافاز الذي كان يحكم البلاد في القرن الثالث قبل الميلاد، ثم تطورت هذه الكتابة من صورتها الأصلية ومرت بثلاث مراحل، هي: أسومنافرولي القرن الخامس، ونوسخاخوتسوري في القرن التاسع، ومخيدرولي في القرن العاشر، وتتكوّن من 33 حرفاً، وأدرجت حروف الهجاء الجورجية الموجودة بوصفها «الثقافة الحية لثلاثة أنظمة كتابة» ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.

وفضلاً عن الجمال المشهود له للحروف الأبجدية الجورجية، تتميز تلك اللغة بثراء مفرداتها وعباراتها وتعابيرها الاصطلاحية التي ربما لا تعني شيئاً إن تُرجمت إلى لغة أخرى، لكن هذه التعابير تعد جزءاً لا يتجزأ من ثقافة الشعب الجورجي وحياته اليومية، فهي نتاج تأثير العديد من الأشياء، وفي مقدمتها التقاليد والأساطير.

ومن أشهر هذه التعابير «الولادة تحت نجم سعيد»، ويشير هذا المصطلح إلى الأشخاص الناجحين أو سعداء الحظ، وهو ليس مجرد تعبير بلاغي لكن يعبر عن اعتقاد قديم بأنه عندما يولد شخص يبزغ نجمه الخاص في السماء، وعندما يموت يأفل هذا النجم.

ومنها تعبير «السكر لفمك»، الذي يستخدم عندما يأتي شخص ما بخبر سار أو يتمنّى تغير الحال للأفضل، وهو من الأقوال التاريخية التي ترجع إلى زمن كان المرسال يهادى بالحلوى كنوع من التعبير عن الاحترام.

ثقافة نابضة بالحياة

تتسم العاصمة الجورجية تبليسي بالتنوّع الثقافي، وهي مدينة تاريخية ذات طابع عصري تروق للأشخاص من ذوي الميول والاهتمامات المختلفة، ويزداد اسمها شعبية بين عشاق السفر والتاريخ والفن، ويمكن العثور فيها على مستوطنات من العصر البرونزي ومعابد من العصور الوسطى، وحصون شهدت معارك حربية، وأماكن السهر الأنيقة، وأماكن التجمع «إيزو»، والآثار التاريخية، ومتاحف تعود لعصور مختلفة، يمكن من خلالها معرفة ثقافة جورجيا النابضة بالحياة.

• تعزز جورجيا مكانتها لدى محبيها وزوارها عبر جناحها في «إكسبو دبي»، من خلال عرض راقٍ لإرثها الثقافي المتمثل في لغة عريقة من أقدم لغات العالم.

• 1977 العام الذي حفظت فيه أغنية شاكرولو على لوحة ذهبية وأرسلت إلى الفضاء على متن السفينة فوياجر.

• صنفت «اليونسكو» الغناء البوليفوني الجورجي، ومن ضمنه أغنية «شاكرولو» من روائع التراث الثقافي غير المادي.

تويتر