أندورا الصغيرة ترتحل بضيوف جناحها إلى جبال ووديان وثلوج

«البلد الخفي» يثير فضول زوار «إكسبو دبي»

صورة

بينما يتساءل العديد من الزوار وهم يقفون أمام مدخل جناح أندورا في «إكسبو 2020 دبي»: «هل هي جزيرة؟ أم مؤسسة أم مرفق خدمي؟»، يدرك القائمون على الجناح هذا جيداً، ويؤكدون: «نعلم أننا مجهولون بالنسبة لكثيرين، فأندورا تعد البلد الخفي - إلى حد كبير - في أوروبا، رغم أنها تستقطب ملايين السياح سنوياً، إلا أنها غير معروفة للمواطن العربي وآخرين».

ويضيفون «يجتذب بلدنا بشكل أكبر هواة التزلج على الثلج، في ظل أنه عبارة عن جبال وهضاب، تتوسطها أودية صغيرة، لكنها تستغل حدثاً عالمياً مثل (إكسبو دبي) للترويج لنفسها، في ظل ما تتمتع به من مزايا فريدة، ربما تستهوي رجال الأعمال الراغبين في الاستثمار في دولة لا تطبق الضرائب».

ويستقبل زائر جناح أندورا في المعرض الدولي في البداية مجسم يعرض تضاريسها بتقنية «ثري دي»، ويكشف طبيعتها المتميزة، وموقعها الاستراتيجي على الحدود بين إسبانيا وفرنسا، اللتين تتشاركان حكمها، في نظام نادر لكنه متسق مع أحوالها، ولا يوجد أي خلاف يذكر بين الطرفين على مدار سنوات طويلة.

كما يمكن التعرف إلى أكثر القطاعات جاذبية في هذه الدولة الصغيرة من خلال شاشة ضخمة، تأخذ الزائر في رحلة تفاعلية سريعة عبر هضاب ووديان أندورا، يشاهد خلالها أهم المنتجعات التي تزدهر غالباً في فصل الشتاء، حين يقبل محترفو وهواة التزلج على الجبال الثلجية وسط أجواء مفعمة بالإثارة.

نظام غريب

ويقول أحد القائمين على الجناح مازحاً: «يأتينا كثير من الزوار معتقدين أننا مطعم أو مقهى، خصوصاً من الضيوف العرب، لكن يبدون اهتماماً كبيراً حين يتعرفون إلى طبيعة أندورا وخصائصها، وما يمكن أن يجدوه فيها، رغم صغر مساحتها التي لا تتجاوز 468 كيلومتراً مربعاً، ويقدر عدد سكانها بنحو 77 ألف نسمة».

ويشير إلى أن نظام الحكم الغريب نوعاً بالتشارك بين إسبانيا وفرنسا يناسب طبيعة شعب أندورا «فنحن في النهاية عدد قليل من السكان، وليس لدينا جيش أو مطار، لذا لا نجد مشكلة كبيرة في نظام الحكم».

ويلفت إلى أن العاصمة أندورا لا فيلا هي الأعلى فوق مستوى سطح البحر في أوروبا، كما تتمتع أندورا باقتصاد صغير نسبياً، لكنه تطور في السنوات الأخيرة، ويعتمد بشكل رئيس على قطاع السياحة والتجارة والصناعة المالية، إذ تستقبل نحو تسعة ملايين زائر سنوياً، على الرغم من صغر حجمها، لذا تعد السياحة أهم الروافد الاقتصادية، إضافة إلى بعض الصناعات، مثل الأخشاب والتبغ والأثاث.

ويوضح أن أندورا ذات فصول أربعة، شتاؤها بارد نسبياً، لكنه ممتع في ظل القمم الثلجية، والتضاريس الوعرة التي تجذب هواة التزلج في الشتاء، والمشي الجبلي في الصيف المعتدل نسبياً، وتتسم بالأمان الكبير، فتكاد تخلو من الجرائم، نظراً لطبيعة شعبها وتقاربهم.

كأنه من أبنائها

في إحدى زوايا جناح أندورا، وقف الشاب المواطن، سعيد المنهالي، يشرح بكل سلاسة للزوار معالم هذه الدولة كأنه من أبنائها، وبسؤاله عن تجربته غير الاعتيادية، قال «أنا مستمتع للغاية بوجودي هنا لتمثيل بلادي، والمشاركة في حدث عالمي بكل المقاييس».

وأضاف أنه تعرف إلى كل شيء في أندورا، وألم جيداً بمحتويات جناحها، حتى يمكنه المساعدة في وصفها للزوار مع المفوض والقائمين على الجناح، مؤكداً أن ما تعلمه في «إكسبو دبي» لا يمكن أن ينساه على الإطلاق، إذ ضاعف من ثقافته، وعرّفه إلى بلدان لم يكن يعلم بها من قبل، بل وصقل مهارته في مهنة مختلفة غير وظيفته الأصلية، وهي الإرشاد السياحي، والشرح، والتعامل مع أفراد المجتمع.

• 468 كيلومتراً مربعاً مساحة هذا البلد الذي يقطنه نحو 77 ألف نسمة.

• 9 ملايين زائر سنوياً تجتذبهم أندورا، على الرغم من صغر حجمها.


سعيد المنهالي:

• «(إكسبو دبي) ضاعف من ثقافتي، وعرّفني إلى بلدان لم أكن أعلم بها من قبل».


الأرخص على الإطلاق في قارتها

يعد التسوق من أهم عوامل الجذب في أندورا للزوار والسياح، لأنها لا تطبق ضرائب على الدخل أو الشراء، لذا تعد الأرخص على الإطلاق في أوروبا، فيأتيها المتسوقون من إسبانيا وفرنسا وبريطانيا ومختلف الدول الأوروبية.

ويصف مسؤولون عن جناح أندورا «إكسبو 2020 دبي» بأنه يمثل فرصة رائعة للتعرف إلى هذه الجوانب المهمة في بلادهم.

تويتر