«جنة تطلب الحماية» عبر «إكسبو دبي»

إكسبو.. غينيا الجديدة.. رحلة إلى «أرض العجائب»

صورة

تحت شعار «جنة يجب حمايتها»، تستقبل بابوا غينيا أو غينيا الجديدة، زوّار جناحها في «إكسبو 2020 دبي»، مسلطة الضوء على عالم مثير من الطبيعة الخلابة والفرص الاستثمارية الواعدة التي تتمتع بها، بأنهارها وبحيراتها واحتضانها المحيط الهادي، وتنوّعها السكاني، فضلاً عن كونها تملك واحدة من أقدم الحضارات التي عرفتها البشرية.

ويؤكد القائمون على الجناح أنها تحظى باسم شهرة يناسبها تماماً وهو «أرض العجائب»، إذ أتاحت تضاريسها المختلفة فرصة نمو كم هائل من أنواع النباتات الجديدة، فضلاً عن آلاف من الأنواع الأصلية المتوطنة التي لم يحظ معظمها حتى الآن بالتسمية أو الدراسة. وقد سُميت «أرض العجائب» لأن مجرد السير تحت ظلال الغابات يتيح المجال لاكتشاف نباتات جديدة.

وعلى أرضها سجلت أنواع غير مألوفة من أشجار المانغروف والسحلبيات والزنابق، والنخيل، والأشجار النادرة، مثل الكويلا والأرز وغيرهما، ما يشكل الغطاء الأخضر الذي يكسو الجزيرة.

ويؤكد علماء أن هذه الكثافة النباتية بمثابة الرئة التي يتنفس منها العالم بأسره، ومن دون حمايتها يصير بقاؤنا جميعاً على المحك.

ويصفون جزيرة غينيا الجديدة بأنها «أرض الكنوز»، إذ تزخر بتفاصيل تذهل أكثر علماء الأحياء خبرة، وتجعلها مركزاً عالمياً للتنوّع البيولوجي، لأنها أكبر جزيرة استوائية في العالم، وتضمّ أكثر المنظومات البيئية المحمية بعناية على ظهر الكوكب.

كما أن تدرّجاتها البيئية لا تشوبها شائبة، ولا مثيل لها في أرجاء آسيا والمحيط الهندي. وهي تضم ثالث أكبر غابة استوائية مترامية الأطراف في الكرة الأرضية، بعد الأمازون.

واستحوذت أنواع الأحياء الفريدة في بابوا غينيا الجديدة على اهتمام جامعي الطيور في العالم منذ أمد بعيد، الأمر الذي أدى إلى زيادة الصيد الجائر للحيوانات والمتاجرة غير المشروعة بها.

وتعد السلحفاة جلدية الظهر من أكثر الكائنات البحرية المهددة بالانقراض، ويعيش ست من أنواعها السبع في مياه بابوا غينيا الجديدة.

وحسب القائمين على جناحها في «إكسبو دبي»، فقد شكلت بيئة حيوانية مستقلة، نظراً إلى انفصالها عن البر الرئيس لقارة استراليا منذ 55 مليون سنة، فاضطرت الحيوانات الموجودة فيها إلى التطوّر بمفردها، حتى صارت تملك أنواعاً وأشكالاً مختلفة عن نظائرها في البيئات الأخرى، وأدى ذلك الانفصال إلى ازدهار التنوّع البيولوجي وظهور أنواع رائعة ومميزة، مثل طيور الجنة التي تمثل شعار بابوا غينيا، وتصل أهميتها إلى أنها تحوّلت إلى جزء من هوية هذه الدولة اليافعة، ووضعت صورتها على العَلَم وتحوّلت إلى شعار وطني.

ويعرض الجناح كذلك نبذة عن فيلم يوثق أول رحلة بحرية من نوعها في العالم.

ويحمل الفيلم اسم «سيلاو» وهو زورق تقليدي انطلق عليه مخرج دنماركي برفقة ثلاثة من كبار البحارة الغينيين، بهدف حكاية قصة معاصرة عن الجزيرة وإلهام الأجيال الجديدة من البحارة، لكن سرعان ما اكتشفوا أن الرحلة أصعب كثيراً مما تخيلوا، إذ وجدوا أنفسهم بمواجهة الرياح الموسمية الشمالية الغربية المدمرة، واحتاجوا إلى 13 شهراً و21 يوماً لاجتياز 6300 كيلومتر حول محيط الجزيرة، راوغوا خلالها أعمال السحر والتماسيح، للوصول إلى نقطة النهاية، وحظيت الرحلة التي تخطت كل الصعاب بتغطية إعلامية هائلة.

ولا تتسم بابوا غينيا بالتنوّع الهائل للحيوانات والنباتات فقط، لكنها بشرياً غنية بالتنوّع الفريد في الثقافات، فهي موطن لأكثر من 800 جماعة عرقية مختلفة لكل منها لغة خاصة وفن وموسيقى وسمات أخرى، لذا تجد هناك حياة يومية استثنائية ما بين الريف والحضر إلى سكان المرتفعات الذين يصبغون أنفسهم ويرتدون الريش واللآلئ وجلود الحيوانات ليحاكوا الطير والشجر وأرواح الجبل.

تقدم بابوا غينيا نفسها عبر «إكسبو دبي» كدولة واعدة، مؤكدة أنها وضعت رؤية لتصبح في مصاف الدول الغنية والمستدامة، في ظل ما تملكه من إمكانات هائلة متمثلة في الأراضي الخصبة والسمك.

تويتر