قصة أضخم طائر في العالم وطعام عمره 5000

إكسبو.. بوليفيا.. تمنح «أمّنا الطبيعة» حقوق البشر

صورة

يقدم جناح بوليفيا في منطقة الاستدامة، بمعرض «إكسبو 2020 دبي»، عرضاً مبهراً، يمثل فرصة نادرة لزواره للتعرف إلى عالم فريد من نوعه، إذ يكشف عن مدى التنوع الذي تتسم به هذه الدولة، سواء جغرافياً من حيث تمازج المنخفضات الحارة القاحلة مع القمم الثلجية في مكان واحد، أو إنسانياً وديموغرافياً من خلال تركيبة سكانية ثرية، تضم 36 عرقاً ولوناً، تعيش في محبة وتسامح، أو بيئياً باحتضانها أنواعاً مختلفة من الحيوانات، منها أكبر طائر في العالم وحيوان اللاما.

ويتضمن الجناح أيضاً إطلالة على الفرص الاستثمارية والتنمية المستدامة، خصوصاً أن لدى بوليفيا أكبر مخزون من طاقة المستقبل، فهي عاصمة الليثيوم في العالم.

ويصحب الجناح زواره إلى عالم من الخيال من منظور جديد، فيستقبلهم برسالة إنسانية تمثل القلب النابض لقارة أميركا الجنوبية، تحت عنوان «الاتحاد قوة».

وتوضح أن بوليفيا تبنت في عام 2009 دستوراً جديداً يكرس خصوصيتها كدولة متعددة القوميات، إذ ينصّ على أن التركيبة الديموغرافية للبلاد تضم 36 مكوناً بشرياً أصيلاً، لكل منها حق الوجود والتمثيل.

ثم تنتقل إلى الوجود الفريد للحيوانات في هذه الدولة المتميزة، إذ تعد موطناً لأكثر من 2900 نوع من الحيوانات، وتميزت بإصدار تشريع يحمل اسم «قانون حقوق أمّنا الأرض» يمنح الطبيعة الحقوق التي يتمتع بها البشر.

وتحتضن بوليفيا أنواعاً فريدة من الحيوانات بحسب ما يعرضه الجناح، منها أضخم طائر قادر على التحليق في العالم، وهو نسر الكوندور الأنديزي، الذي يبلغ امتداد جناحيه 3.3 أمتار، ويزيد متوسط عمره على 70 عاماً، إضافة إلى حيوان اللاما، الرمز الوطني لبوليفيا، وهو بمثابة ناقة إذ تشبه الجمل في قوة تحمله وصعوبة مراسه وثبات خطواته، إلا أنه بلا سنام.

ويعرض الجناح كذلك جانباً من نمط الغذاء المستدام منذ آلاف السنين في بوليفيا، ويتمثل في «الكينوا»، وهي من الأطعمة ذات القيمة الغذائية الفائقة، وتتبوأ منذ 5000 عام موقعاً أساسياً على المائدة البوليفية، التي تستوطن السهول العليا من هضبة جبال الأنديز.

وهذه العشبة يمكنها تحمل الظروف الجوية القاسية، بفضل تركيزها العالي من الفيتامينات والمعادن والمغنيسيوم، واحتوائها على 11 نوعاً من الأحماض الأمينية، وقدرتها على موازنة معدلات سكر الدم، وخلوها من الغلوتين، ما يجعلها ملكة متوجة على عرش الأغذية.

وتحت عنوان «النقيض ونقيضه في بوليفيا»، يعرض الجناح التنوع الجغرافي الفريد الذي يتمثل في أودية وسهول حارة وقاحلة، تعلوها قمم جبال الأنديز المغطاة بالثلوج، وهي بيئة تجذب سياح المغامرات.

وحول مستقبل الاستثمار والاستدامة في بوليفيا، يكشف الجناح أن هذه الدولة تملك أكبر مخزون عالمي من مصدر الطاقة المفضل للمستقبل، وهو معدن الليثيوم، إذ تمتلك نحو 23 مليون طن.

وفيما يسعى العالم جاهداً لتأمين مستقبل نظيف ومستدام، أوجد استخراج الليثيوم وإنتاجه فرصاً اقتصادية حرصت بوليفيا على استغلالها.

وتسير البلاد اليوم بثقة نحو تحقيق وإيجاد أكثر من 130 ألف فرصة عمل، بحلول عام 2035، في مجالات مرتبطة باستخراج الليثيوم ومعالجته والإنشاءات المتعلقة به.

وبدأت بوليفيا عملياً التوسع في تصنيع المركبات الكهربائية معتمدة على بطاريات الليثيوم، كما تعرض في جناحها أول دراجة كهربائية تم تصنيعها هناك، لتؤكد من خلال «إكسبو دبي» أن مستقبلاً مشرقاً في انتظارها.

تويتر