3 أمنيات لم يستطع تحقيقها

محمد العبّار.. قصة نجاح إماراتية ملهمة من قلب «إكسبو دبي»

صورة

كشف مؤسس شركة «إعمار العقارية» ومنصّة «نون» لتجارة التجزئة وسلسلة من الشركات الناجحة، الاقتصادي الإماراتي ورائد الأعمال البارز محمد العبّار، تفاصيل رحلة كفاحه الطويلة، وقصة نجاح إماراتية فريدة، استلهمها - كما أكد بنفسه - من رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي منح الجميع فرصة الصعود والترقي وإنجاز المستحيل في أرض لا تعرف المستحيل.

وقال العبّار، خلال حوار مفتوح بمنصّة شرطة دبي في «إكسبو» (LETS TALK) بحضور القائد العام لشرطة دبي، الفريق عبدالله خليفة المري، إن «أصعب ثلاثة تحديات واجهها في مشواره الطويل، تمثلت في المنافسة الصعبة مع مؤسسات حكومية عقارية رائدة، والأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم في 2008، وبداية جائحة (كوفيد-19)» خلال العام الماضي»، مؤكداً أنه تغلب عليها بفضل درس تعلمه من صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حين قال له: «يجب أن تعلم أن العمل بالاقتصاد متقلب مثل الليل والنهار، والصيف والشتاء، فهناك أيام خير ونماء وربح، وأيام صعبة. لذا يجب أن تدخر في الأولى لتتغلب على الثانية».

وكشف العبّار عن ثلاث أمنيات لم يستطع تحقيقها في حياته: الأولى أن يُحسن اختيار أفضل الموظفين حين كان عمره 35 عاماً، والثانية أن يؤسس شركة «نون» قبل عام من إطلاقها، والثالثة العزف على آلة الساكسفون، التي بدأ التدرب فعلياً عليها، لكن سقوطه من على حصان وإجراء جراحتين في ذراعه حالا دون ذلك.

وقال رائد الأعمال البارز في حوار من القلب، أجراه معه الإعلامي مروان الحل، إن قصة نجاحه «تتلخص في ثلاث كلمات: الوقت المناسب، المكان المناسب، والفرصة المناسبة»، مشيراً إلى أن «هذه العوامل متى توافرت لإنسان لديه الشغف والرغبة والإرادة في وطن مثل الإمارات، سيحقق النجاح ذاته».

وأضاف أنه بدأ حياته كموظف بنكي في إمارة أبوظبي، ثم عرض عليه السفر إلى سنغافورة، فرفض ذلك لأنه كان قد عاد لتوه من الولايات المتحدة، لكن رئيسه في العمل أصرّ على سفره، لإدراكه أن هذا في مصلحة العمل ومصلحة العبّار نفسه، مؤكداً أنه يدين بالفضل لهذا الرجل الغيور على مكان عمله، وعلى موظفيه.

وأشار إلى أنه قضى في سنغافورة سبع سنوات، تعلم فيها الكثير رغم الصعوبات التي واجهها آنذاك، وحين عاد قرر نقل تجربة المؤسسات العقارية الكبرى التي وجدها هناك إلى الإمارات، وأسس شركة «إعمار» دون أن يكون لديه الخبرة الكافية في هذا المجال، لكنه قاوم العثرات التي واجهته، حتى كبرت الشركة في ظل النمو الاقتصادي الذي شهدته دبي والدولة بفضل قيادتها الحكيمة.

وأوضح أنه واجه تحديات كثيرة في مشواره الاقتصادي، لكن «ثلاثة منها كانت صعبة جداً، الأول المنافسة الشديدة مع مؤسسات حكومية رائدة وقوية. وقد كان هذا حافزاً لنا لتقديم أفضل الأسعار والمحافظة على جودة التنفيذ وخدمة العملاء. والتحدي الثاني هو الأزمة الاقتصادية في عام 2008، حين تراجعت الأسواق العالمية. أما الثالث فتمثل في بداية الجائحة عام 2020، حين أغلقت المطارات، وفرضت القيود على الحركة»، لافتاً إلى أن «الأرباح الشهرية لـ(دبي مول) فقط كانت تقدر بنحو 300 مليون درهم، قبل الجائحة. وكان من الصعب خسارة هذا المبلغ شهرياً، لذا صبرنا على المستأجرين، مراعاة للظروف الصحية، حتى دبت الحياة فيه مجدداً، بفضل السياسات الرائعة في التعامل مع الجائحة من قبل قيادتنا والجهات المعنية».

وتابع العبار: «لولا أن (إعمار) مؤسسة قوية، لما استطاعت التغلب على هذه التحديات»، مشيراً إلى أنه تعلم من صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن هناك «أيام زينة وأيام شينة» ويجب أن أكون مستعداً.

وحول أسلوبه في معاملة موظفيه، قال العبّار: إنه معروف بشدته في العمل «لكنه يضع الموظف الجيد الملتزم بكلمته على رأسه»، لافتاً إلى أنه بدأ «إعمار» كشركة مساهمة منذ 25 عاماً، «وهذا أصعب شيء يمكن أن يفعله رجل أعمال، لأنه مطالب بتقديم كشف حساب للأرباح والمصروفات كل ثلاثة أشهر»، مضيفاً أن ذلك وضعه تحت ضغط مستمر، لأنه ملزم باكتساب ثقة مستثمريه وتحقيق الأرباح لهم.

وأفاد بأنهم في «إعمار» يستعدون من شهر يناير لجلسة المحاسبة في ديسمبر، لكنه التزم بالشفافية منذ البداية، فلم يلجأ يوماً إلى التأثير في الجمعية العمومية، كما يفعل البعض، لكنه كان منفتحاً أمام النقد والطلبات.

وأضاف: «الشركات المساهمة لا ترحم، لكن كلما وضع الإنسان الجيد تحت ضغط زاد إنتاجه».

وأكد أن أحد عوامل نجاحه تمثل في توظيف أفضل الأفراد، ووضع أهداف استثنائية لهم، مشيراً إلى أنه تعلم هذا الدرس متأخراً، وتمنى لو تدارك ذلك حين كان عمره 35 عاماً، لكن الوضع تغير داخل «إعمار» و«نون» وبقية الشركات، «فحين تدخل تجد مقر العمل أشبه بسوق السمك، لا تعرف المدير من الموظف الصغير، لكن حين ترى النتائج تدرك نجاح هذه المنظومة التي تعمل على مدار الساعة».

ورداً على سؤال حول ما لم يستطع تحقيقه من أمنيات، ذكر العبار أنها «ثلاث أمنيات: الأولى القدرة على تعيين أفضل الموظفين حين كان عمره 35 عاماً، والثانية إطلاق شركة (نون) قبل عام من تدشينها، إذ تصادف إطلاقها مع شراء عملاق التجزئة (أمازون) للشركة المحلية، فكانت منافسة صعبة جداً، لكن تفوقت (نون) حالياً في أسواق عدة، منها الإمارات والسعودية، ومصر».

وأوضح أن «الأمنية الثالثة هي العزف على آلة الساكسفون، التي بدأ تعلمها فعلاً خلال وجوده في سنغافورة، لكنه لم يستطع تحقيق أمنيته بسبب سقوطه من على حصان وإجراء جراحتين في ذراعه».

العبّار: مقصرون في توظيف المواطنين

أكّد الاقتصادي ورائد الأعمال محمد العبّار وجود ما أسماه «التقصير المزدوج» في توظيف المواطنين، محمّلاً المسؤولية عنه لقطاع العقارات والأعمال، من جانب، وللشباب من الجانب الآخر.

ودعا إلى بذل جهد أكبر لاجتذاب المواطنين، لافتاً إلى أن الطلب عليهم كبير، ويجب عليهم أن يواظبوا على هذا الطب. وضرب مثلاً موظفة مواطنة لديه، تتمتع باحترافية عالية، قررت ترك الشركة لأنها تلقت عرضاً براتب يزيد بنسبة 60% على الراتب الذي تتقاضاه. وقال إنه ناقش حالتها في اجتماع، وكان يستلزم رفع رواتب أقرانها بالنسبة ذاتها حتى يحافظ على وجودها، وهذا صعب.

وتابع العبار: «يجب أن نستمر في المحاولة، حتى نصل إلى النسبة المثالية من الموظفين المواطنين»، مشيراً إلى أنه وظف، أخيراً، 35 شاباً وشابة من خريجي الثانوية العامة، و«أثبتوا كفاءة استثنائية، تفوق الجامعيين أنفسهم، لأن لديهم رغبة وتعطشاً للنجاح».

وحول تفضيل الشباب المواطنين للوظائف الحكومية، ذكر العبار أنه «لا يمكن لوم شاب يفضل الوظيفة الحكومية، إذ يجب عليه أن يتمسك بما يحب، وليس هناك قرار صحيح مدى الحياة، فيمكن أن يتمسك بحلم آخر في المستقبل».

وأشار إلى «ضرورة الاتجاه إلى خيارات أخرى، خصوصاً العمل الحر، وإياك أن تقف عند مشكلة رأس المال، فهناك شركات بدأت من كراجات المنازل»، لافتاً إلى أن «الوضع مختلف حالياً، إذ نشهد أعظم تغير تجاري في العالم، وهو التسويق عبر السوشيال ميديا».

وأوضح أنه «يفكر في إقامة مؤتمر سنوي للشباب الذين يتاجرون عبر الإنترنت، فهناك عدد خيالي من روّاد الأعمال الصغار، من بينهم شابة مواطنة، ابنة قريبة له، تصمم وتخيط الملابس، وتبيعها بنفسها عبر الـ(أونلاين)، وتحقق أرباحاً كبيرة، إضافة إلى عشرات من الشباب المواطنين المبدعين في كل المجالات».

المري: الإمارات أرض اللا مستحيل

نوّه القائد العام لشرطة دبي، الفريق عبدالله خليفة المري، بمشاركة الاقتصادي ورائد الأعمال محمد العبّار، في مبادرة «ليتس توك»، التي أطلقتها شرطة دبي تزامناً مع الحدث العالمي الكبير «إكسبو 2020 دبي»، بهدف نشر المعرفة وتواصل العقول، من خلال استعراضه لتجربته الشخصية ومسيرته الملهمة والحافلة بالنجاحات.

وأكد المري أن «دولة الإمارات هي أرض اللا مستحيل»، وأن إنجازاتها العالمية التي تحققت خير برهان، و«تُترجم بشكل واضح وجلي ما وصلت إليه الدولة، وما تسعى إليه، فهي أرض الفرص والمستقبل الواعد، وفيها تتحقق الأحلام والطموحات، سواء على مستوى الحكومات أو الشركات والمؤسسات الخاصة أو الأشخاص، فمنها وفيها انطلقت وتأسست المشروعات والأعمال الضخمة والعالمية».

قصة نجاح العبّار تتلخص في ثلاث كلمات: الوقت المناسب، المكان المناسب، والفرصة المناسبة.

أصعب ثلاثة تحديات واجهت العبّار:

■ المنافسة مع مؤسسات حكومية عقارية رائدة.

■ الأزمة الاقتصادية 2008.

■ بداية جائحة «كوفيد-19».

محمد العبّار عبر «LETS TALK»: «نشهد حاليا أعظم تغير تجاري في العالم.. وهو التسويق عبر السوشيال ميديا».

• 7 سنوات قضاها العبّار في سنغافورة، وحين عاد نقل تجربة مؤسساتها العقارية الكبرى إلى الإمارات.

• أحد عوامل نجاح العبار.. توظيف أفضل الأفراد، ووضع أهداف استثنائية لهم.

 

تويتر