«الحالمون» في «إكسبو دبي».. يحمون الأرض بـ «مسحوق» مبتكر

من بوابة برنامج «الحالمون»، الذي يستضيفه جناح دولة الإمارات في «إكسبو 2020 دبي»، يقدم الإيطالي ميشيل لانوت، مشروعاً مبتكراً، يأمل من خلاله أن يسهم في حماية الأرض من الأضرار الهائلة الناتجة عن المواد التي ترصف بها الطرق، وذلك عن طريق استخدام الإطارات القديمة بما يسهم في رفع مستوى الجودة للطرق، والتخفيف من استهلاك الموارد الطبيعية للطاقة، وخفض انبعاثات الغازات والبصمة الكربونية وتأثراتها السلبية، من تلوّث واحتباس حراري.

وقال الأستاذ المساعد في مجال البنية التحتية المدنية والهندسة البيئية بجامعة خليفة، الدكتور ميشيل لانوت، لـ«الإمارات اليوم»: «إنه يحلم بأن يسهم مشروعه، الذي يركز على تحويل الإطارات القديمة إلى موادّ أفضل لرصف الطرق، في جعل كوكبنا في حالٍ أفضل، علاوة على إلهام الآخرين للإسهام في هذا الميدان».

ووجّه رسالة إلى كل من لديه حلم يرغب في تحقيقه، خصوصاً في دولة الإمارات: «لا تصغوا إلى من يقول لكم إنّ أحلامكم غير واقعية، واعتمدوا الصبر والمثابرة دائماً لتحقيقها.. وأرى أن دولة الإمارات هي المكان المناسب لتحقيق أحلام الشباب الطامحين في التطور، بفضل توافر أحدث المختبرات والتقنيات في مختلف المجالات».

معاد تدويرها

وأوضح لانوت، الحاصل على درجة الدكتوراه في تصميم الطرق ومواد الرصف: «المواد الموجودة على قاعدة منصّتنا تمثل اختبارين مختلفين للإسفلت، الأول جرى اختباره على إسفلت تقليدي، والآخر هو عبارة عن إسفلت ممزوج بإطارات معاد تدويرها مع جزيئات بلاستيكية تمنحها المزيد من الصلابة».

وأضاف: «أما المواد الموجودة في أعلى المنصّة فتشكل المواد الخام المستخدمة لإنشاء الإسفلت البديل، واختباراً للضغوط الإضافية عليه، إذ تتطلب عمليات استخلاص وإنتاج وتنقية المواد المستخدمة في رصف الطرق كميات هائلة من الطاقة، ما يعني أنها تترك بصمة كربونية عالية، ما يحتّم علينا ابتكار حلول أكثر استدامة من الناحيتين الاقتصادية والبيئية».

ورأى أن الحل لهذه المشكلة هو في «استخدام الإسفلت الذي يحتوي على مسحوق مستخلص من الإطارات المطاطية بعد طحنها، إذ ثبت أنه يلتصق بشكل أفضل، ويدوم لفترة أطول، كما أنّ كلفته أقل، مقارنةً بالمواد التقليدية المستخدمة في رصف الطرق».

اختبارات

وتابع الباحث الإيطالي: «تجري بلدية أبوظبي وفريق هندسة الرصف في (جامعة خليفة) اختبارات للسنوات القليلة المقبلة لهذا النوع الجديد من الإسفلت، على امتداد كيلومترين من طريق الشاحنات بين أبوظبي والعين. كما سيتمّ تقييم النتائج من قِبل مختبر مواد البنية التحتية في الجامعة».

وأكد أنه «تمّ العمل على هذا النوع المبتكر من الإسفلت ليواكب خطة النقل الشاملة 2030، التي تتطلب استخدام مواد لرصف الطرق يمكنها تحمّل درجات الحرارة المرتفعة، وعدداً أكبر من المركبات التي تمرّ عليها، إذ إن الهدف هو اعتماد مواد رصف مستدامة يمكنها رفع مستوى الجودة للطرق والتخفيف من استهلاك الموارد الطبيعية الطاقة، وخفض انبعاثات الغازات والبصمة الكربونية وتأثراتها السلبية من تلوّث واحتباس حراري».

وواصل: «يقوم المشروع على استبدال المواد الاصطناعية والمكلفة المستخدمة في إنتاج البيتومين المدمج بمادة محدّدة من بالبوليمر (PMB)، وهو المكوّن الأساسي في الإسفلت التقليدي المستخدم في جميع أنحاء العالم، بالإطارات المطاطية المستهلكة، بعد طحنها، إذ يتم استخدام البوليمرات العالية الجودة فقط في إنتاج الإطارات، ما يعني بالتالي خفض كلفة إنتاج مواد الرصف. كما أنّ للبيتومين المنتج، الذي يُعرف باسم مسحوق المطاط المعدّل بالبيتومين (CRMB)، خصائص ومزايا توازي، بل تفوق، البيتومين المُدمج بالبوليمر».

• الباحث الإيطالي أكّد أن الرصف التقليدي يترك بصمة كربونية عالية، ما يحتّم ابتكار حلول أكثر استدامة.

ميشيل لانوت:

• «لا تصغوا إلى من يقول لكم إنّ أحلامكم غير واقعية، واعتمدوا الصبر والمثابرة دائماً لتحقيقها».

• «الإمارات المكان المناسب لتحقيق أحلام الشباب الطموحين، بفضل توافر أحدث المختبرات في مختلف المجالات».

الخطوة التالية

عن تفاصيل كيفية استخدام الإطارات القديمة في رصف الطرق، قال الأستاذ المساعد في مجال البنية التحتية المدنية والهندسة البيئية بجامعة خليفة، الدكتور ميشيل لانوت: «عند استخدام مسحوق الإطارات المطاطية المستهلكة، يتطلب الأمر نحو 650 إطاراً معاداً تدويرها لرصف كيلومتر واحد من مسلك واحد من الطريق، حيث إنه في أبوظبي وحدها، جرى استهلاك أكثر من 7000 طن من الإطارات في عام 2018، تمّت إعادة تدويرها جزئياً فقط، للاستخدام في الصناعات المطاطية المحلية، بينما الخطوة التالية التي نسعى إليها هي استخدام العبوات البلاستيكية بعد طحنها، لتحلّ محل الحصى التي تُخلط عادةً بالإسفلت».

الأكثر مشاركة