أحد أوائل الرسامين التشكيليين في المملكة

ثقافات إكسبو.. طباخ لافيري يسلط الضوء على بدايات الفن المغربي

صورة

تهدي مملكة المغرب زوار جناحها في «إكسبو 2020 دبي»، فرصة التعرف إلى نماذج أصلية من مقتنيات المؤسسة الوطنية للمتاحف، تنتمي إلى أولى مراحل الفن التشكيلي المغربي، المعروفة بفترة الفن الفطري أو «التشخيصية الفطرية».

وتعرض في أحد أقسام الجناح المغربي مجموعة من اللوحات المُؤرخة لتاريخ الفن التشكيلي المغربي، من بينها لوحة «الموسيقيون» للفنان محمد بن علي الرباطي، الذي يُحسب من مؤسسي الفن التشكيلي في المغرب.

والرباطي أحد أوائل الرسامين التشكيليين في المغرب. ويربط الباحثون في الفن التشكيلي بداية تاريخ الرسم الحديث في المغرب بالرباطي، المولود في العام 1861.

عمل الرباطي في العام 1903 طباخاً لدى الرسام الإيرلندي، السير جون لافيري، الذي عاش في طنجة خلال القرن الـ19 وبدايات القرن الـ20. واكتشف لافيري أن الرباطي يخلو إلى الرسم ليلاً في أوقات فراغه بعد انتهائه من عمله، ووجده متقناً الرسم بما يمتلك من قدرة على تصوير التفاصيل بتأنّ.

وكانت جلّ أعمال الرباطي، ومن بينها لوحة «الموسيقيون»، بالألوان المائية. وتركز رسوم الرباطي على طنجة وقصبتها وسكانها، فتصوّر السكان المحليين، وتظهرهم متجمعين حول عازفي الموسيقى أو سحرة الثعابين، كما تنقل الريشة حلقات رواة القصص في القصبة، وتصف مشاهد في المقاهي والمهرجانات وداخل المنازل الفخمة.

أقام الرباطي معرضه الأول في غاليري غوبيل، في لندن سنة 1916. وتميزت شخصيات لوحات الرباطي، بأنها مبسطة ومحددة بخطوط ريشة واضحة، تكشف بدقة أدق التفاصيل، مثل طيات الجلابيات على سبيل المثال، كما في رسمة «الموسيقيون».

وتركز لوحاته التي يوقعها على الواجهة باسمه بالعربية، على المشهد العام لأحد أنشطة الحياة اليومية أكثر منه على التفاصيل الفردية، أسوة بمعظم لوحاته.

وخصصت إحدى زوايا المعرض لثلاث لوحات من ستينات القرن الماضي، للفنانين أحمد بن إدريس اليعقوبي، وأحمد الشرقاوي، والجيلالي الغرباوي.

«فرحة الجنة»

لوحة «فرحة الجنة» للفنان أحمد الورديغي، تضيء جنبات المعرض، وتأسر انتباه الزائر، بما تحمله من تفاصيل دقيقة. ويمكن للزائر العادي أن يدرك قدرة «فرحة الجنة» على بعث مزيج من أحاسيس البهجة والتفكر والحنين، إذا ما تعمق في تفاصيلها، وراقب حركة اللوحة الناطقة بأصوات ألوانها، وتألق التفاعل بين شخوصها المصورة في كرنفال عفوي من الوجوه والنباتات، وكثير من الأشياء الحية الأخرى.

وتشرح الناقدة الفنية أنتونيلا ماريني، وهي من أبرز المتخصصين في الأدب المغاربي، أعمال الورديغي المصنفة ضمن «الفن الفطري» بأنها تقوم على رسم حكاية مستوحاة من أجواء أسطورية شبيهة بحكايات ألف ليلة وليلة.

تويتر