تتضمن أداة معقمة لقطع الحبل السري.. بدلاً من المنجل

«حقيبة ولادة» تنقذ ملايين الحوامل

صورة

لعقود طويلة، كانت القابلات في قرى الهند مضطرات لقطع الحبل السري للمواليد الجدد باستخدام المنجل، بعد إجراء عمليات الولادة لمواطناتهن، بسبب عدم وجود أدوات طبية لديهن.

وعام 2008، في إحدى القرى، تحدثت قابلة قانونية، تحظى باحترام كبير في مجتمعها، إلى سيدة أعمال شابة، اسمها زبيدة باي، وأطلعتها على الأداة التي تستخدمها في قطع الحبل السري للأطفال حديثي الولادة. وفوجئت الزائرة عندما أدركت أن الأداة المقصودة كانت المنجل، الذي يستخدم في جزّ العشب أيضاً.

وتعلق باي على ذلك بالقول: «شعرت في تلك اللحظة بأنني سأحقق التغيير لإنقاذ حياة النساء المحتاجات»، لافتة إلى انزعاجها الشديد. وقد دفعها ذلك، لاحقاً، إلى تأسيس شركة «إيه.واي.زد.إتش هيلث»، التي تخصصت في تصنيع وتوزيع منتجات صحية نسائية منخفضة الكلفة وعالية الجودة، مصممة لأصحاب الدخول المنخفضة في المناطق النائية، مشيرة إلى أن «المبادرة تستهدف الحفاظ على صحة الأم الوالدة بالدرجة الأولى».

تأهلت المبادرة لبرنامج «إكسبو لايف» برنامج الابتكار والشراكة الدولي، الذي يهدف إلى دعم المشروعات التي تقدم حلولاً مبتكرة للتحديات المُلحّة، وحققت نتائج ملموسة منذ انطلاقتها في عام 2010.

وتقول باي، التي تتولى حالياً منصب الرئيس التنفيذي لشركة «إيه.واي.زد.إتش هيلث»، إنه مع نمو معرفتها وخبرتها في مجال عملها، فإنها ترى أن هناك رغبة ملحة للحصول على منتجات صحية منخفضة الكلفة وعالية الجودة مخصصة للمجتمعات النامية، مشيرة إلى أن العاملين في المستشفيات والعيادات الصغيرة، والنساء أنفسهن، ينظرون إلى ذلك على أنه حل مستدام لاحتياجاتهن، بدءاً من الإنجاب وحتى الرعاية بالأطفال حديثي الولادة.

وتقول الشركة إن نموذج عملها بسيط «فالفقراء أو محدودو الدخل بإمكانهم الدفع مقابل المنتجات ذات الأسعار المعقولة التي تلبي احتياجاتهم الحقيقية، وتجعل حياتهم أسهل وأفضل»، مشيرة إلى أنها تسوق المنتجات مباشرة إلى المؤسسات الصحية والشركاء الآخرين في الأماكن والمناطق التي يقلّ مستوى دخول أفرادها، وتقوم هذه الجهات بعد ذلك بإعادة بيع المجموعات وتوزيعها على الأمهات.

وتبيّن أنه في جوهر هذا النموذج، فإنها تشرك المستفيدين وأصحاب المصلحة عبر سلسلة التوريد الخاصة، حيث تدمج الأدوات مع التعليم والتدريب للعاملين في مجال الرعاية الصحية، التي تزيد من الوعي بأفضل ممارسات الولادة، وتُمنح الأم الحامل أيضاً «حقيبة» بعد الولادة، لاستخدامها الخاص، حفاظاً على صحتها وصحة الطفل.

وتوضح الشركة أنها طورت هذه المستلزمات مع الأخذ في الاعتبار البحث الميداني الذي أجرته، بمن في ذلك النساء المعنيات.

وفي كثير من الأحيان، يترك أصحاب المصلحة خارج نطاق المنتجات التي تم تصميمها وصنعها من أجلهم، وتحتوي حقيبة «مجموعة الولادة النظيفة» على الأدوات الأساسية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، وتضمن ظروفاً آمنة ومعقمة في وقت الولادة بتكاليف منخفضة.

ولتحقيق التأثير، تعاونت مع شركات دولية لتسهيل دخول الأسواق الجديدة، والوصول إلى المجتمعات ذات الأولوية.

ووصلت منتجات الشركة إلى العديد من البلدان في العالم، مشيرة إلى أنها سوقت منتجاتها إلى بلدان في الهند وهاييتي ولاوس وأفغانستان وبلدان في إفريقيا، مع استمرار نمو الطلب من بلدان أخرى.

موت مليون أم ومولود.. سنوياً

يموت ما يقرب من مليون أم ومولود سنوياً بسبب عدوى مرتبطة بممارسات الولادة غير الصحية. وغالباً ما تكون الأمهات والأطفال حديثو الولادة في خطر، بسبب عدم وجود أدوات ومستلزمات الولادة الآمنة منخفضة الكلفة في الأماكن التي تفتقر إلى الموارد.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن ارتفاع وفيات الأمومة يعكس في بعض مناطق العالم التفاوتات القائمة في الحصول على الخدمات الصحية، ويبرز الثغرة الموجودة بين الأغنياء والفقراء.

وتشهد البلدان النامية وقوع جميع وفيات الأمومة تقريباً (99%)، علماً بأنّ نصف تلك الوفيات يحدث في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وثلثها يحدث في جنوب آسيا.

ويمكن إزالة مخاطر التعرّض للعدوى بعد الولادة إذا ما تم الالتزام بممارسات النظافة الجيّدة، والتفطّن لعلامات العدوى الأوّلية وعلاجها في الوقت المناسب.

المشكلة

عدد كبير من الوفيات خلال الولادة نتيجة قلة الاعتناء بالأمهات والمواليد الجدد.

الحلّ

توزيع «مجموعة أدوات ولادة نظيفة» على العاملين في مجال الرعاية الصحية في المناطق الريفية.

• الموقع: الهند

• القطاع: الرعاية الصحية

• النطاق: غير محدد

تويتر