برنامج رفاهية العمال يغرس شعوراً بالفخر لدى مشيّدي الموقع

بُناة «إكسبو دبي» سعداء بالحصاد: سيبقى في ذاكرتنا إلى الأبد

صورة

أكّد عمال من جنسيات عدة شاركوا في تشييد موقع «إكسبو 2020 دبي» فخرهم بالإسهام في كتابة الإنجاز الذي حققه المعرض الدولي، الذي وصل إلى ختامه أمس، مشيرين إلى أنهم استمتعوا - مثل ملايين الزوّار - بثمار عملهم الدؤوب عن كثب، خلال رؤيتهم للإبداعات في الحدث العالمي الذي سيبقى في ذاكرتهم إلى الأبد.

ويعود الإرث الحي الذي يمثله «إكسبو دبي» إلى الجهود التي بذلها الفريق المتفاني من العمال، الذي حظي بدعم خبراء رفاهية العمال والصحة والسلامة، وحوّلت جهوده ما كان مساحة صحراوية واسعة في منطقة دبي الجنوب إلى موقع المعرض الدولي.

وحرص الحدث منذ يومه الأول على دعوة العمال للعودة إلى الموقع، من أجل عيش تجربة «إكسبو دبي» والاستمتاع بأوقاتهم في الموقع الرائع الذي أسهموا في بنائه. وتتضح ضخامة حجم المشروع من حجم العمل الكبير الذي جرى إنجازه في الموقع، حيث تجاوز عدد ساعات العمل فيه 250 مليون ساعة عمل، وقام على المشروع 50 مقاولاً رئيساً، وأكثر من 2000 مقاول فرعي، ونحو 50 من المستشارين المشرفين، وبلغ عدد العمال يومياً في الموقع في أوقات الذروة 45 ألف عامل. وتعاون برنامج رفاهية العمال في «إكسبو دبي» مع جميع المقاولين لإحضار العمال إلى الموقع ليزوروه، تقديراً لجهودهم.

وقال مدير التعلّم والتطوير في شركة «فارنيك» للخدمات م. أوزير بهامجي: «لقد تمكّن موظفونا من اختبار الكثير مما يتيحه العالم، ومن حضور حفلات موسيقية لنجوم عالميين أيضاً، وتبين بالفعل أنها تجربة محفزة للغاية»، واصفاً البرنامج بأنه كان فرصة أتاحت لموظفيه المشاركة في ملتقى عالمي مبهِر، وتعلّم المزيد عن العالم.

أما مهنعلي شيخ (نجار في شركة «لاينغ أو رورك»)، فقال ملخصاً التجربة بشكل مثالي: «بعد زيارة (إكسبو 2020) أشعر بأن لا شيء مستحيلاً بالنسبة إلى البشر.. فخور للغاية بأنني جزء من المعرض العالمي».

من جهته، أشار أميت سينغ (نجار في «إيه إس جي سي») إلى أنه لم يتصور يوماً أنه قد يحظى بفرصة رؤية إبداعاته، مضيفاً: «شاركت زيارتي لـ(إكسبو 2020) مع أفراد عائلتي المقيمين في بلدي، وسعدوا بأنني استمتعت بالتجربة الرائعة. وأشكر فريق عمل المعرض وشركتي على توفيرهما فرصة زيارة مكان حلم كثيرون في جميع أنحاء العالم باستكشافه». بينما قال محمد رضوان (مساعد في «لاينغ أو رورك»): «لقد سعدت حقاً بزيارة (إكسبو دبي). فمشاهدة جميع أجنحة الدول كانت حلماً تحقق».

من ناحيته، اعتبر ديب نارايان ياداف (مساعد في الشركة نفسها): «لا يوجد مكان آخر في العالم يمكن أن تستمتع فيه بمثل هذه التجربة المذهلة! شاهدت في جناح الهند ممارسات اليوغا المختلفة، وتعلمت المزيد عن الأيورفيدا. وكانت تجربة ملهمة للغاية». وقال أرول ماني (مشرف عمال في «إيه إس آي»): إن «مشاركتي في بناء منشآت هذا الحدث العالمي تجعلني أشعر بالفخر حقاً، وهذا ما جعل زيارتي لا تُنسى».

وأكد رشيد (موظف أمن في «إمريل»): أن «التعرّف إلى الثقافات وتجربة مختلف الأكلات سيبقيان في ذاكرتنا إلى الأبد.. كانت هذه هدية أنا ممتن لها».

من جانبه، قال المدير العام لمنطقة جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط في شركة «آي إس جي» ستيف رامسدن: «نفخر بمشاركتنا طويلة الأمد في (إكسبو دبي). ومع اضطلاع فرق عملنا بدور فاعل في تقديم العديد من التجارب التي لا تُنسى، والتي استمتع بها الملايين، كان من الرائع أن يستمتعوا هم أيضاً بالتجربة».

وعُهِد إلى القوة العاملة بتحويل ملامح المنطقة إلى بقعة لا تُصدَّق يزدان بها «إكسبو دبي» مدينة المستقبل التي تعادل حجم 613 ملعب كرة قدم. وأدى حجمه الهائل بطبيعة الحال إلى بروز تحديات، خاصة في أوج مرحلة الوباء، إلا أن «إكسبو دبي» استمر في رؤية هذا المشروع القومي المبهر، ليس فقط كفرصة، بل كمسؤولية للارتقاء بالمعايير ووضع مقاييس ومعايير جديدة للمنطقة وصناعة بناء مترامي الأطراف. وتقديراً لتفانيهم ومثابرتهم وعملهم الدؤوب، كرّم «إكسبو 2020 دبي» عبر نُصب تذكاري صممه آصف خان، ما يربو على 200 ألف عامل، جعلوا حلم «إكسبو 2020 دبي» واقعاً ملموساً، إذ حُفِرت أسماء هؤلاء العمال على أعمدة حجرية.

وبالنسبة إلى فاجيش دارافات (مساعد مكتب أيه أي جي سي)، كانت رؤية هذا النُصب هي أبرز ما في تجربته في «إكسبو دبي»، مضيفاً: «أكثر ما أحبه هو ذلك الرواق المؤلف من 38 عموداً، الذي دُشّن في حديقة اليوبيل، إذ نُحِت عليه اسم كل عامل. لقد جرى تكريمنا إلى جانب زملائنا في العمل. وهذا أكبر تقدير حظينا به على الإطلاق».

لا تريد المغادرة

وصف عمال شاركوا في تشييد صروح «إكسبو 2020 دبي» زيارتهم للمعرض الدولي، الذي اختتم، أمس، بالاستثنائية، مشيرين إلى أن المكان كان بالفعل وجهة لا تُنسى بمعالمها الجميلة وتجاربها التي لا تشبه سواها.

وقال سفيان بشير (عامل في «دولسكو»): «شعرت بزيارتي للمعرض أنني سافرت عبر العالم بأسره. وممتن جداً على إتاحة هذه الفرصة».

فيما أوضح براشانت مور (مشغل آلات إتش كيه في «إمريل»): «مشيت ما يقرب من سبعة كيلومترات في غضون ساعتين في (إكسبو دبي)، وشعرت بالحيوية والنشاط. فالأجواء في (إكسبو 2020) ساحرة، وتشعر فيه بأنك لا تريد المغادرة».

• 200 ألف عامل، جعلوا حلم «إكسبو 2020 دبي» واقعاً ملموساً، وحُفِرت أسماؤهم على أعمدة حجرية.

• برنامج رفاهية العمال في «إكسبو دبي»، تعاون مع جميع المقاولين لإحضار العمال إلى الموقع ليزوروه، تقديراً لجهودهم.

تويتر