مع مشارفة المشوار على الانتهاء.. أكّدوا أن المعرض حلم يحملونه إلى أوطانهم

مفوضو أجنحة وموظفون: «إكسبو دبي» تجربة كاملة المعالم

صورة

بعد سنوات من التخطيط والترقب، وستة أشهر من الجهود الميدانية، يستعد مسؤولو أجنحة وموظفون وعاملون في «إكسبو 2020 دبي»، لتوديع الحدث، الذي لم يتبق في عمره سوى 10 أيام، نهاية الشهر الجاري، وفي الوقت الذي سيبقى البعض منهم في الإمارات، يستعد آخرون للعودة إلى أوطانهم، حاملين معهم لحظات المشوار الأجمل وهدايا وتذكارات تخلّد حكاية متفرّدة من نوعها، كما أكّدوا لـ«الإمارات اليوم»، التي استطلعت آراءهم حول تجاربهم في المعرض، وخططهم المستقبلية.

وقال مراد أوز، الذي يعمل موظف استقبال في جناح تركيا بمنطقة الاستدامة، ويتهيأ للعودة إلى دراسته الجامعية في إسطنبول، التي انقطع مؤقتاً عنها، للانخراط في تجربة التطوّع في الحدث العالمي، لتطوير خبراته المهنية: «إلى جانب التذكارات الجميلة التي اقتنيتها من الإمارات، سأعود إلى بلدي محملاً بكثير من الهدايا للأهل والأصدقاء، وبكنوز لا تُحصى من المعلومات الجديدة التي تعلمتها من تجربة التواصل مع الآخرين».

وأضاف: «سحرتني تجربة العمل كل يوم مع جنسيات متنوّعة حول العالم، وهذا ما يشدني باستمرار للبقاء هنا كل هذه المدة، وذلك، رغم شوقي لعائلتي وأهلي، فإنني أرغب في تحقيق أكبر قدر من الاستمتاع والفائدة، من تجارب الحدث الثقافية المتنوّعة التي أفاجأ كل يوم فيها بالمزيد، باعتبار تواصلي اليومي مع الجمهور، الذي وإن دفعني إلى إبراز ثقافة بلدي بشكل رئيس، فإنه فتح لي أفق تعلم لهجات ولغات جديدة».

مفاجآت

وحول تحضيراتها للعودة إلى مسقط رأسها بعد ستة أشهر من العمل في المعرض الدولي، قالت المفوّض العام لجناح بنين في «إكسبو دبي»، كارول بورنا: «نستعد كغيرنا من ضيوف الحدث العالمي للعودة قريباً إلى بلداننا، بعد انتهاء هذه الرحلة الجميلة التي استمتعنا خلالها بكثير من المفاجآت المذهلة، والاكتشافات غير المسبوقة، خصوصاً التجارب التي عايناها عن قرب على امتداد أشهر».

وأضافت عن أهم تلك التجارب: «التنظيم الناجح أبرز ما ميز المعرض، بكل ما فيه من تنوّع ثقافي وحضاري واحترافية تنسيقية واضحة، إضافة طبعاً إلى الأجواء الاستثنائية المليئة بالحياة، التي تجسّدت في تجارب الفعاليات والعروض والحفلات الموسيقية والراقصة التي أمتعت الزوّار، وأتحفت جميع العاملين فيه بمختلف ألوان الفرح الذي لم يخل منه ركن في (إكسبو)».

وتابعت كارول: «متع بصرية خالصة رافقتنا يومياً في المعرض، وتتجسّد في الاكتشافات الجديدة للتحف الفنية والمعمارية الفريدة لأجنحة الدول من الخارج، وكذلك مفاجآتها في الداخل».

وأكملت: «تجربة (إكسبو 2020) ودبي عموماً، شبيهة - إلى حد كبير - بتجربة (السفر في المستقبل)، الذي سينتهي حال عودتنا إلى بلداننا، فدبي وجهة معاصرة ومليئة بمقومات الرفاهية والأمان، ومتفائلة بتنوّعها وبحواراتها المتنوّعة والمنفتحة التي تستحق أن تحاكى، لأنها متكاملة المعالم ونموذجية».

حقيبة التفاؤل

من جانبه، قال موظف الاستقبال جانيش رويدوكان، الذي ينتمي إلى عالم التجارة والأعمال، والمنضم إلى فريق عمل جناح موريشيوس بـ«إكسبو» منذ ثلاثة أشهر، لإبراز آفاق الاستثمار والأعمال في بلاده: «سعيد جداً بهذه التجربة المهنية الجديدة التي أعتبرها استثنائية بكل معنى الكلمة، لأنها متصلة بدبي، أرض الإنجازات والفرص اللامحدودة، وبهذا الحدث العالمي الكبير، الذي عايشت تفاصيله لحظة بلحظة، سواء من خلال تجارب لقاءاتي مع عدد من المختصين في مجالات المال والأعمال، والفرص الاقتصادية المشتركة، أو تجارب اكتشاف أجنحته».

وأوضح: «يكمن سحر هذه التجربة في نمط هذا العالم الجديد الذي دخلته عبر بوابة (إكسبو)، لأكتشف فيه أنماطاً مغايرة من التواصل والحوارات الإنسانية التي جعلتني أبني صداقات جديدة مع إماراتيين وهنود وسودانيين وإيطاليين وفرنسيين وبرازيليين وهولنديين، جمعتني بهم تجارب العمل أو صدف الزيارات المتبادلة، لنتواصل من ثم على وسائل التواصل الاجتماعي أو البريد الإلكتروني».

وأضاف: رويدوكان: «جعلني (إكسبو دبي) أفتقد القدرة على تتبع الوقت وألاحقه على الدوام لأحظى بلحظة سعادة إضافية أعيش فيها تجربة اكتشاف جديدة، مليئة بالمفاجآت، وهذا ما يجعل تجربة العمل هنا في المعرض الدولي استثنائية بكل المقاييس ولن تتكرر أبداً، وهذا ما يجعلني متفائلاً اليوم أكثر بالعودة إلى وطني ومباشرة عملي من جديد بكامل طاقتي وبعزم حقيقي على الإنجاز والتميز والنجاح مستقبلاً».

خطط العودة

من جانبه، لا يبدو أبوبكر رحيمي، ابن تاجر التحف الأفغاني محمد عمر رحيمي، الذي أخذ على عاتقه مشروع تنظيم جناح أفغانستان وإدارته، راغباً في العودة إلى مكان إقامته في النمسا. وروى أبوبكر: «من فيينا إلى دبي، قدمت أنا ووالدي لنعيش التجربة منذ البداية أدق تفاصيلها، فتوّجنا مشوارنا بكمٍّ هائل من الحوارات الإنسانية البنّاءة التي تبادلنا فيها التجارب والخبرات والمعارف، وكذلك اللحظات الجميلة التي زادت قناعتي بقيمة التنوّع الثقافي والإنساني، الذي تربيت عليه منذ الطفولة، والذي يعد هدية حقيقية وليس تهديداً لكياننا، ولعل فكرة لقاء مئات الجنسيات والتحدث إليهم ومن ثم التعرف إلى عاداتهم وتقاليدهم وبعض تفاصيل تاريخهم ورؤيتهم للمستقبل، كفيل بعد رجوعي إلى النمسا، بتوسيع أفق تفكيري ورؤيتي للعالم من حولي».

وأضاف أبوبكر: «أحببت مكوثي هنا ولا أعلم كيف يمكنني العودة إلى النمسا، أتوقع أن تكون الأيام مملة هناك، فقد تعودت على دفء العائلة الكبيرة هنا رفقة أهلي وأعمامي وأبنائهم القادمين من كابول إلى دبي، وصخب الحياة المليئة بالتفاصيل المذهلة هنا في (إكسبو دبي)، وهذا ما يدفعني للتفكير في العودة ربما للعمل هنا بعد التخرج في كلية الهندسة».

التركيز على المستقبل

في المقابل، لا يرسم اليوناني ماكيس دياناروس، الذي انطلقت تجربته مع فريق «إكسبو» في جناح قبرص، أي خط رجعة إلى مسقط رأسه، لأنه يركز على بناء مستقبله في الإمارات، التي عاش على أرضها منذ أكثر من11 عاماً، واعتبرها وطناً يرعى الأحلام.

وأضاف دياناروس: «بعد انتهاء فترة تطوّعي في جناح قبرص، قدمت طلباً لمواصلة العمل مع فريق الجناح، خصوصاً أنني ورغم أصولي اليونانية، متمرس في تفاصيل الثقافة القبرصية وشغوف بتفاصيلها إلى حد كبير، ولا أنكر أنني سعدت بقبول طلبي للعمل في الجناح لاستقبال الزوّار ومساعدتهم على توفير ما يحتاجون إليه من معلومات، وهو ما يجعلني متحمساً جداً لهذه التجربة الرائدة التي شارفت على الانتهاء».

وأكمل: «تعرفت هنا إلى ثقافات متنوّعة، وطوّرت خبراتي ومهاراتي في التعامل مع العملاء، وتوجيههم بالشكل الصحيح، نظراً إلى خبرتي في ميدان التطوّع وإتقاني ثلاث لغات منها العربية، وأتوقع أن تؤهلني هذه التجربة المتكاملة في المعرض لتحديات الحياة العملية لاحقاً». وحول خططه المستقبلية بعد انتهاء الحدث، كشف دياناروس: «أخطط بعد تخرجي في إدارة الأعمال هنا في دبي، لاستكمال درجة الماجستير في الولايات المتحدة، ومن ثم العودة إلى العمل في دبي، لأنني أحب نمط الحياة هنا ولدي علاقات إنسانية ناجحة وصداقات متينة مع كثيرين، من بينهم أبناء الإمارات».

حنين لمذاقات الوطن

حول ظروف ابتعاده عن بلده وأهله طوال الفترة الماضية، وعودته بعد غياب، قال التركي مراد أوز: «رغم أنني لم أحظ بمذاق الكباب (الأضني) و(الدونر كباب) نفسه، الذي تعدّه والدتي في البيت، وافتقادي الكبير للأكلات التركية التقليدية التي أنوي الخوض في مذاقاتها بعد رجوعي، فإنني اكتشفت كثيراً من تجارب الطهي الجديدة والشهيرة، التي تميز عدداً من المناطق العربية، مثل طبق الفلافل اللذيذ، بفضل تشكيلة المطاعم العالمية التي اكتشفتها في المكان، والتي تروي لنا في بعض تفاصيلها، ميزات وخصوصيات كل منطقة جغرافية على حدة».

• 10 أيام فقط تتبقى على ختام فعاليات المعرض.

تويتر