مقيمون: دبي تجمعنا ببلداننا دون تذاكر سفر أو ترحال

لقاءات سعيدة مع الأوطان.. في «إكسبو»

192 دولة تلتقي على أرض إكسبو. من المصدر

لا تنتهي حكايات «إكسبو 2020 دبي» وزوّاره وناسه، وفي المقدمة منها تلك اللقاءات السعيدة التي يتيحها المعرض الدولي لضيوفه، خصوصاً من المقيمين، مع أوطانهم، إذ يجلب الحدث إليهم قطعة من الأردن، أو رائحة من الجزائر أو الهند، وغيرها من الـ192 دولة التي تلتقي على «أرض إكسبو».

من دون تذاكر سفر ولا ترحال، يوفر المعرض فرصاً استثنائية للوافدين والمقيمين للاجتماع بأوطانهم، واستحضار تفاصيلها الملونة بالحنين، داخل في فضاءات أجنحة دولهم في «إكسبو 2020 دبي»، ليستحضر زوار التقتهم «الإمارات اليوم» شريط ذكرياتهم الجميلة بأجنحة بلدانهم، علاوة على قصص عن ماضي أوطانهم ومستقبلها، وغيرها من المشاهد التي أسعدت قلوب الزوار ممن يحنون إلى بلدانهم.

لا تبدو تجربة الفلبيني ويني ليبراديليا الذي التقته «الإمارات اليوم» تحت قبة الوصل مألوفة، إذ أوضح أنه يحط الرحال لأول مرة على أرض المعرض الدولي، قادماً من العاصمة أبوظبي، مكان إقامته وعمله، ليبدأ زيارة طويلة تمتد شهراً كاملاً من عطلته التي كرسها بأكملها لاكتشاف الحدث الضخم ومفاجآته.

وأضاف ويني: «سعيد جداً بكل ما استطعت اكتشافه هنا، بين أجنحة فنلندا وأستراليا والجزائر والدنمارك، أما جناح بلدي فسأخصص له فترة أطول، أولاً لاكتشاف العروض الفنية المختارة ومهرجان الأطعمة الفلبينية المقرر تقديمه، وثانياً لأعانق ذكريات بلدي الذي لم أزره منذ أربع سنوات بسبب عدم قدرتي على السفر لفترة، ثم بعدها بسبب فيروس كورونا وغلاء أسعار التذاكر، ما جعلني أفضل البقاء وسد حاجيات عائلتي عوضاً عن رؤيتهم».

وأكد أنه يشعر بالسعادة لأنه استطاع اليوم أن يرى بلده، ولو في صورة جناح وافتراضياً في (إكسبو)، بعد أن حرمته الظروف من زيارتها، على حد تعبيره.

«القُمر».. مسقط رأسي

أما ماري صليحي، التي تعيش مع زوجها في الإمارات منذ 2016، فأوضحت أنها انطلقت منذ زيارتها الأولى لـ«إكسبو دبي»، في اكتشاف تفاصيل جناح بلدها جمهورية القُمر المتحدة، وذلك بعد أن دفعها فضولها إلى استكشاف سحر الرحلة الاستثنائية بين الماضي العريق والمستقبل المشرق لهذه الجزر، التي تشارك هذه المرة بجناح منفصل في المعرض. وقالت مازحة: «لم أكتشف حتى الآن إلا جناح بلدي فقط، لأنني تواقة إلى استعادة ذلك الشعور الاستثنائي بالراحة، الذي ينتابني كلما عدت إلى مسقط رأسي، والتقيت أهلي وأحبابي، ولعل إجراءات منع السفر التي سببها فيروس كورونا، قد أوقعتنا كلنا في شعور مضن ودائم بالحنين إلى أوطاننا، نحاول اليوم معالجته عبر استحضار لحظات جميلة في رحاب الوطن، عبر زيارة فضاءاته المصغرة في المعرض».

ووصفت ماري التجربة في «إكسبو» بأنها لا تنسى «لأنها جمعتنا مجدداً ببلداننا بعد طول انتظار، كما أشعرتنا بالفخر والاعتزاز بعرض بعض أوجه أوطاننا في هذه التجربة الاستثنائية المفتوحة على عيون العالم في إكسبو».

حماسة وفضول

بينما لا تبدو الزائرة روان الكردي، المقيمة في الإمارات منذ ثماني سنوات، متعجلة للاطلاع على جناح بلدها الأردن في المعرض الدولي، إذ أشارت إلى حماستها للحدث بشكل عام، ولمعرفة المزيد عن أجنحة الدول فيه، إذ اقتنت مع عائلتها تذاكر موسمية تمكننا من مضاعفة زيارتهم له، ما يشعرهم بالراحة وعدم الاستعجال في استكشاف مختلف التجارب التي يقدمها الحدث.

وعن زيارة جناح بلدها، قالت روان: «بقدر ما أنني لم أنقطع أبداً عن أخبار الأردن التي أستقيها دوماً إما من العائلة أو من وسائل التواصل الاجتماعي، فإنه من الجميل حتماً الاجتماع به في (إكسبو) والافتخار بوجوده ضمن نحو 192 دولة مشاركة في حدث عالمي بهذه المقاييس، لطرح حضارته أمام ثقافات متنوعة من حول العالم».

وأضافت: «متحمسة طبعاً لاكتشاف التجارب الثقافية التي يطرحها الأردن اليوم أمام زواره، والفكرة التي يكرسها جناح دولتي في إكسبو 2020 دبي».

تعزيز الانتماء

من جهته، لم يخف الطالب نيكول غرغ الذي يزور المعرض مع عائلته، حماسته بلقاء وطنه الهند، مؤكداً: «لم أكن أتوقع بالمرة التعلم من جناح بلدي، ولكن هذا الأمر قد تحقق بالفعل، إذ استمتعت خلال الزيارة ليس فقط بالسفر بين مناطق بلدي الجميلة فحسب، بل باكتشاف العديد من الجوانب الثقافية الرائعة لمناطق متنوعة من جغرافيا بلدي»، منوهاً بما رآه من طبيعة خلابة لجنوب الهند وركائزها التنموية الكبيرة التي تصاحبها تجارب ثقافية ثرية أهمها اكتشاف رقصات «الياساميس» الرائعة التي أبهرته مع عائلته، وإذ لم يكن يعرف عنها شيئاً لقضاء حياتها كلها في الإمارات التي يعتبرها وطنه الثاني.

ذاكرة ثقافية

رغم حداثة تجربة المنشطة الثقافية رقية سرقين التي قدمت أخيراً مع ابنتها من الجزائر للعيش والعمل في دبي، إلا أنها لم تتأخر عن زيارة «إكسبو» و«العودة» إلى بلدها وتفاصيله الجميلة عبر جناحه في المعرض.

وقالت رقية: «الجزائر معروفة بغناها بالعادات والتقاليد والإرث الحضاري القديم الذي يكرس خصوصية كل منطقة من مناطقها المختلفة، وهذا ما لمسته خلال زيارتي لجناحها الذي يزخر بالنماذج الحضارية والتنموية المشرفة التي تقدم وجه الجزائر المشرق للعالم»، مشيرة إلى «نموذج مدينة (بوغزول) الجديدة التي ستجعلها مدينة تكنولوجية وعصرية من الطراز الأول، ومختلف رموز الثقافة الأمازيغية التي تصدرت واجهة الجناح والصناعات الحرفية التي تميزه، وكلها تشكل جسراً ليس عاطفياً فقط يصل أي جزائري بوطنه، وإنما بذاكرته الثقافية بكل تفاصيلها الحضارية والإنسانية الممتد عبر السنين، وهذا أبرز ما يميز تجربة لقاء الأوطان في إكسبو».

للمرة الثانية

قالت أم الطالب نيكول غرغ، إنها حرصت على زيارة «إكسبو 2020 دبي» برفقة أبنائها للمرة الثانية ومشاهدة جناح الهند مع عدد من الأماكن الأخرى، مشيرة إلى أن ذلك يأتي إيماناً منها بقيمة اكتشاف وجه بلدهم الجديد واستحضار الهوية وقيم الانتماء وتعزيزها لدى أطفالها من خلال البقاء على اتصال مع الوطن.

وشددت على أهمية زيارة المعرض الدولي واكتشاف ثقافات الأوطان، وكذلك البلدان المغايرة التي تستضيفها الإمارات على أرض «إكسبو دبي».

• نيكول غرغ: «اكتشفت العديد من الجوانب التي لا أعرفها لمناطق متنوعة من الهند من خلال جناح بلدنا في المعرض».

• ويني ليبراديليا: «سعيدة لأنني استطعت أن أرى الفلبين، ولو في صورة جناح بعد أن حالت الظروف دون السفر».

• ماري صليحي: «تجربة لا تنسى لأنها جمعتنا مجدداً ببلداننا بعد طول انتظار، كما أشعرتنا بالفخر والاعتزاز».

• روان الكردي: «من الجميل زيارة الأردن في (إكسبو) والافتخار بحضوره بين 192 دولة مشاركة في حدث عالمي بهذه المقاييس».

• رقية سرقين: «الجزائر معروفة بإرثها الغني الذي يكرس خصوصية كل منطقة، وهذا ما لمسته خلال زيارتي لجناح بلدنا».

للاطلاع على الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر