مواسم المستهلك

الثقافة الاستهلاكية.. ضرورة ملحة

الدكتور جمال الفخري خبير اقتصادي

الثقافة الاستهلاكية هي جميع أساليب الحياة ومعانيها ورموزها، وثقافة الاستهلاك هي تلك الجوانب الثقافية المصاحبة للعملية الاستهلاكية، أي أنها مجموعة المعاني والرموز والصور التي تصاحب العملية الاستهلاكية، والتي تضفي على هذه العملية معناها وتحقق دلالتها في الحياة اليومية.

«المجتمع اليوم أصبح في حاجة ماسة لامتلاك الثقافة الاستهلاكية، نظراً لارتفاع كلفة المعيشة».

«قد نجد أن الثقافة الاستهلاكية لدى بعض الشعوب غائبة عن تفاصيل حياتهم اليومية».

وفي ضوء هذا التعريف، فإن للثقافة الاستهلاكية جوانب مادية واضحة، إذ إنها تلتفت بالأساس إلى عملية استهلاك مادي، لكن فهم هذه الجوانب لا يكتمل إلا بفهم الجوانب المعنوية المتصلة بها، والتي توسع من دائرة الثقافة الاستهلاكية لتشمل المعاني والرموز والصور المصاحبة لعملية الاستهلاك المادية.

المجتمع اليوم أصبح في حاجة ماسة لامتلاك الثقافة الاستهلاكية، نظراً للارتفاعات الكبيرة والمتتالية التي طرأت على كلفة المعيشة، لذا فإنهم يعانون مشكلة تنظيم الدخل، وكذلك تحديد الأولويات، ومعرفة البدائل المناسبة.

وقد نجد أن الثقافة الاستهلاكية لدى بعض الشعوب غائبة عن تفاصيل حياتهم اليومية، بعكس ارتفاع مستوى الثقافة الاستهلاكية لدى الغرب، وتنعكس هذه الثقافة بشكلها الإيجابي عن مداخيل المستهلكين من خلال خلق حالة من التوفير تسهم في تحويل المبالغ الموفرة إلى غايات أخرى.

إن من أولوية اهتماماتنا خلق هذه الثقافة، لرفع وعي المستهلك، وتعليمه العادات الاستهلاكية الإيجابية، لذلك نحن نحتاج إلى الثقافة الاستهلاكية لنكون مهيأين عندما تحدث تحولات اقتصادية، خصوصاً في ما يتعلق بالارتفاع في الأسعار.

فالارتفاعات لابد أن تنعكس في النتيجة النهائية على تفكير الأفراد المستهلكين، في إعادة صياغة أولوياتهم، بما يعني ترشيد الاستهلاك.

قد نرى شريحة أخرى من المستهلكين يلجؤون إلى الاقتراض أو إلى أكثر من وسيلة للحصول على إيرادات إضافية، فالعديد منا أصبح مديناً للبنوك، لتغطية احتياجاته الاستهلاكية، إذ لم يعد الدخل قادراً على الوفاء بأقساط تلك القروض.

لذا لابد لكل المعنيين بشأن حماية المستهلك تثقيفه بما يحقق له الحد الأدنى من الثقافة الاستهلاكية.

تويتر