تخفيضات الأسواق المحلية تصل إلى 75%.. وتجار يرجعونها إلى «تنشيط المبيعات»

عروض موسّعة على مجوهرات الألماس.. ومستهلكون يطالبون بـ «شمول الذهب»  

العروض على مجوهرات الألماس تصاعدت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة. الإمارات اليوم

تشهد الأسواق المحلية حالياً عروضاً وتخفيضات موسّعة على مجوهرات الألماس، بنسب تراوح بين 40 و75%، إضافة إلى ضمان «إعادة الشراء».

ورصدت «الإمارات اليوم»، في جولة ميدانية على متاجر التجزئة، انتشاراً واسعاً لهذه العروض والتخفيضات، سواء داخل مراكز التسوق التجارية (المولات) أو الأسواق الخارجية.

وأكد مستهلكون لـ«الإمارات اليوم» أن تلك العروض غير المسبوقة تصاعدت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة تدريجياً في عدد كبير من المتاجر، مطالبين بضرورة عدم تركيز تلك التخفيضات الموسعة على مجوهرات الألماس فقط، لتشمل المشغولات الذهبية باعتبارها الأكثر طلباً.

من جانبهم، أرجع تجار ومسؤولو شركات تصاعد العروض الخاصة بمجوهرات الألماس بين المتاجر، إلى السياسات التسويقية لتنشيط المبيعات، للاستحواذ على حصص سوقية أكبر خلال موسم الأعياد والسياحة، لافتين إلى أن تركز العروض الكبيرة على مجوهرات الألماس يرجع إلى وجود هوامش ربحية تسمح بتلك التخفيضات الكبيرة، مقارنة بالذهب الذي يصعب شموله بتخفيضات مماثلة.

آراء مستهلكين

وتفصيلاً، قال المستهلك سامر أمين: «انتشرت العروض على مجوهرات الألماس بشكل كبير وتصاعدي بين عدد كبير من متاجر التجزئة المتخصصة بالمجوهرات خلال الفترات الأخيرة»، لافتاً إلى «تنافسية حادة» تمثلت في تقديم المتاجر «تخفيضات إضافية» تتجاوز المعروض في المتاجر الأخرى، ما يدعم خيارات الشراء لدى المتسوقين.

من جانبه، وصف المستهلك، ماجد إبراهيم، تخفيضات الألماس في الأسواق حالياً بأنها غير مسبوقة، نظراً إلى ارتفاع انتشارها بين عدد كبير من المتاجر، وقال إن التخفيضات من المظاهر الإيجابية التي يجب تطبيقها على المشغولات الذهبية، باعتبارها الأكثر طلباً.

في السياق نفسه، ذكر المستهلك، زياد عبدالغني، لـ«الإمارات اليوم» أن «التخفيضات على الألماس في المتاجر حالياً تراوح بين 40 و75%»، مشيراً إلى أنها نسب كبيرة مقارنة بأسعار الألماس، كما تعد من المظاهر غير المسبوقة في نسب التخفيضات وعدد المتاجر التي تطرحها، واقترح عبدالغني طرح تخفيضات مماثلة على المشغولات الذهبية.

واتفقت المستهلكة، جهاد بهاء، في أن عروض مجوهرات الألماس الموسعة حالياً في الأسواق من المظاهر الإيجابية، وقالت: «لكن الفائدة ستكون أكبر لو تم تطبيق عروض مماثلة على المشغولات الذهبية في المتاجر نفسها».

تنشيط المبيعات

إلى ذلك، قال مدير المبيعات في محل «مجوهرات الصراف»، عبدالله محمد علي: «تشهد الأسواق خلال الفترة الأخيرة تصاعداً في عروض التخفيضات على مجوهرات الألماس بين العديد من المتاجر، سواء من حيث ضمان إعادة الشراء، وحفظ نسبة كبيرة من القيمة تصل إلى نحو 70%، أو من خلال تخفيضات سعرية»، مرجعاً تلك العروض إلى الرغبة في تصريف المنتجات وتنشيط المبيعات من خلال موسمي العطلات والسياحة خلال الفترة الحالية.

من جهته، قال نائب المدير التنفيذي لمجموعة «الجوهرة»، محمد تمجيد عبدالله: «تعد التخفيضات الكبيرة على مجوهرات الألماس من المظاهر اللافتة في أسواق الذهب والمجوهرات حالياً، وترجع إلى السياسات التسويقية، وتنشيط المبيعات، والاستحواذ على حصص مبيعات سوقية أكبر قبل نهاية العام، خصوصاً خلال مواسم الأعياد والعطلات والرواج السياحي التي يزداد فيها الإقبال على شراء تلك النوعية من الهدايا».

ورداً على مطالب مستهلكين بشمول المشغولات الذهبية بتلك العروض قال: «من الصعب تطبيق عروض المجوهرات الألماسية على المشغولات الذهبية، وذلك مع وجود هوامش تسمح بتلك التخفيضات في الألماس، ولا يمكن تطبيقها في الذهب»، أما مدير شركة «دهكان لتجارة الذهب والمجوهرات»، جاي دهكان، فقال لـ«الإمارات اليوم»، إن «التخفيضات الكبيرة بين المتاجر على مجوهرات الألماس ترجع إلى رغبة تلك المتاجر في تنشيط المبيعات، وزيادة تصريف العديد من الموديلات، وتسريع دوران رأس المال، فضلاً عن ارتفاع التنافسية بمعدلات أكبر، خصوصاً في ظل مواسم العطلات والسياحة والأعياد».

وأضاف: «الهوامش الربحية في مجوهرات الألماس تسمح بتلك التنزيلات الكبيرة، لكن يصعب تطبيقها على مشغولات الذهب التي تكون بهوامش ربحية أقل لا تسمح بتخفيضات كبيرة عليها».


تداول 1.06 مليار قيراط ألماس عبر دبي في 5 سنوات

تم خلال «اجتماع ما بين الدورتين» لـ«عملية كيمبرلي» المُعتمدة من الأمم المتحدة، الذي استضافته دولة الإمارات، في مايو الماضي، الإعلان عن تداول أكثر من 1.06 مليار قيراط من الألماس الخام والمصقول عبر دبي خلال السنوات الخمس الماضية.

وقال رئيس «عملية كيمبرلي»، ممثلاً لدولة الإمارات، أحمد بن سليم، إن عام 2024 وحده شهد تداول نحو 179 مليون قيراط من الألماس الخام والمصقول، ما يعزز مكانة دولة الإمارات أحد أكبر مراكز تجارة الماس في العالم.

وذكر خلال الجلسة الختامية للاجتماع أن هناك ثلاث أسواق تُبقي على حيوية صناعة الألماس في الوقت الراهن، الأولى الولايات المتحدة، باعتبارها أكبر سوق لتجارة المجوهرات بالتجزئة، والثانية الهند كونها مركزاً عالمياً لقطع وصقل الألماس، والثالثة دولة الإمارات بوصفها أكبر مركز لتجارة الألماس الخام في العالم، حيث تم تداول أكثر من 1.06 مليار قيراط من الألماس الخام والمصقول خلال السنوات الخمس الماضية.

يذكر أن الإمارات الدولة العربية الأولى والوحيدة التي ترأست «عملية كيمبرلي» في عام 2016، وهي مجموعة دولية مكلفة بتنظيم تجارة الألماس العالمية.

. التخفيضات الكبيرة على مجوهرات الألماس ترجع إلى الهوامش الربحية التي تسمح بذلك، مقارنة بالذهب الذي يصعب شموله بتنزيلات مماثلة.

تويتر