مسؤولون: التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي يدعم نمو تقنيات الدفع الرقمي

شركات تطرح روبوتات بنكية وأجهزة ذكية تعمل كفروع للصرافات

صورة

أفاد مسؤولو شركات للحلول والأنظمة التقنية، بأن الأسواق تشهد حالياً توسعاً في تبني استخدامات الذكاء الاصطناعي، ما أسهم في نمو تقنيات الدفع الرقمي والتكنولوجيا المالية بنسب نمو تجاوزت 50%، مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة.

وأشاروا، لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن التوسع في استخدامات الذكاء الاصطناعي أتاح مجالات جديدة لأنظمة الدفع والمعاملات المالية وخدمات التجزئة، لافتين إلى أنهم طرحوا في معرض «سيملس» الذي أنهى أعماله مؤخراً بدبي، أجهزة للذكاء الاصطناعي تعمل كفروع رقمية لصرافات متكاملة الخدمات على مدار الساعة، وأجهزة تعمل كبنوك ذكية بكل خدمات البنوك التقليدية، وروبوتات بنكية تعمل على إنجاز الخدمات في البنوك لمساعدة الموظفين، وأجهزة ذكية تعمل بدون لمس وتنفذ أوامر الخدمات بمجرد تقريب الأيادي فقط من الأجهزة، موضحين أنه تُجرى حالياً مباحثات لطرح تلك الأجهزة خلال فترات قريبة في الأسواق المحلية.

وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي لشركة «سيدكو» الإماراتية للأنظمة التقنية، مجدي البيت شاويش، إن «الأسواق المحلية تشهد حالياً توسعاً بمعدلات متنامية في استخدامات الذكاء الاصطناعي، بدعم من التطور المستمر في البنية التحتية التقنية المتطورة في الدولة، والتشريعات الحديثة المواكبة، والتوجه لتطبيق التقنيات الجديدة»، لافتاً إلى أن «التوسع في استخدامات الذكاء الاصطناعي، أسهم في نمو المدفوعات الرقمية والتوجه بشكل أكبر للاعتماد على التكنولوجيا المالية بمختلف القطاعات، سواء التجزئة أو في الخدمات المصرفية».

وأضاف أن «الشركة طرحت مؤخراً، أجهزة تعمل بالذكاء الاصطناعي عبر منصتها التي شاركت بها في معرض (سيملس الشرق الأوسط) المتخصص في الحلول الذكية للتجارة الرقمية والمدفوعات والتجزئة، الذي أنهى أعماله مؤخراً بمركز دبي التجاري العالمي، شملت جهازاً آلياً يعمل كصرافة متكاملة على مدار الساعة ويعمل بالأوامر الصوتية باستخدام التقنيات الذكية لتحويل العملات وخدماتها المختلفة، مع تقديم خدمات الفروع التقليدية نفسها، وإمكانية المحادثة المرئية مع خدمة العملاء عند اللزوم».

وأوضح شاويش، أنه «تم طرح جهاز يعمل بالذكاء الاصطناعي ويوفر خدمات العمل دون لمس الشاشة، ويتم تنفيذ الخدمات بمجرد اقتراب العميل من الشاشة، دون لمس الحروف أو الخدمات الموضحة على الشاشة، ويتيح حجز الخدمات بفروع البنوك أو مراكز الخدمات المختلفة، مع إمكانية توجيه المتعامل للفروع الأقرب جغرافياً والأنسب لخدمته، ومدى نسب الإشغال أو الازدحام بها عن بعد».

وأشار إلى أنه «تم استخدام الذكاء الاصطناعي أيضاً، ضمن عمليات تطوير لجهاز ذكي يعمل كفرع رقمي متكامل للبنوك، ويتيح كل خدمات البنوك التقليدية ولكن على مدار الساعة، من خلال إمكانية فتح الحسابات وتوقيع العقود والحصول على بطاقات الائتمان ودفاتر الشيكات، والحصول على المستندات والإجراءات اللازمة لكل معاملة بنكية، ولكن عبر تقنيات ذكية ونقاط استشعار دقيقة».

وأضاف أنه «تُجرى مباحثات مع جهات مختلفة في الدولة حالياً لإتاحة خدمات الأجهزة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والتي بدأت عمليات تقديم بعضها بشكل فعلي في بعض دول المنطقة».

بدوره، قال الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي في شركة «مزن» لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مالك اليوسف، إن «هناك مظاهر تنافسية بين الشركات حالياً للتوسع في استخدامات الذكاء الاصطناعي التي دعمت نمو التجارة الإلكترونية والمدفوعات الرقمية»، لافتاً إلى أن «الذكاء الاصطناعي غيّر معادلة المدفوعات في الأسواق، إذ أصبحت المدفوعات الإلكترونية تستحوذ على حصص كبيرة تتجاوز 70%، مقابل الدفع النقدي الذي تراجعت عمليات استخدامه مقارنة بفترات سابقة».

وأضاف أن «الذكاء الاصطناعي سيتيح خلال الفترة المقبلة آفاقاً جديدة للدفع، من الممكن أن تشمل استخدام أنظمة (ميتافيرس) التي تتيح للمتعاملين التسوق من خلال العالم الافتراضي أو دفع رسوم لخدمات مختلفة».

وأشار اليوسف إلى أن «الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين، ستتيحان خلال الفترة المقبلة خدمات جديدة إضافية للتسوق والمعاملات المالية بمختلف أشكالها، وهو ما يعد تقنية جديدة في الخدمات، خصوصاً أن تلك التقنيات تحد من الاختراقات الإلكترونية عبر الرصد الاستباقي وكشف المعاملات غير الطبيعية ومحاولات الاختراق، وتوفير مسارات آمنة للسداد».

من جهته، قال رئيس إدارة الاستراتيجية والشراكات في شركة «مونتي فايناس للتكنولوجيا المالية»، تشارلز متى، إن «الذكاء الاصطناعي أصبح يلعب دوراً أكثر توسعاً في دعم خدمات التسوق والتكنولوجيا المالية، إذ يتيح سهولة تقديم الخدمات مقارنة بالفترات السابقة، مع إمكانية تحويلها إلى خدمات آلية تعتمد على تعلم الآلة، مع القدرة على معرفة أنماط الاستهلاك والتوقع للخدمات المستهدفة، وجمع البيانات عن المتعاملين لتطوير الخدمات، مع توفير السرعة والأمان بمعدلات أكبر في الخدمات، وهو ما سيدعم التحول الكبير في قطاع التكنولوجيا والمعاملات المالية والتجارة الرقمية خلال الفترة المقبلة في الدولة والمنطقة».

وأضاف أن «الأسواق تشهد حالياً توسعاً في تبني استخدامات الذكاء الاصطناعي بشكل يدعم نمو تقنيات الدفع الرقمي والتكنولوجيا المالية بنسب نمو تجاوزت 50%، مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة».

وأوضح متى أن «الإمارات تشهد تسارعاً في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي مع تطور البنية التقنية التحتية»، لافتاً إلى أنه «وفقاً لآخر التقارير السوقية التي رصدتها الشركة، فإن دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، لديها ميزة تنافسية في مجال التكنولوجيا المالية. ومن المتوقع أن تمثل المدفوعات غير النقدية في الإمارات وحدها 73% من إجمالي حجم المعاملات مع انتهاء عام 2023».

وأوضح خبير التسويق الرقمي في شركة «جي أس أس» للحلول التقنية، علي ترافردي، أن «الشركة طرحت روبوتاً بالذكاء الاصطناعي، يمكنه العمل في البنوك موظفاً لإنجاز خدمات مصرفية، ومنها عمليات التحويل وغيرها، كما يمكنه متابعة أرقام أدوار المتعاملين والذهاب إليهم في مقاعدهم لإنجاز الأعمال أو توجيهم للإدارات المختصة».

وأضاف نائب الرئيس في شركة «صن سون» للتقنية، تشانيج هونج في، أن «الشركة طرحت جهازاً يعمل بالذكاء الاصطناعي، ويعمل كفرع بنكي رقمي على مدار الساعة، مع القدرة على إنجاز مختلف الخدمات».


قوة الذكاء الاصطناعي

أكدت المديرة الإدارية لمؤسسة «كوستمر إكسبيرينس لايف»، أيوشا تياجي، أنه «وفقاً لتقرير حديث للمؤسسة، فإن الشركات في المنطقة لديها الأولوية خلال الفترة الحالية لتعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية لتجربة العملاء، إذ إن نسبة 52% من الشركات على استعداد لاستثمار أكثر من 200 ألف دولار في تطوير قدراتها التكنولوجية، والاستفادة من قوة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، فيما تستثمر نسبة 37% من الشركات حالياً بالفعل في الذكاء الاصطناعي».

تويتر