الإمارات تقود الاستثمارات في تقنيات التوائم الرقمية إقليميا

جاءت تقنيات "التوائم الرقمية"  (Digital twin) كأحد المحاور الرئيسية الـ 5 التي تركز عليها "استراتيجية دبي للميتافيرس" ، التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي في شهر يوليو 2022 بهدف ترسيخ مكانة دبي ضمن أفضل 10 مُدن في الاقتصادات الرائدة ومركزاً رئيسياً لمجتمع "الميتافيرس" العالمي.

وتتصدر التوائم قمة التقنيات التكنولوجية التي تحظى باهتمام واستثمار الكثير من الدول والشركات التكنولوجية العملاقة؛ إذ تشير تقديرات (Grand View Research)  إلى أن السوق العالمية ستنمو بمعدل سنوي مركب 37.5% من 2023 وحتى 2030 لتصل إلى 155.83 مليار دولار، وتشير "فورتشن بيزنس إنسايتس" إلى وصول حجم السوق العالمي إلى 96.5 مليار دولار 2029.
وظهر مصطلح التوأمة الرقمية لأول مرة عام 2002، على يد المهندس مايكل جريفز وتقوم فكرته على خلق نماذج افتراضية تحاكي بدقة أنظمة وعمليات قائمة على أرض الواقع، لتجنُّب الأضرار والخسائر والتكلفة المادية والبشرية المرتفعة الناتجة عن التجارب الواقعية.
 
جهود إماراتية
ووفقاً لمركز "انترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" في ابوظبي، سعت العديد من الدول إلى إبرام اتفاقيات مع بعض الشركات المتخصصة في تطوير هذه التقنية، فيما تأتي دولة الإمارات ضمن أهم دول العالم في اتخاذ خطوات متسارعة لضخ الاستثمارات واستقطاب الشركات المتخصصة في التوأمة الرقمية، حيث عقد مؤتمر عالمي جمع أبرز العاملين في المجال في دبي مارس 2023 لاستشراف فوائد هذه التقنيات للتنبؤ بالمشكلات وتحقيق وفورات مالية كبيرة وتحقيق الاستدامة.
وقال مركز "انترريجونال " : في سياق الجهود الإماراتية لتطبيق التوائم الرقمية بدأت العديد من الوزارات والهيئات الحكومية والشركات في تطوير نماذج خاصة لها في هذه التقنيات منها : إبرام وزارة الطاقة والبنية التحتية وشركة "مايكروسوفت" مذكرة تفاهم، تهدف إلى التعاون والتنسيق المشترك بين الطرفين في مجالات تعزيز استخدام التقنيات الحديثة والتكنولوجيا المتطورة في قطاعي الطاقة والبنية التحتية للاستفادة من البيانات الذكية وأنظمة الذكاء الاصطناعي، والأنظمة والحلول الذاتية على سبيل المثال لا الحصر: السيارات ذاتية القيادة والتوأمة الرقمية لدعم مستهدفات الوزارة للتحول الرقمي والابتكار.
وأعلنت شركة "الإمارات للاتصالات المتكاملة "دو" عن شراكة مع هيئة الطرق في دبي، تستهدف رفع القدرات التشغيلية الثابتة والمتحركة للهيئة في الإمارة عن طريق بناء نظام اتصالات مدمج بالكامل مع شبكة النقل بالتركيز على مترو دبي بالمرحلة الأولية للمشروع.
من جانبها أطلقت "مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية" مبادرة "الرعاية الذكية" و"التوأمة الرقمية" بهدف تعزيز الصحة والسلامة والاستدامة في منشآتها بالشراكة مع "شنايدر إلكتريك" و"مايكروسوفت" حيث أنشأت "المؤسسة" توأم رقمي لـ"مستشفى القاسمي" لتوفير استهلاك الطاقة حتى 30% وتقليل الأعطال بنسبة 20%.
من جانبها، أعلنت دائرة البلديات والنقل إطلاق مشروع التوأمة الرقمية لإمارة أبوظبي ،ويعد المشروع الأول من نوعه في الإمارة بهدف توفير التفاصيل والأبعاد الكاملة ، كما يشمل إضافة الشكل الخارجي للمباني والمنشآت، مما يساعد على تمثيل الإمارة بشكل أقرب إلى الواقع .

تحركات عالمية
وأظهر مركز "انترريجونال" أن أهم التحركات العالمية في التوائم الرقمية تمثل في نماذج أبرزها : سنغافورة التي ضخت 73 مليون دولار في مشروع قومي لمحاكاة جميع جوانب الحياة عبر استخدام التقنية.
وكشفت شركة التكنولوجيا الصينية (world 51)عن هدفها لإنشاء عالم افتراضي كامل  2030 وإصدار خرائط ونماذج توأمة رقمية بصورة تدريجية لنحو 100 مدينة صينية واتخذت الولايات المتحدة الأمريكية خطوات متقدمة في تطبيق التقنية ضمن مفهوم المدن الصديقة للبيئة.
وكشف الاتحاد الأوروبي 2022، عن تدشينه مشروعاً للتوأمة الرقمية يستهدف خلق نموذج افتراضي يحاكي سطح كوكب الأرض.

شركات عالمية
وأشار مركز "انترريجونال"  إلى أنه ووفقاً لتقرير "ميتافيرس إنسايدر"، فإن 7 شركات أمريكية تسيطر على سوق التوأمة الرقمية من 10 شركات عالمية بالقطاع. وبحسب "ميتافيرس إنسايدر"، تحتل شركة "سيمنز" الألمانية قمة الترتيب العالمي في التقنية تليها "جنرال إلكتريك ومايكروسوفت و آي بي إم و بي تي سي وأنسيس وشركتي "إيه بي بي" السويسرية  و "داسو سيستمس" الفرنسية بالمرتبة 7 و 8 تليهما "بنتلي سيستمز" و"هانيويل" الأمريكيتين.

الأكثر مشاركة