مصدر مصرفي يستبعد أي تأثير لانهيار بنك "سيلكون فالي" على بنوك الإمارات

أعاد إعلان إفلاس بنك وداي السيلكون الأمريكي "سيليكون فالي بنك"، الأوساط المصرفية الأمريكية والعالمية إلى أجواء افلاس بنك "ليمان براذرز، إبان أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة الأمريكية وما أعقب ذلك من أزمة مالية عالمية في العام 2008.   
وأيقظ الإفلاس المعلن قبل عدة أيام، مخاوف من سلسلة انهيارات متتابعة للبنوك المشابهة بالسوق الأمريكية والتي تركز على تمويل الشركات الناشئة بعد أن تأثرت الأخيرة سلبا بالارتفاعات المتتالية لسعر الفائدة التي أقرها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لكبح جماح التضخم، وأصبحت تلك الشركات غير قادرة على الحصول على التمويل بكلفة معقولة أو مواصلة نشاطها وسداد التزاماتها.
يمتلك سيليكون فالي بنك أصولا بقيمة 200 مليار دولار ويحتل المركز السادس عشر من حيث الحجم بالسوق الأمريكية ويركز على تمويل الشركات الناشئة الكبيرة في قطاع التكنولوجيا.
وانخفض  سهم البنك، الذي يختصر اسمه "إس في بي" (SVB)، بنسبة 60% يوم الأربعاء الماضي، ثم 70% الجمعة الماضية، وفشلت كل مناشدات إدارته للعملاء بدعمه، وأخيرا تم الإعلان عن وقف التداول في أسهمه وحجز ودائع عملائه، مما يعني الإعلان عن انهياره،
فهل يمكن أن يؤثر ذلك على بنوك الإمارات؟.
يقول مصرفي رفيع المستوى، لـ"الإمارات اليوم"، مفضلا عدم نشر اسمه، إن "المصرف المركزي يضع ضوابط صارمة للبنوك للحفاظ على ملاءة مالية مرتفعة ونسبة كفاية رأس مال تتجاوز حاليا نسبة 17 % وهي تفوق النسبة المطلوبة من قبل بازل 3 والمقررة بـ12 % ما يوفر الحماية للمودعين ويعزز استقرار وكفاءة النظام المالي للاقتصاد الوطني. بجانب أن هناك نظام تعمل به البنوك منذ سنوات يراعي التركزت الائتمانية في محفظة الائتمان لكل بنك، بمعنى ألا يكون هناك تركيز على قطاع واحد في التمويل أو اعطاءه النسبة الأكبر، بل هناك توزيع متوازن لتمويل القطاعات المختلفة، بما يضمن عدم التأثر بالانكشاف على قطاع معين، إن حدث".
وأوضح المصدر، أن "القطاع المصرفي بدولة الإمارات تعلم كثيرا من درس الأزمة المالية العالمية والدليل على ذلك مؤشرات السلامة المالية التي يتم إعلانها بكل دوري وتتضمن كافة البنود بشفافية كبيرة وتوضح حجم الأصول والودائع والأموال السائلة والقروض الغير منتجة ونسب التغطية مقابلها وكلها جيدة جدا".
وأشار إلى أن البنوك حققت أرباحا قياسية تجاوزت 50 مليار درهم عن العام 2022 وكافة مؤشرات القطاع المصرفي إيجابية ومطمئنة، كما أن البنوك تمتلك احتياطات إلزامية ومخصصات عامة كبيرة تعد حائط صد قوي في مواجهة الأزمات.
وبين أن بنك وادي السيلكون يركز نشاطه على السوق الأمريكية وحتى الآن، لا توجد أرقام معلنة حول أية ارتباطات بينه وبين بنوك الإمارات، اذ ينتظر أن يخاطب المصرف المركزي، البنوك كما يفعل في مثل هذه الأزمات ويطلب منها الإفصاح عن أي انكشافات أو ارتباطات مع البنك المذكور"، مستبعدا " أن يكون هناك تأثير على بنوك الإمارات جراء ما يواجهه البنك الأمريكي من تداعيات.

تويتر