النمو السكاني.. قاطرة الطلب

العقار شأنه شأن أي سلعة استراتيجية، يعتمد على استدامة الطلب في الأسواق، فيما يعد السكان هم الذخيرة التي تعزز نمو هذا القطاع.

وفي دبي يرتفع عدد السكان بوتيرة أسرع من الأسواق الأخرى، بفضل عدة عوامل رئيسة، وهو ما يؤدي إلى نمو سوق العقارات بالتبعية، كما يشجع المطورين العقاريين لزيادة المعروض لاستيعاب الطلب المتجدد في الأسواق، لذا من المتوقع أن يواصل القطاع العقاري، الأداء الإيجابي ويتحسن بقوة في عام 2023.

ووصلتني استفسارات كثيرة خلال الفترة الماضية عن مدى قدرة سوق دبي على استيعاب الطروحات الجديدة من المشاريع العقارية، وهل ستجد من يسكنها؟ ردي على هذا السؤال، هو أن دبي جاذبة للسكان وستظل. ففي العام 2022، زاد عدد السكان بنحو 72 ألف نسمة، أي 2% تقريباً من عدد سكان الإمارة ككل ليصل الإجمالي رسمياً إلى 3.55 ملايين نسمة.

وبطبيعة الحال، هذه الزيادة لم تأت من فراغ ولكن نتيجة لعدة عوامل من بينها الطريقة الاحترافية والإنسانية التي تعاملت بها دبي مع جائحة كورونا التي فاقت كل التوقعات، بالإضافة إلى محاكاة الواقع وتنفيذ خطط بديلة وتسهيلات مثل منح الإقامات الذهبية، والرخص التجارية وغيرها، واستضافة معرض «إكسبو 2020» وهو الوحيد من نوعه في منطقة الشرق الأوسط.

بالإضافة إلى ذلك، أصبحت دبي موطناً أساسياً لعدد من المغتربين من جميع أنحاء العالم الذين قدموا إلى الإمارة، مع توفير فرص عمل جاذبة، واستمرار الفعاليات الترفيهية والبنية التحتية المتطورة التي تعزز من وضع دبي أفضل بيئات العمل والعيش في آن واحد.

وعلى مدار الأعوام الأخيرة، استطاعت دبي الترويج لنفسها أفضل من المدن الأخرى واستغلت الفرص التي أتيحت مع معاناة المدن العالمية أثناء الجائحة والتي أغلقت أبوابها، بينما كانت دبي أولى المدن، عودة بعد إغلاق دام لأشهر قليلة، إلى جانب ذلك الاستفادة من الفعاليات الاقتصادية الكبرى، حيث احتضنت أكبر المؤتمرات والمعارض العالمية بعد الجائحة وهو «إكسبو 2020 دبي» والذي أسهم في الترويج المثالي لصورة دبي، ثم أعقبه مونديال قطر، حيث كانت دبي الوجهة الأولى للزوار، من بعد مباريات كأس العالم، فالأشخاص الذين زاروا قطر لحضور كأس العالم، قد زاروا الإمارات، إما قبل المباراة أو بعدها، وكان عاملاً مهماً للفت انتباه العالم كله إلى إمارة دبي.

بالطبع الزيادة السكانية التي شهدتها دبي، على مدار العام الماضي، عززت الثقة في مستقبل الإمارة وأسهمت بشكل أساسي في تحقيق مستويات قياسية من المبيعات السنوية، ومن المرشح استمرار هذه المستويات وتجاوزها، ويتضح ذلك من تعاملات أول شهرين من العام الجاري.

ولا يمكن أن ننكر أن النمو السكاني كان سبباً رئيساً في ارتفاع أسعار العقارات وزيادة معدل الإيجارات خلال العام الأخير، خصوصاً أن السكان الجدد، من ضمنهم عدد كبير من الأثرياء ورجال الأعمال، ما عزز الطلب على العقارات الفاخرة والفلل. دبي أصبحت موطناً أساسياً لعدد من المغتربين من جميع أنحاء العالم الذين قدموا إلى الإمارة، مع توفير فرص عمل جاذبة، واستمرار الفعاليات الترفيهية والبنية التحتية المتطورة.

مستشار عقاري

@moshaat

تويتر