الإمارة تستقبل 14.36 مليون زائر دولي في 2022

حمدان بن محمد: قوة قطاعنا السياحي وتعافيه في وقت قياسي يجعـل دبي نموذجاً للتميـز على مستوى العالم

صورة

كشفت دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، عن زيادة في أعداد الزوّار الدوليين إلى دبي خلال العام الماضي، حيث استقبلت الإمارة 14.36 مليون زائر دولي في الفترة من يناير وحتى ديسمبر 2022، بزيادة قدرها 97% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2021، الذي استقبلت خلاله المدينة 7.28 ملايين زائر، لتتجاوز بذلك مستويات تعافي قطاع السياحة العالمي والإقليمي.

وتشير هذه الأرقام إلى أن الإمارة تسير بثبات في طريقها لتكون واحدة من أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم بحسب أجندة دبي الاقتصادية «D33»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

وقال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، إن «النجاح الاستثنائي لقطاع السياحة في دبي والنمو السريع لهذا القطاع الحيوي والارتفاع الكبير في أعداد الزوار الدوليين في عام 2022، يعكس الرؤية السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتعزيز مكانة دبي كأفضل مدينة للعيش والعمل والزيارة».

وأضاف سموه: «إن هذا الأداء المميز، يعزّز من الدور المهم لقطاع السياحة ومساهمته في تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة للإمارة. وأيضاً يمهد الطريق لنا لتحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33»، مشيراً سموه إلى أن «قوة قطاعنا السياحي وتعافيه في وقت قياسي وفقاً للمقاييس العالمية، متجاوزاً مستويات تعافي قطاع السياحة العالمي والإقليمي، يساهم بشكل كبير في تحقيق هدف القيادة الرشيدة المتمثل في جعل الإمارة نموذجاً للتميز على مستوى العالم».

وأكد سمو ولي عهد دبي، حرص دبي على مواصلة العمل لتقديم قيمة مضافة لزوارها من أنحاء العالم كافة والارتقاء بالمقومات والأسس الكفيلة باستمرار هذا الأداء القوي لقطاع السياحة، بما يضمن لزوار دبي قضاء أوقات ممتعة خلال إقامتهم في دبي لترسيخ مكانة الإمارة وجهة سياحية عالمية رائدة وتحقيق أهدافها الطموحة في أن تصبح المدينة الأكثر استقطاباً للزوار الدوليين في العالم، منوهاً سموه بأن «الزيادة الكبيرة في أعداد الزوار الدوليين خلال عام 2022 تمثل مؤشراً لتنامي دور دبي في تعزيز انتعاش حركة السياحة والسفر العالمية ودليلاً على نجاحها في استقطاب أعداد كبيرة من الزوار الدوليين، بما يعزز مكانتها الرائدة على خارطة السياحة العالمية».

وقال سموه في تغريدة على موقع «تويتر» أمس: «نُعلن اليوم عن نتائج جديدة ضمن قصة نجاح دبي التي تقود الانتعاش الاقتصادي العالمي. خلال 2022، استقبلنا 14.36 مليون زائر دولي وهو ما يمثل ارتفاعاً بنسبة 97% مقارنة مع نتائج 2021، كما سجلت المنشآت الفندقية بدبي معدلات إشغال تُعد من ضمن الأعلى عالمياً».

وجهة عالمية

وأثبتت دبي، مع الإعلان أخيراً، تتويجها بلقب أفضل وجهة عالمية في جوائز اختيار المسافرين 2023 من موقع «تريب أدفايزر» للعام الثاني على التوالي، أن الأداء المتميز لقطاع السياحة، قد قارب من معدلات فترة ما قبل الجائحة، التي وصل فيها عدد الزوار الدوليين إلى 16.73 مليون زائر في عام 2019. فيما أظهرت أحدث بيانات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNWTO)، أن السفر بغرض السياحة قد شهد انخفاضاً بنسبة 37% في عام 2022 مقارنة بعام 2019. فيما شهدت منطقة الشرق الأوسط، أكبر زيادة نسبية في عدد الزوار، حيث ارتفعت أعداد الزوار للمنطقة لتصل إلى ما نسبته 83% من أعداد ما قبل الجائحة، بينما تجاوزت دبي هذا المعدل مسجلة نسبة 86%.نتائج إيجابية

وقال المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، هلال سعيد المري: «حقق قطاع السياحة في دبي نتائج إيجابية خلال العام الماضي عكست التقدم الملحوظ الذي شهدته المدينة على مدار العامين الماضيين، وذلك نتيجة تنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتحقيق رؤيته الطموحة في جعل دبي الوجهة المفضلة في العالم للعيش والعمل والزيارة. وعلى الرغم مما يشهده الاقتصاد العالمي من تغير مستمر، إلا أن دبي تمكنت من تحقيق نتائج مميزة في قطاع السياحة، وهو ما يؤكد دورها المهم ومساهمتها الواضحة في تعافي السياحة العالمية ونموها».

وأضاف: «إن استراتيجياتنا الفعالة ومبادراتنا المبتكرة، تعززان فينا الثقة لتحقيق الريادة خلال العقد المقبل في قطاع السفر العالمي والأعمال. فقد حافظت دبي على مواصلة النمو وتحقيق المزيد من الإنجازات في قطاع السياحة، كونها المدينة الأسرع نمواً في منطقة الشرق الأوسط، وذلك من خلال الدعم والشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب مجموعة من الاستثمارات الاستراتيجية والإجراءات التي تم اتخاذها على مستوى الدولة والتي أسهمت في استقطاب رواد الأعمال العالميين والموهوبين والمستثمرين، بالإضافة لجذب أعداد متزايدة للمدينة من المسافرين بغرض الأعمال أو الترفيه. وقد شجعنا ما حققه القطاع من أداء متميز، على تسريع وتيرة العمل وبذل جهود مضاعفة لتوفير المزيد من الفرص للكوادر الوطنية الموهوبة لتمكينها من الاستعداد جيداً للمستقبل، بما يتوافق مع التطورات المتسارعة لقطاع السياحة، وذلك كجزء من برنامج التوطين الهادف إلى تأسيس جيل مؤهل قادر على المحافظة على زخم القطاع واستدامته».

وتابع: «سنواصل تسريع الزخم خلال عام 2023 وما بعده من خلال التركيز على العناصر الرئيسة التي كان لها الفضل في تعزيز مكانة دبي لتصبح وجهة مفضلة للزيارة على مستوى العالم، ومن بينها النهج المتنوع للأسواق، وكذلك تنوع المقومات والعروض والتجارب السياحية التي تقدمها المدينة، بالإضافة إلى التعاون المتواصل والمثمر مع شركائنا، فضلاً عن تقديم قيمة استثنائية للضيوف من شتى أنحاء العالم».

الزخم السياحي

وعزز، الأداء المميز خلال عام 2022، من مكانة دبي في أسواقها التقليدية وكذلك تحقيق نمو قوي في المزيد من الأسواق الناشئة، حيث حافظت دبي خلال العام الماضي على مكانتها الرائدة بصفتها إحدى أبرز وجهات السفر الآمنة، حيث سجلت نمواً ملحوظاً في عدد الزوار القادمين من أبرز أسواقها الرئيسة.

وشكلت منطقتا أوروبا الغربية ودول مجلس التعاون الخليجي ما نسبته 21% من عدد الزوار الدوليين لدبي لكل منهما. كما شكلت منطقة جنوب آسيا ما نسبته 17% من إجمالي الزوار، وبلغت حصة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نسبة 12%، وهو ما يؤكد جاذبية دبي المستمرة للمسافرين من الأسواق القريبة. واستحوذت الأميركيتان على نسبة 7% من إجمالي نسبة الزوار الدوليين بحسب المنطقة، وأسهمت كل من منطقة شمال وجنوب شرق آسيا وكذلك منطقة إفريقيا بنسبة 5% لكل منهما، فيما بلغت نسبة الزوار من منطقة «أسترالاسيا» 2%.

من جهته، قال المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، عصام كاظم: «في ظل التطور المستمر والنمو المتزايد لدبي ضمن الرؤية الطموحة لقيادتنا الرشيدة وتماشياً مع أجندة دبي الاقتصادية (D33) التي تم إطلاقها أخيراً ومن بين مستهدفاتها أن تكون دبي ضمن أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم، فإننا ملتزمون دائماً باتخاذ خطوات متقدمة سواء في تطوير البنية التحتية أو زيادة العروض والتجارب والمعالم السياحية الجديدة التي تسهم في جعل كل زيارة لدبي مختلفة ومتميزة». وأضاف: «أسهم التنوع الكبير في العروض المتعددة والمقومات السياحية لوجهتنا، فضلاً عن كون دبي وجهة مفضلة للزيارة وآمنة ترحب بضيوفها من مختلف دول العالم، في الإعلان وللعام الثاني على التوالي بتتويجها بلقب أفضل وجهة عالمية في جوائز اختيار المسافرين 2023 من موقع (تريب أدفايزر). وهذا لم يكن ممكناً لولا الدعم المتواصل الذي قدمته الجهات المعنية والشركاء لتحفيز نمو السياحة ليس فقط في دبي، وإنما في العالم بأسره. إلى جانب إطلاق الحملات العالمية وأنشطتنا التسويقية التي جعلت من دبي واحدة من أبرز الوجهات العالمية المفضلة للزيارة. فيما نستعد لاستقبال المزيد من الزوار إلى دبي في عام 2023».

نمو متزايد في قطاع الضيافة

واصل قطاع الفنادق في دبي، الذي يعتبر جزءاً أساسياً من نمو قطاع السياحة في الإمارة أداءه القوي من خلال تحقيق نسب نمو مرتفعة في كل فئات ومعايير الضيافة.

وبلغ متوسط الإشغال للغرف الفندقية 73%، وذلك في الفترة من يناير وحتى ديسمبر 2022، وهي واحدة من أعلى المعدلات في العالم مقارنة بنسبة 67% المسجلة في عام 2021، ويقترب من مستويات عام 2019، والذي سجل فيه ما نسبته 75%.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الارتفاع حصل مع زيادة السعة الفندقية في دبي بنسبة 16% في 2022 مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2019. وبلغت السعة الفندقية في دبي مع نهاية العام الماضي 146.49 ألف غرفة في 804 منشآت فندقية، مقارنة مع 126.12 ألف غرفة كانت متوافرة في نهاية ديسمبر 2019 في 741 منشأة فندقية. وشهد إجمالي عدد المنشآت الفندقية في عام 2022 نمواً بنسبة 6% مقارنة بعام 2021، الذي سجل فيه 755 منشأة ضمت 137.9 ألف غرفة، وهو الأمر الذي يعكس مدى ثقة المستثمرين القوية في قطاع السياحة بدبي.

عدد الليالي والعائدات والسعر تتجاوز ما قبل الجائحة

تجاوز قطاع الفنادق مستويات ما قبل الجائحة عبر جميع المعايير الأخرى كعدد الليالي للغرف الفندقية المحجوزة، ومتوسط السعر اليومي، والعائدات من الغرف المتوافرة، حيث بلغ عدد الليالي للغرف الفندقية المحجوزة رقماً قياسياً بلغ 37.43 مليون ليلة في عام 2022، بزيادة قدرها 19% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2021 الذي سجل فيه 31.47 مليون ليلة، وزيادة بنسبة 17% على فترة ما قبل الجائحة في عام 2019، والتي وصلت إلى 32.11 مليون ليلة.

كما بلغ متوسط سعر الغرفة 536 درهماً في عام 2022، متجاوزاً بذلك معدلاتها في عام 2021 الذي سجل 451 درهماً بزيادة 19%، وعام 2019 الذي سجل 415 درهماً بزيادة 29%. ويبرز الأداء القوي لقطاع الفنادق أيضاً في نمو العائدات من الغرف المتوافرة، والتي حققت زيادة قدرها 30% مقارنة بعام 2021، وذلك من 301 درهم إلى 391 درهماً، وزيادة بنسبة 25% على فترة ما قبل الجائحة في عام 2019 الذي سجلت فيه 312 درهماً.

رقم قياسي بعدد الليالي للغرف الفندقية المحجوزة بلغ 37.43 مليون ليلة في 2022.

73 %

متوسط الإشغال للغرف الفندقية، وهي من أعلى المعدلات عالمياً.

تويتر