أكدوا أن الجمع بين العمل الخاص والوظيفة ممكن بشرط توفر الوقت والشغف والمعرفة

روّاد أعمال: «الوظيفة» خطوة أولى نحو الاستقلال المهني

صورة

أفاد روّاد أعمال بأن الجمع بين الوظيفة بدوام والعمل الخاص يساعد الشباب الراغبين في إطلاق مشروعاتهم الخاصة، وفق شروط عدة من بينها القدرة على تنظيم الوقت واختيار النشاط المناسب والموازنة بين العمل والحياة الشخصية، لافتين إلى أن معظم المشروعات الصغيرة والمتوسطة تحتاج إلى رأس المال اللازم لبدء النشاط، والذي يمكن أن توفره الوظيفة كبداية.

وقالوا، لـ«الإمارات اليوم» إن الوظيفة خطوة أولى نحو الاستقلال المهني، وإن الراغبين في الاستقلال المهني لا يجب أن يتوقفوا عند الوظيفة، بل يجب عليهم البدء في عملهم الخاص، داعين الشباب إلى التفكير خارج الصندوق وبدء العمل المهني والنشاط التجاري الذي يسعون إليه.

وأشاروا إلى أن هناك العديد من النماذج الناجحة في عالم ريادة الأعمال، قرروا عدم التوقف عن ممارسة وظائفهم، عند بدء نشاطهم التجاري الخاص.

وتفصيلاً، قال رائد الأعمال، عادل كلداري، إن «الجمع بين الوظيفة والعمل الخاص ليس أمراً صعباً، بل يكون أحياناً حتمياً، أمام رائد الأعمال الذي يحتاج إلى تمويل لنشاطه الخاص»، مضيفاً أن «بدء العمل الخاص بمثابة استثمار للدخل الذي يحققه الشخص من وظيفته». وأضاف أن «الشباب الذين يخططون لإطلاق عملهم الخاص، يجب أن يركزوا على تنظيم الوقت وترتيب أولوياتهم اليومية»، لافتاً إلى أنه يجب تنظيم الوقت بين الوظيفة والعمل الخاص، بحيث لا يتعارض الأخير مع الوظيفة ولا يؤثر عليها سلباً.

ورأى كلداري أن نجاح العمل الخاص يمكن أن يكون خطوة نحو ترك الوظيفة وبدء الاستقلال المهني، مشيراً إلى أن الشباب يجب أن يدرسوا خطواتهم بصورة شاملة من حيث نوعية النشاط التجاري الذي يرغبون فيه، ومدى توفر الخبرة المطلوبة للعمل في هذا النشاط.

من جانبه، قال رائد الأعمال، أحمد المهيري، إن «الجانب الأساسي في الجمع بين الوظيفة والعمل الخاص، هو تنظيم الوقت وإدارته بشكل صحيح»، موضحاً أن «منح الوظيفة، الوقت اللازم لإنجازها بطريقة منظمة، يمنح الشاب الوقت الكافي لإطلاق شغفه في العمل الخاص وبدء مشروعه الصغير»، مشيراً إلى أهمية الإخلاص في العمل، سواء الوظيفة أو العمل الخاص، باعتباره طريق النجاح، إذا اقترن بالخبرة والمعرفة والتنظيم وترتيب الأولويات، ودراسة السوق.

ورأى المهيري أن «هناك عنصراً مهماً يجب أن يتوافر في شخصية رائد الأعمال، وهو الصبر وعدم استعجال النجاح»، لافتاً إلى أن «العمل الذي تتوافر فيه كل عناصر النجاح، لابد له أن ينجح، لكنه قد يستغرق وقتاً حتى يحقق أهدافه، لذا فإن الصبر هو عامل نفسي مهم يعزز هذا الجانب».

وبين أن الشغف وحده لا يكفي لبدء العمل الخاص، فالخبرة عامل مهم جداً، لذلك يمكن لرائد الأعمال أن يعطي في البداية، الوقت لتعلم ودراسة جوانب النشاط الذي يسعى للدخول فيه، سواء عبر الدورات التدريبية أو الدراسة أو حتى العمل من دون مقابل مادي لاكتساب الخبرة والمعرفة.

بدوره، قال رائد الأعمال، سعود بالشالات إن «الجمع بين العمل الخاص والوظيفة، هو مسؤولية كبيرة أمام الشباب الموظفين الذين يرغبون في بدء أعمالهم الخاصة، إذ تتطلب جهداً كبيراً للتنسيق بين الجانبين ومنح كل منهما المجهود والتركيز والوقت اللازم لإنجاحهم».

وأضاف أن «الأولوية يجب أن تكون للوظيفة، التي توفر الدخل الأساسي، وهو جانب أخلاقي مهم، ولا يجب أن يتعارض العمل الخاص مع الوظيفة، خصوصاً إذا كانت وظيفة حكومية أو عمل في خدمة عامة، إذ يجب الفصل تماماً بين الجانبين».

ورأى بالشالات، أن «أول خطوة في ممارسة العمل الخاص، هي دراسة جدوى المشروع من الجوانب كافة، ومنها مدى قدرة الشخص على التوفيق بين المشروع والوظيفة»، مؤكداً أهمية الابتعاد عن ممارسة هذا الأمر بصورة عشوائية، وإلا سيؤدي ذلك لنتائج سلبية، ليس فقط على العمل الخاص، وإنما على الوظيفة التي تعد مصدر الدخل الرئيس للشخص.

ودعا إلى التوفيق بين الأوقات اللازمة للوظيفة والعمل الخاص، إذ إن الموازنة بينهما أمر مهم جداً لنجاح الشخص في حياته العملية والخاصة، موضحاً أن من أهم الصفات التي يجب أن تتوافر في رائد الأعمال، هي المثابرة والاستمرارية، لافتاً إلى أهمية البعد عن تكرار المشروعات والتقليد، واتخاذ الخطوات كافة التي تكفل النجاح والتطور، ومنها دراسة الجدوى والحصول على الدعم الفني من الجهات المختصة.

من جهتها، قالت رائدة الأعمال، أليسا المياحي، إن «روّاد الأعمال يجب أن يبحثوا عن نشاط يجمع بين شغفهم والطلب في الأسواق»، لافتة إلى أن «رحلة ريادة الأعمال متشابهة جداً بالنسبة لمعظم أصحاب الأعمال، بصرف النظر عما يبيعونه أو مكان عملهم». وأضافت أن المنتج النهائي ليس هو ما يجب أن يتحمس له رائد الأعمال، وإنما يجب أن يتحمس لعمل شيء جديد، واكتشاف الأشياء التي يمكن أن تؤدي للتغير والتأثير.

وقالت المياحي إنه يجب تحقيق التوازن بين العمل الخاص والوظيفة، والتأكد من حصول الشباب على دخل قوي وثابت من عملهم، قبل ترك الوظيفة، موضحة أن الاستقلال الوظيفي قد يستغرق سنة أو سنتين، لذا يجب على الشباب تخصيص وقت بعد العمل أو خلال عطلات نهاية الأسبوع لعملهم الخاص.

شغف الشباب

نصح رائد الأعمال، عادل كلداري، الشباب ببدء الأعمال التي يشعرون بالشغف حولها، وهو أمر مهم خصوصاً أن إنجاز الأعمال التي يحبها الشخص، يدفعه إلى تحسينها وتطويرها وبذل الجهد، من أجل الحصول على أفضل النتائج، لافتاً إلى أهمية مواصلة الجهد في الوظيفة باعتبارها مصدراً رئيساً للدخل والاستثمار والتوفير ومنحها الوقت والجهد اللازمين لأدائها على أكمل وجه، مشيراً إلى ضرورة أن يبحث الشاب عن الجهات التي يمكنها دعمه مالياً ومعرفياً عند بدء العمل الخاص وهو ما يساعده على فهم طبيعة ريادة الأعمال وتوسع فرص النجاح فيها.

تويتر