دبي الرابعة عالمياً في نمو قيمة العقارات السكنية الفاخرة

أفادت "سَفِلز"، الشركة المتخصصة عالمياً في مجال الاستشارات العقارية، بأن أسواق عقارات المدن السكنية في العالم حافظت على مرونتها في النصف الأول من عام 2022، وذلك من خلال الدراسة النصف سنوية التي أجرتها حول قيم رأس المال للعقارات السكنية الفاخرة وإيجاراتها في 30 مدينة رئيسة عالمية. وسجلت دبي أداءً قوياً في كِلا التقييمين للفترة المنتهية في شهر يونيو، وهو ما ظهر واضحاً في مؤشر "سَفِلز" للمساكن الفاخرة في المدن العالمية.

وبالنسبة لقيم رأس المال، حجزت المدن الأميركية المراتب الأولى على مؤشر "سَفِلز"، فيما شكلت دبي المدينة الوحيدة غير الأميركية التي تنجح في الدخول إلى قائمة أفضل خمس مدن من حيث نمو قيمة العقارات، حيث جاءت في المرتبة الرابعة.

وارتفعت أسعار العقارات الفاخرة في الإمارة بنسبة 4.7% خلال النصف الأول من العام، ومن المتوقع أن يتواصل النمو القوي لرأس المال فيها لباقي عام 2022. وشهدت قيم رأس المال في المدن الثلاثين المشمولة في مؤشر "سَفِلز" نمواً وسطياً بنسبة 2.4%.

ويُتوقع أن تواصل دولة الإمارات وإمارة دبي، استقطاب الأفراد من أصحاب الملاءة المالية العالية بدرجة أكبر مما كانت عليه قبل أزمة "كوفيد-19"، بفضل نجاح برنامج الإقامة الذهبية واستمرار تدفق هؤلاء الأفراد. وتشير توقعات شركة "هنلي آند بارتنرز"، المتخصصة باستشارات الجنسية والإقامة، إلى انتقال 4 آلاف شخص من أصحاب الملايين إلى دولة الإمارات في عام 2022، ما يمثل أربعة أضعاف مستويات ما قبل الأزمة الصحية. وتواصل الإمارة الاستثمار بالبنية التحتية والارتقاء بعروضها الترفيهية والسياحية، بهدف استقطاب المواهب والأعمال وتوفير بيئة مواتية لهم على المدى الطويل.

وتميزت دبي عن غيرها من أفضل المدن العالمية المشمولة في المؤشر، مثل ميامي ولشبونة وكيب تاون، بفضل التوجه المتنامي نحو الطقس الدافئ والمساحات الأوسع، بالإضافة إلى جودة الحياة التي توفرها.
وجاءت ميامي في المرتبة الأولى من حيث نمو قيمة رأس المال في النصف الأول من عام 2022، حيث سجلت نمواً نصف سنوي بنسبة 12.5%، وذلك بفضل انخفاض الضرائب والحياة عالية الجودة فيها والتي شجعت على الهجرة إليها من مدن أمريكية أخرى. وسجلت مدن أمريكا الشمالية الأداء الأقوى في 2022 حتى الآن، تلتها مدن أوروبية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت هيلين تاتهام، رئيسة شؤون العقارات السكنية الفاخرة في دبي لدى سَفِلز: "تتوقع دراستنا استقرار وسطي نمو قيمة رأس المال في المدن الثلاثين المشمولة فيها عند 2.2% في النصف الثاني من عام 2022، بانخفاض بسيط عن نسبة 2.4% المُسجلة خلال النصف الأول من العام. وتتمتع دبي بمقومات تؤهلها لتصدّر مؤشر الأداء للفترة المتبقية من العام الحالي، ومن أبرز هذه المقومات التحسينات المستمرة في السياسات، كان آخرها منح ميزات إضافية لحاملي الإقامة طويلة الأمد (التأشيرة الذهبية)، فضلاً عن توفير حياة عالية الجودة للجميع. وتكتسب فكرة الاستقرار في دبي زخماً متنامياً، فضلاً عن بروز الإمارة بوصفها الوجهة الأولى للإقامة طويلة وقصيرة الأمد لأصحاب الملاءة المالية العالية".

تفوق النمو في إيجارات العقارات السكنية الفاخرة على نمو قيمة رأس المال في المدن العالمية خلال النصف الأول من عام 2022، حيث ارتفعت الإيجارات بمعدل 3.1% على مؤشر سَفِلز للمساكن الفاخرة في المدن العالمية، مقارنةً بنسبة 2.4% شهدتها قيم رأس المال.

وجاء هذا النمو مدفوعاً بتراجع العرض وارتفاع الطلب وحركة الهجرة إلى المدن التي رفعت قيود السفر عن حدودها في نهاية 2021، فضلاً عن انتعاش حركة السفر المتعلقة بممارسة الأعمال، ورغبة المتسوقين بتجربة المنازل قبل شرائها، والتركيز على المنازل نتيجة تحول نموذج العمل التقليدي إلى نموذج العمل عن بُعد.

وشهدت إيجارات العقارات السكنية في دبي نمواً سريعاً بنسبة 5.3%، مدفوعةً بتوجهات أنماط الحياة التي شهدتها أسواقٌ أخرى. كما احتلت الإمارة المرتبة الثالثة لأفضل وجهة في العالم للمسؤولين التنفيذيين العاملين عن بُعد، بحسب دراسة سابقة أجرتها سَفِلز، وذلك بفضل تنوع برامج الإقامة، وبيئة الأعمال المواتية التي توفرها، وسهولة التنقل، واستقرار سوق العقارات الفاخرة فيها.

وسجلت الإيجارات في نيويورك مستويات قياسية، حيث ارتفعت بنسبة 8.5%، وذلك بسبب ضعف العرض على المساحات الأوسع وارتفاع الطلب عليها، ما يعني استعداد المستأجرين لدفع مبالغ أكبر للحصول عليها. وتلتها سنغافورة ولندن ولشبونة وميامي ولوس أنجلوس، حيث حقق كلٌّ منها نمواً بنسبة لا تقل عن 5.5%.

وتصدرت دبي، إلى جانب نيويورك ولوس أنجلوس، قائمة المدن من حيث إيرادات العقارات السكنية، محققةً نسبة تزيد عن 4.5% منذ يونيو 2021. وحافظ العائد الإجمالي المتوسط على نسبة 3% خلال ستة أشهر حتى يونيو 2022 في جميع المدن التي يشملها المؤشر.

ومن جهته، قال سوابنيل بيلاي، مدير قسم الأبحاث في الشرق الأوسط لدى شركة سَفِلز: "تحافظ إيجارات العقارات السكنية الفاخرة على آفاق إيجابية نظراً لكونها الخيار المفضل في حال تراجع العرض. كما يُعد الإيجار خياراً عملياً للراغبين باختبار موقع محدد قبل التقيّد بالتزام مُكلف وطويل الأمد. وتحافظ مساحات المعيشة الواسعة والخارجية على جاذبيتها بالنسبة للأشخاص الذين يعملون عن بُعد وبشكل هجين".