دبي تؤكد مكانتها كأكثر مدن العالم انفتاحاً بفعاليات عالمية وأنشطة متنوعة

تواصل دبي تأكيد مكانتها كواحدة من أكثر مدن العالم انفتاحاً وترحيباً بالزوار من مختلف أنحاء العالم في الوقت الذي تسعى فيه مدن عالمية كبرى للتغلب على تبعات الأزمة التي ألمت بالعام منذ مطلع العام 2020، إذ كان لدبي السبق في فتح أجوائها أمام حركة الطيران العالمية في السابع من يوليو من العام ذاته، بفضل تحركها بالغ السرعة واستراتيجية العمل متكاملة الأركان التي مكنت العودة إلى ذات معدلات الأداء القوية في العام 2019، لكافة قطاعاتها الحيوية ومن أهمها قطاع السياحة والسفر الذي يشهد اليوم تحقيق أرقام قياسية جديدة بفضل جملة من الأنشطة والفعاليات العالمية التي أسهمت في جذب أعداد متنامية من الزوار من شرق العالم وغربه.

وخلال العام 2021، نجحت دبي بالتعاون مع الشركاء في القطاعين العام والخاص في استقطاب 120 فعالية أعمال عالمية، سواء للعام ذاته، أو للأعوام التالية، وقد حضر ما تم تنظيمه من تلك الفعاليات خلال العام 2021 نحو 70 ألف من المسؤولين الحكوميين، وصنّاع القرار، والخبراء، ما يؤكد مكانة دبي، باعتبارها وجهة مفضلة لاستضافة الفعاليات العالمية لرسم مستقبل العديد من القطاعات الحيوية وتعزيز دور الابتكار في دفع عجلة النمو الاقتصادي.

وقد حافظ "مطار دبي الدولي" على المركز الأول في صدارة المطارات الدولية الأكثر ازدحاماً في العالم للسنة الثامنة على التوالي، حيث استقبل 29.1 مليون مسافر خلال عام 2021 لتتجاوز حركة الركاب السنوية التوقعات الأولية لعدد المسافرين بزيادة نسبية تقدر بنصف مليون مسافر نتيجة لزيادة حركة الطيران خلال الربع الأخير من العام. فيما تشير التوقعات الأولية إلى أن حركة الركاب السنوية في مطار دبي الدولي من المنتظر أن تصل إلى 55.1 مليون مسافر بنهاية عام 2022.

ويأتي هذا الإنجاز كثمرة للخطوات النوعية التي اتخذتها دبي وقطاع الطيران فيها والتي سرعت من معدلات التعافي والتي مهدت لاستضافة النسخة الأكبر والأضخم من معرض دبي للطيران ليشكل بذلك أول حدث عالمي ومعرض جوي رئيسي يتم إقامته منذ بداية الجائحة العالمية، إضافة إلى عودة الطاقة التشغيلية في مطار دبي الدولي بنسبة 100 في المائة مع إعادة فتح الكونكورس D والكونكورس A في مبنى الركاب رقم 1 فضلا عن ترحيب المطار بانضمام شركات طيران جديدة من شأنها ربط دبي بوجهات عديدة حول العالم.

وقد تصدّر معرض "إكسبو 2020 دبي" المشهد السياحي في دبي مع انطلاق أعماله في الأول من أكتوبر 2021 وحتى 31 مارس 2022، ضمن دورة هي الأكبر في تاريخ المعرض العالمي العريق الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى العام 1851 وهي الأولى التي يتاح لكل دولة مشاركة أن يكون لها جناحها الخاص، بمشاركة 192 دولة، حيث استقطب الحدث على مدار 182 يوماً 24 مليوناً و102 ألف و967 زيارة.  

وتحت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل" كان الحدث العالمي مع أول انعقاد له في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، أول حدث بهذا الحجم الضخم يتم تنظيمه على مستوى العالم منذ بداية الجائحة، فيما مثّل فرصة نموذجية لتمكين دول العالم المشاركة من اكتشاف فرص جديدة للانطلاق نحو المستقبل وإبرام شراكات وصفقات تمكن العالم من استعادة أنشطته الاقتصادية لعافيتها، فضلا عن الأثر الكبير للحدث كأهم محفل للتبادل الثقافي والمعرفي على مستوى العالم، حيث تبارت الدول العارضة في الترويج لما تملكه من فرص استثمارية وقدرات اقتصادية فضلا عما تتمتع به من موروث ثقافي ومخزون معرفي بالغ التنوع.

وشكلت القمة العالمية للحكومات مع انعقادها برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، نهاية شهر مارس 2022، أكبر تجمع حكومي على مستوى العالم منذ بداية الجائحة مطلع العام 2020، حيث استقطبت القمة أكثر من 30 منظمة دولية و4 آلاف شخصية من رؤساء الدول والحكومات ورؤساء المنظمات الدولية والإقليمية ونخبة الخبراء ومستشرفي المستقبل، ورواد الأعمال وقادة القطاع الخاص، لاستشراف مستقبل الحكومات وتصميم المسارات وابتكار الحلول التي تخدم الإنسانية.

"القرية العالمية" والتي تعد إحدى أكبر المنتزهات الثقافية في العالم، وتتفرد بمكانتها كالوجهة العائلية الأولى للثقافة والتسوق والترفيه في المنطقة، تمثل أحد أهم الأنشطة السنوية التي تؤكد مكانة دبي كقبلة سياحية رئيسية في المنطقة، بما تضمه من تنوع كبير كمحفل يجمع بين التفاعل الثقافي والمتعة لكافة أفراد العائلة، وقد اختتمت القرية في السابع من مايو الجاري موسمها السادس والعشرين والذي كان انطلق في 26 أكتوبر الماضي، محققة رقماً قياسياً في أعداد الزوار بلغ 7.8 مليون ضيفاً.  

شهدت القرية العالمية تطوراً ملحوظاً لتصبح وجهةً رئيسية للعروض الترفيهية متعددة الثقافات التي ترتقي بتجارب الضيوف من المنطقة والعالم إلى مستويات جديدة. وجاء ذلك تزامناً مع الحركة السياحية النشطة التي شهدتها دولة الإمارات العربية المتحدة، كواحدة من أكثر الوجهات العالمية إقبالاً مع توافد ملايين الضيوف إليها لزيارة إكسبو 2020 دبي

اُختتمت مؤخراً في دبي النسخة التاسعة والعشرين من معرض "سوق السفر العربي" والتي استقطبت على مدار أربعة أيام من الانعقاد في مركز دبي التجاري العالمي، أكثر من 23.000 زائر، حيث اجتمع قادة الصناعة في المنطقة والعالم لرسم ملامح مستقبل السفر والسياحة الدولية، وقد شهد المعرض مشاركة 1500 جهة عارضة من 150 دولة بمعدل نمو يزيد عن 100% على أساس سنوي، ما يدلل على المكانة المرموقة التي تتمتع بها دبي كمركز ثقل نوعي في مجال السياحة العالمية، ونقطة انطلاق قوية للقطاع من خلال التقاء القائمين عليه لرصد المزيد من فرص النمو خلال المرحلة المقبلة.

وعلى صعيد الأداء السياحي للإمارة، استقبلت دبي 3.97 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم خلال الفترة ما بين يناير ومارس 2022، محققةً زيادة تجاوزت 214 بالمئة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2021 والذي سجلت فيه 1.27 مليون زائر، ما يؤكد مكانة الإمارة كوجهة مفضلة للزوار الدوليين، وذلك بعد أن نجحت في زيادة ثقة المسافرين بها  كوجهة آمنة من خلال تطبيقها الإجراءات الوقائية لضمان صحة وسلامة ضيوفها.

وقد حلّت دبي في المركز الأول على قائمة أفضل وجهات العالم للمسافرين لعام 2022، وفقاً لموقع "تريب أدفايزر"، وقد وصلت نسبة متوسط الإشغال الفندقي خلال الربع الأول من العام الجاري إلى 82 بالمئة، متجاوزةً نظيرتها في وجهات كبرى على خارطة السياحة العالمية، وخلال شهر مارس 2022 استقبلت دبي 1.78 مليون زائر دولي، بزيادة 11 بالمئة مقارنة مع 1.61 مليون زائر في مارس 2019. وحققت فنادق دبي نمواً ملحوظاً خلال الربع الأول من 2022 مع وصول معدل السعر اليومي للغرفة إلى (649 درهماً)، ومدة إقامة النزلاء (4.3 ليلة)، وعدد الليالي المحجوزة "مبيت" (10.22 مليون ليلة)، بالمقارنة بالأرقام المسجلة في ذات الفترة من عام 2019 وهي 498 درهما لمعدل السعر اليومي للغرفة، و3.5 ليلة لطول مدة إقامة النزلاء، و8.63 مليون بالنسبة لعدد الليالي المحجوزة.

وأسهمت عوامل مثل استمرار الاستثمار المحلي والدولي في القطاع، في زيادة عدد الغرف الفندقية، مع تسجيل زيادة بواقع 8 بالمئة في عدد المنشآت الفندقية، و10 بالمئة في أعداد الغرف بالمقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2021. وبات بإمكان ضيوف دبي الاختيار من بين ما مجموعه 769 منشأة فندقية، و140,192 غرفة فندقية، بالمقارنة مع 716 منشأة فندقية، و117,434 غرفة خلال الربع الأول لعام 2019 قبل بدء جائحة "كوفيد-19".

­وتشغل دبي مكانة متقدمة عالمياً كإحدى الجهات المتميزة في مجال "سياحة الطعام" حيث فازت بالمركز الأول عن فئة "محبي المدن" و الرابع عن فئة "محبي الطعام" ضمن جوائز اختيار المسافرين من "تريب أدفايزر" لعام 2022، في إنجاز يعكس مدى جاذبية دبي في هذا المجال، إذ استطاعت أن تعزز من مكانتها كعاصمة عالمية لفنون الطهي لاسيما مع الإعلان عن انضمامها إلى عائلة دليل "ميشلان"، والإعلان عن وصول علامة "غولت آند ميلاو" الرائدة والمختصة في تجارب الطعام الفاخرة إلى المدينة.

كما تمكن 16 مطعماً من مطاعم دبي في حجز مواقع لها على قائمة أفضل 50 مطعماً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بينما تحتضن دبي أكثر من 12 ألف مطعم ومقهى، ترسم معاً مشهد المأكولات والمشروبات العالمي الرائع في المدينة والمستوحى من ثقافات ما يزيد على 200 جنسية مختلفة.

وأقيمت في دبي خلال الفترة من 2 إلى 15 مايو الدورة التاسعة من "مهرجان دبي للمأكولات" بتنظيم "مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة"، إحدى مؤسسات دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، للاحتفاء بالمكانة العالمية لدبي باعتبارها عاصمة فنون الطهي في المنطقة، مع استعراض أشهى المأكولات والأطباق من شتى بلدان العالم، حيث جمع المهرجان الذواقة في رحلة استثنائية لاختبار التنوع الكبير في فنون الطهي في المدينة التي تتوافر فيها أشهى ما تقدمه المطابخ العالمية الشهيرة، فضلا عما يشتهر به المطبخ الإماراتي من مأكولات أصيلة ومتميزة.

وفي إطار المكانة المتميزة التي تحظى بها دبي في عالم الرياضة، وقدرتها على استضافة وتنظيم أكبر البطولات العالمية وأقوى المنافسات الدولية، استضافت دبي، العديد من الفعاليات الرياضية الكبرى، ومن أبرزها نهائيات بطولة كأس العالم للكريكت لعام 2021 في نسختها السابعة بمشاركة 16 منتخباً من مختلف قارات العالم.

وتحتشد أجندة دبي الرياضية على مدار العام بالعديد من البطولات العالمية التي يترقبها عشاق الرياضة حول العالم، والتي تسهم في زيادة أعداد الزوار الدوليين: "كأس دبي العالمي"، والذي يعد من أغلى سباقات الخيل حول العالم وتصل جائزة شوطه الرئيسي إلى 12 مليون دولار، فيما يستقطب الحدث أقوى الخيول وأهم المُلَّاك وأمهر الفرسان والمدربين من مختلف أنحاء العالم.

ومن بين البطولات الكبرى التي تستضيفها دبي "بطولة دبي ديزرت كلاسيك" والتي تستقطب أكبر نجوم رياضة الغولف من حول العالم ، و"بطولة سوق دبي الحرة للتنس" التي فاز الروسي أندريه روبليف المصنف الثاني على البطولة والسابع عالمياً بكأس دورتها الثلاثين التي عقدت في شهر فبراير الماضي.

وتواصل دبي تعزيز جاذبيتها كأفضل مدينة للعيش والعمل والزيارة في العالم بتنويع ما تقدمه من خيارات تلاقي كافة المتطلبات، وبما هيأته من أجواء آمنة تحفظ على الزوار سلامتهم وتضمن لهم سعادتهم في مختلف الأوقات، فضلاً عن الطيف الواسع من الفعاليات التي تستقطب المشاركين والزوار من مختلف أنحاء العالم استناداً إلى العديد من العوامل المشجعة على ذلك ومن أهمها موقعها الجغرافي المتوسط والتنوع الكبير في نسيجها الثقافي والمجتمعي، وقدراتها المتميزة في مجالات السفر والسياحة والتي تعد من الأرقى والأكثر كفاءة وجودة على مستوى العالم.   

 

تويتر