مساحة حرة

الرسائل الواضحة هي مفتاح نجاح التنمية المستدامة

رغم أن القطاع العقاري يمثل جزءاً كبيراً من اقتصاد دولة الإمارات، فإن المشروعات المستدامة لا تزال مفهوماً جديداً في الدولة. فقد كانت مدينة الشارقة المستدامة ثالث مشروع مستدام تم الإعلان عنه في دولة الإمارات، بعد مدينة مصدر في أبوظبي، والمدينة المستدامة - دبي. كما كان المشروع الأول من نوعه الذي يتم إطلاقه داخل إمارة الشارقة.

وفي القطاع المستدام تعدّ تقنيات البناء وأفضل الممارسات المرتبطة بالتنمية العقارية المستدامة جديدة نسبياً. ونتيجة لذلك، فهناك بعض التردد بين المستثمرين تجاه المشروعات المستدامة، على الرغم من أنّ معظم مخاوفهم غير مبررة. ومن أمثلة تلك المخاوف، «كلفة شراء وصيانة المشروعات المستدامة أغلى ثمناً»، أو «أنّ إدارتها معقدة»، أو «أنها لا تحتوي على فوائد ملموسة». وكلّ هذه التساؤلات إنما هي مفاهيم خاطئة يجب معالجتها.

فكلفة بناء المنازل المستدامة ليست أغلى ثمناً من بناء المنازل التقليدية، طالما تم أخذ الاستدامة في الحسبان في التصميم منذ البداية بدلاً من إضافته لاحقاً خلال مرحلة البناء والتطوير. وإضافة إلى ذلك، سيستفيد المستثمرون وأصحاب المنازل من التوفير في فواتير المياه والطاقة.

ولسوء الحظ، قد لا يكون مستثمرو العقارات على دراية بالعديد من المفاهيم المحيطة بالتنمية المستدامة، مثل إدارة الطاقة والتخزين، وتكنولوجيا المنازل الذكية، والتصميم الذكي وغيرها. وعندما يتعلق الأمر بأوضاعهم المالية، يميل الناس إلى تجنب المخاطر، ويفضلون الاستثمارات التي يشعرون بأنها آمنة.

ولكل هذه الأسباب، فإنّ إدارة استراتيجية التسويق والاتصال بشكل صحيح من أجل التنمية المستدامة تعتبر عاملاً أساسياً في نجاح هذه المشروعات. كما أنها تمثل تحديات فريدة لا تواجهها المشروعات التقليدية.

وتعدّ الرسائل الواضحة والمباشرة ضرورية لتوضيح فوائد المشروعات المستدامة بالكامل كبديل عن المشروعات التقليدية. حيث يجب التعبير عن المفاهيم المعقدة في التكنولوجيا والبناء بطريقة بسيطة يمكن للجميع فهمها، وإبراز فوائدها لمُلّاك المنازل والستثمرين.

فمثل هذه المشروعات نادرة، وبالتالي فإن تتابع المعرفة والتعلم بشكل علني وشفاف أمر بالغ الأهمية لبناء مجتمعات أفضل. فلا توجد وصفة سرية نتبعها، ولكننا في مدينة الشارقة المستدامة كنا متمسكين منذ اليوم الأول في مشاركة خبراتنا وابتكاراتنا مع المجتمع.

ومن المهم أيضاً شرح كيف تدعم المشروعات المستدامة رؤية وأهداف الأجندة الخضراء لحكومة دولة الإمارات، وكذلك أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، من خلال تنفيذ أفضل الممارسات المستدامة والإسهام في اقتصاد أخضر بالاعتماد على الطاقة المتجددة وإعادة تدوير النفايات والمياه.

والمفتاح لذلك يكمن في عدم إقناع المستثمرين بشراء العقارات فحسب. بل في إقناعهم بالشراء في المفهوم الكامل للمشروعات المستدامة، من أجل الحصول على الفوائد قصيرة وطويلة الأجل التي تقدمها.

فعلى المدى القصير، يجب أن يفهم المُلّاك المزايا الاقتصادية الفورية التي يمكن أن توفرها المساكن المستدامة. أمّا على المدى الطويل، فمن المهم للمستثمرين ومُلّاك المنازل وعامة الناس، أن يفهموا أن الآثار الاجتماعية والبيئية الإيجابية لمثل هذه المشروعات ضرورية لتحقيق الرفاهية لأجيالهم المستقبلية. المشروعات المستدامة لا تزال مفهوماً جديداً في الدولة.

* مدير التسويق في مدينة الشارقة المستدامة

 

تويتر