«كوفيدــ19» ترفع الاعتماد على الطباعة ثلاثية الأبعاد و«الأتمتة»

أكد مسؤولون تنفيذيون في قطاعات صناعية وبحثية محلية، أن المتغيرات التي فرضتها جائحة فيروس كورونا «كوفيدــ19» انعكست على قطاع الصناعة المحلية، الذي أصبح أكثر اعتماداً على خدمات الطباعة ثلاثية الأبعاد، وأنظمة الأتمتة.

وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» على هامش المشاركة في المعرض المصاحب لأعمال «القمة العالمية للصناعة والتصنيع» التي أنهت أعمالها في مركز دبي للمعارض، أخيراً، أن الجائحة تركت تأثيرات متعددة على قطاعات الصناعة من أبرزها رفع الوعي بخدمات الطباعة ثلاثية الأبعاد، ونمو الطلب عليها، بعد اضطرابات سلاسل الإمداد، وتأخر وصول الشحنات الخاصة بقطع الغيار المستخدمة في الصناعة وارتفاع كلفة الشحن.


تأثيرات متعددة


وقال خبير حلول التصنيع في شركة «ثري دي ميدل إيست»، عبد الكريم سيد، إن جائحة «كوفيدـ19» كان لها تأثيرات متعددة على قطاع الصناعة المحلية، من أبرزها ارتفاع الطلب على خدمات الطباعة ثلاثية الأبعاد، إذ أسهمت الجائحة في زيادة وعي الشركات بتلك التقنيات، والاعتماد عليها بنسب أكبر.

وأوضح أن الجائحة أفرزت متغيرات تتعلق بصعوبات الخدمات اللوجيستية من دول متعددة، سواء عمليات تأخير وصول الشحنات، أو انخفاض الإنتاج في عدد من الشركات العالمية الموردة لقطع الغيار والخامات المستخدمة في مجالات صناعية عدة، أو ارتفاع كلف الشحن بنسب كبيرة.


وأكد أن كل تلك العوامل أسهمت في تحول عدد كبير من الشركات الصناعية المحلية، إلى خدمات الطباعة ثلاثية الأبعاد في السوق المحلية، مع توفير القطع محلياً خلال وقت أقصر، وكلفة أقل مقارنة بالشحن والتوريد الخارجي.


وقدّر نمو الاعتماد على خدمات الطباعة ثلاثية الأبعاد في قطاعات الصناعة المحلية خلال العامين 2020 و2021، بما يتجاوز 100% مقارنة بالفترة التي تسبق ظهور الجائحة.


وأشار إلى أن الطباعة ثلاثية الأبعاد كانت تعاني سابقاً من ضعف الوعي بها، لكن الجائحة غيرت ذلك، خصوصاً في المجالات الطبية، وصناعة المركبات.


خدمات الأتمتة

بدوره، قال مدير المبيعات والتوزيع المحلي في شركة «الجميل للصناعات الغذائية»، حسام عبد اللطيف، إن لعامي الجائحة انعكاسات وتغييرات إيجابية على قطاعات الصناعة، من أبرزها اللجوء بشكل أكبر إلى خدمات الأتمتة وأنظمة العمل الهجينة.


وأضاف أن الجائحة غيرت من آليات العمل في المصانع المحلية بنسب متباينة، سواء مع تطبيق خدمات تتعلق بالإئتمتة في عمليات التخزين، والنقل، والمناولة، أو حتى تتعلق بتبني إدارات الشركات لخطط جديدة تعتمد على التوسع بشكل أكبر في خطط الأتمتة.


تحولات ملحوظة

من جهته، قال مسؤول المبيعات التنفيذي في مصنع «البركة للتمور»، حبيب أحمد، إن عدداً كبيراً من المصانع المحلية اتجه، وتحت ضغوط تأثيرات «كورونا»، إلى الاعتماد بشكل أكبر على خدمات الطباعة ثلاثية الأبعاد، وذلك مع انخفاض الكلفة مقارنة بأسعار الشحن والتوريد من الخارج والتي شهدت ارتفاعات كبيرة خلال الفترات الأخيرة.

وأضاف أن هناك تحولات ملحوظة في قطاع الصناعة المحلية، بدعم من متغيرات فرضتها الجائحة في أنظمة العمل، التي توسعت في «الأتمتة» سواء في عمليات النقل، أو التخزين والمناولة، أو حتى في أنظمة الإنتاج، وذلك عقب التأثيرات التي جاءت مع الجائحة، والإضطرار إلى خفض الاعتماد على العمالة المتواجدة بأعداد كبيرة في مواقع الإنتاج، واضطرار البعض للاغلاق فترات، أو لتطبيق اشتراطات تتعلق بالتباعد الجسدي، نظراً لمتطلبات السلامة في مواجهة انتشار فيروس «كورونا».

 

خطط السياسات

في السياق نفسه، عتبر الرئيس التنفيذي لـ«مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار»، حسين المحمودي، أن قطاع الصناعة المحلية بعد جائحة «كوفيدـ19» شهد متغيرات عدة مقارنة بفترات ما قبلها.

وقال إن الجائحة غيرت من خطط وتوجهات السياسات التي يعتمد عليها رؤساء الشركات، إذ أصبح من اللافت الاعتماد بشكل أكبر على خدمات الطباعة ثلاثية الأبعاد التي أصبحت تجد رواجاً خلال فترات ذروة الجائحة، مع صعوبة الاستعانة بالتوريد الخارجي، إضافة إلى نمو الاعتماد على الحلول التقنية في إدارة أعمال المصانع، سواء فيما يتعلق بعمليات الإدارة للموارد البشرية، وخطوط الإنتاج والمناولة والنقل والتخزين.

 

تويتر