عكست مسيرة تطوّر الدولة ومشروعاتها الكبرى

مشاركات الإمارات في «إكسبو» تاريخٌ من التكريم والتميز

صورة

تتجه أنظار العالم نحو دولة الإمارات، وتحديداً إمارة دبي، لمتابعة الحدث الأبرز لهذا العام، وهو استضافة «إكسبو 2020 دبي»، أول «إكسبو» دولي تستضيفه المنطقة العربية والشرق الأوسط، الذي يُقام تحت شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل».

استضافة دبي لـ«إكسبو 2020 دبي»، جاءت بعد العديد من المشاركات الناجحة لدولة الإمارات في معارض «إكسبو» الدولية بدوراتها المتتالية، حيث شاركت الإمارات في العديد منها، واستطاعت أجنحتها أن تنافس أجنحة الدول الكبرى المشاركة في تلك المعارض، وتستقطب ملايين الزوّار الذين حرصوا على الاطلاع على تاريخ الدولة، وما حققته من إنجازات ضخمة في فترة وجيزة، لتصبح واحدة من الدول العصرية، ثم مركزاً ثقافياً واقتصادياً وعمرانياً في المنطقة.

قبل الاتحاد

مشاركة الإمارات في هذه المعارض بدايتها كانت عام 1970، أي قبل قيام الاتحاد، عندما شاركت أبوظبي في معرض «إكسبو» الذي أقيم بمدينة أوساكا اليابانية، تحت شعار «التقدم والوفاق من أجل الإنسان»، وشهد هذا الحدث كشف النقاب عن «برج الشمس»، وسيارة كهربائية مبتكرة، كما عرض صخرة من القمر كان أحضرها، أخيراً، روّاد مركبة أبولو، ليستقطب بذلك أكثر من 64 مليون زائر، وهو يعد من الأرقام المرتفعة في تاريخ «إكسبو» حتى الآن.

من إسبانيا إلى هانوفر

أما أول مشاركة الإمارات، بعد قيام الاتحاد، في معارض «إكسبو» العالمية، فكانت عام 1992 بمعرض إشبيلية في إسبانيا، الذي دار موضوعه عن عصر الاكتشافات، واستمر ستة أشهر، ثم جاءت المشاركة في معرض «إكسبو» لشبونة عام 1998، وحققت المشاركة في معرض هانوفر عام 2000 أصداء إيجابية واسعة، كما اختير جناح الإمارات واحداً من الأجنحة الـ10 الأولى في المعرض، وكان تصميمه على هيئة قلعة الجاهلي التي شيدها الشيخ زايد الأول في مدينة العين عام 1898، وسلط الجناح الضوء على أوجه التشابه بين دولة الإمارات من جهة، وشعار المعرض «الإنسان والطبيعة والتقنية من جهة أخرى».

جوائز وإشادة

وشاركت الإمارات في «إكسبو» سرقسطة بإسبانيا عام 2008، حيث حصل الجناح الإماراتي على الجائزة الذهبية، وكان الأفضل بين معارض 120 دولة، فقد اعتمد على التكنولوجيا المتطورة التي تقوم على توظيف الصوت والصورة لإبراز معالم حضارة الإمارات ما بين الماضي والحاضر والمستقبل، وتجعل الزائر يشعر بأنه انتقل إلى الإمارات، مع التركيز على تجاربها منذ أكثر من 2000 عام حول جلب مياه الشرب بنظام الأفلاج، وكيفية توزيعها على السكان، وهو ما تماشى مع شعار المعرض في تلك الدورة «المياه والتنمية المستدامة».

مشاركات بارزة

ومن المشاركات البارزة للإمارات، مشاركتها في معرض «إكسبو شنغهاي 2010» بالصين، حيث تميز جناح الدولة بتصميم يحاكي شكل اثنين من الكثبان الرملية المستوحاة من الطبيعة الصحراوية لدولة الإمارات، ووصل ارتفاع الكثيب الأعلى إلى 20 متراً، كما تميز تصميمه المستدام، الذي وضعته «شركة فوستر أند بارتنرز» للتصميم المعماري، وهو ما أهّل الجناح للفوز بالعديد من الجوائز المرموقة من «جمعية إلينوي للمهندسين الإنشائيين»، و«المجلس الوطني لجمعيات المهندسين الإنشائيين».

وتواصلت نجاحات الإمارات في مشاركاتها بمعارض «إكسبو» العالمية، فحاز جناح الدولة في «إكسبو يوسو ‬2012»، الميدالية الفضية ضمن مجموعة الفئة الأولى، تقديراً لعرضه الإبداعي، وحمل المعرض، الذي أقيم بمدينة يوسو الساحلية في كوريا الجنوبية، شعار «المحيطات والشواطئ البحرية الحية»، وهو الشعار الذي يرتبط عميقاً بدولة الإمارات التي تفخر بتاريخ بحري عريق، وعكس الجناح الإماراتي المشارك في المعرض التزام الدولة بالتنمية المسؤولة وحماية سواحلها وبيئتها البحرية الطبيعية.

ميلانو تسلّم العلم لدبي

وشاركت دولة الإمارات في «إكسبو ميلانو 2015» بإيطاليا، الذي أقيم تحت شعار «تغذية كوكب الأرض.. طاقة للحياة»، بالجناح الأكبر في تاريخ المعرض، إذ امتد على مساحة 4300 متر مربع، وكان يتسع لما يراوح بين 7000 و7500 زائر في الساعة.

وفاز الجناح بجائزة «أفضل تصميم خارجي»، في حين حصل المجلس الوطني للإعلام، الذي يتولى التنظيم والإشراف على أجنحة الدولة في معارض «إكسبو» الدولية، على شهادة شرفية من مجلة «العارضين» الدولية في المسابقة التي نظمتها، عن أفضل أجنحة الدول وأفضل الجهات المنظمة لهذه الأجنحة المشاركة في معرض «إكسبو ميلانو 2015»، كما شهد هذا المعرض تسليم العلم للإمارات، بعد فوز دبي باستضافة «إكسبو 2020»، ليكون الحدث الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، وذلك بعد منافسة قوية في التصويت مع كل من «يكاترينبرغ» الروسية و«إزمير» التركية و«ساو باولو» البرازيلية، إذ حصلت دبي على تأييد 116 من أصوات أعضاء المكتب الدولي للمعارض، الذي ينظم معارض «إكسبو» العالمية، الذين لهم حق التصويت، والبالغ عددهم 164 عضواً.

من «صحراء ليوا» إلى أستانا

وشاركت دولة الإمارات في «إكسبو أستانا» عام 2017 في كازاخستان، الذي أقيم تحت شعار «طاقة المستقبل»، وقدم جناح الدولة تجربة مميزة لتسليط الضوء على أبرز مبادرات ومشروعات الدولة على المستويين المحلي والدولي، حيث لعبت دوراً مهماً في دعم التنمية المستدامة والاقتصاد القائم على المعرفة.

«إكسبو» للبستنة

أما معرض «إكسبو بكين 2019»، وهو من الفعاليات الدولية المتخصصة في البستنة، فشارك فيه أكثر من 110 دول ومنظمات دولية، تحت شعار «عِش حياة خضراء، عِش حياة أفضل»، وسلط جناح الإمارات فيه الضوء على جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، في تنمية وتطوير القطاع الزراعي بالدولة، وبلغت مساحة الجناح نحو 1850 متراً مربعاً، منها 80% حديقة، و20% بناء من المساحة الكلية، وركز على استراتيجية الإمارات الخضراء، ومشروعها الوطني لتخضير الصحراء وإنجازاتها وابتكاراتها في المجال الزراعي.

• أبوظبي شاركت في معرض «إكسبو»، الذي أقيم في مدينة أوساكا اليابانية عام 1970، تحت شعار «التقدم والوفاق من أجل الإنسان».

 

إحصاءات

أشارت إحصائية صدرت من المجلس الوطني للإعلام، الجهة المنظمة والمشرفة لأجنحة دولة الإمارات في معارض «إكسبو» العالمية، في عام 2015، إلى أنه تم تنظيم سبع دورات لـ«إكسبو» منذ عام 1992، وشاركت دولة الإمارات بأجنحة متميزة فيها، وبلغ عدد الزائرين لأجنحة الإمارات نحو 13.4 مليون زائر، منهم أربعة ملايين زاروا جناح الدولة في «إكسبو إشبيلية» بإسبانيا عام 1992، ونحو 1.3 مليون زائر لجناح الإمارات في «إكسبو لشبونة» بالبرتغال عام 1998، ونحو 2.5 مليون زائر في «إكسبو هانوفر» بألمانيا عام 2000، ونحو 1.3 مليون زائر لجناح الإمارات في «إكسبو سرقسطة» بإسبانيا عام 2008، ونحو 1.3 مليون زائر في «إكسبو شنغهاي» بالصين عام 2010، ونحو 1.2 مليون زائر لجناح الإمارات في «إكسبو يوسو» بكوريا الجنوبية عام 2012.

«إكسبو».. ما هو؟

منذ افتتاح المعرض الكبير الأول عام 1851 في لندن، ظل «إكسبو» العالمي أضخم الفعاليات الكبرى وأطولها من حيث مدة انعقاده، وينظم الحدث المكتب الدولي للمعارض وتستمر فعاليات «إكسبو» خلال فترة زمنية تراوح بين ثلاثة وستة أشهر، يجتذب خلالها ملايين الزوار الذين يدفعهم الفضول إلى استكشاف واستطلاع الأجنحة والمعارض والفعاليات الثقافية، بما في ذلك مختلف البلدان والمنظمات متعددة الأطراف وكبرى الشركات، وتُعقد معارض «إكسبو» في الغالب كل خمس سنوات، وتنقسم إلى فئتين، الأولى فئة «المعارض الدولية العامة» والثانية فئة «المعارض الدولية المتخصصة»، وتُقام المعارض كل خمس سنوات، ويستمر المعرض ستة أشهر، أما المعارض الدولية المتخصصة فتقام كل عامين ولمدة ثلاثة أشهر.

تويتر