مسؤولو فنادق: الإمارة تتصدّر قائمة البلدان والمناطق الأكثر جذباً للسياح

دبي تحافظ على مكانتها العالميـة «وجهة آمنة»

صورة

قال مسؤولون في القطاع الفندقي إن دبي حافظت على استقرار أعمال قطاعي السياحة والضيافة، خلال جائحة فيروس «كورونا»، مسجلة معدلات إشغال هي الأعلى عالمياً، كما نجحت بشكل مبتكر في الحفاظ على مكانتها العالمية القوية «وجهة آمنة»، وتصدّرت قائمة البلدان والمناطق الأكثر جذباً للسياح من كل أنحاء العالم، نظراً لما تتمتّع به من مقومات تجمع بين الراحة والترفيه والسياحة في الوقت نفسه.

وشدّدوا لـ«الإمارات اليوم»، على هامش المشاركة في فعاليات سوق السفر العربي 2021، على أن نجاح عملية التطعيم سيكون جوهرياً لتعزيز ثقة أي مسافر يرغب في تكرار زيارته، مشيرين إلى أن العروض ميسورة التكاليف، وحزم الإقامة التي تشتمل على مجموعة واسعة من المزايا ذات القيمة المضافة، أسهمت في إيجاد سوق محتملة تستقطب زوّار دبي من ذوي الميزانيات المحدودة أيضاً.

نجاح التطعيم

وقال نائب الرئيس في قسم الإيرادات والمبيعات والتوزيع في «مجموعة حياة للفنادق»، بول دالغليش، إن «دبي حافظت على استقرار أعمال قطاعي السياحة والضيافة، وبقيت، بحسب شركة (إس تي آر) المتخصصة في الدراسات والبحوث الفندقية، من أفضل أسواق الفنادق أداءً حول العالم، وذلك مع نسب ومعدلات إشغال تتعافى أسرع من الأسواق الأخرى، وعبر مختلف قطاعات الفنادق». وكشف أن المجموعة أطلقت باقة الإقامة الطويلة، لتلبية الطلب المتزايد على الإقامات الطويلة في الخارج أثناء العمل عن بُعد.

وأضاف دالغليش أن «استجابة الحكومة أتت سريعة للغاية في ظل الظروف الفريدة، من خلال مجموعة من العمليات والبروتوكولات المنظمة والمرتبطة بالنظافة وبسلامة العاملين».

وتابع: «بفضل التخطيط الدقيق لحركة الملاحة الجوية، ومستويات النظافة والسلامة في الخدمات على متن الطائرات، بقيت معظم الحدود مفتوحة حيثما أمكن ذلك، مع تعزيز ثقة المسافر العالمي طوال فترة انتشار الجائحة، وهنا لابدّ من القول إنّ نجاح برنامج التطعيم الوطني في الإمارات، سيساعد الدولة تماماً على الاستفادة من التعافي المستمر».

وأكد دالغليش أن نجاح عملية التطعيم سيكون جوهرياً لتعزيز ثقة أي مسافر يرغب في تكرار زيارته للبلاد، لافتاً إلى أنه مع الاهتمام المستمر ببروتوكولات النظافة، سيشعر الضيوف بالراحة حين يوجدون في المدينة.

وأوضح أنه «نظراً لأن دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي تقدم فعاليات ومبادرات مبتكرة، فإنه يُتاح للمقيمين وللزوّار الأجانب على حدّ سواء، تجربة أفضل ما في الإمارة من دون أي شعور بالقلق، مع اتباع إجراءات سلامة ونظافة عالمية المستوى في مختلف نواحي رحلاتهم».

حدود مفتوحة

بدوره، قال المدير الإداري الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط لمجموعة «ستاي ويل» للضيافة، كولين بيكر، إن «تقارير صادرة عن وزارة الاقتصاد الإماراتية تكشف أن فنادق الدولة كانت ثاني أكثر فنادق العالم ازدحاماً بعد الصين خلال عام 2020، مرجعاً ذلك في المقام الأول إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها حكومة الإمارات لاحتواء انتشار جائحة (كوفيد-19) أثناء تشجيع السياحة المحلية، واتخاذ التدابير اللازمة لتسريع وتيرة انتعاش قطاع الفنادق».

ولفت إلى أن الدولة استقبلت 14.8 مليون سائح قضوا ما معدله 3.7 ليال فندقية في 1089 فندقاً خلال عام 2020، بمعدل إشغال فندقي بلغ 54.7%، وفقاً لبيانات منظمة السياحة العالمية ومجلس الإمارات للسياحة.

وتابع: «شهدنا تأثيرات إيجابية طالت المسافرين المحليين كنتيجة لما أبدته الحكومة الإماراتية من ابتكار ومرونة، في إطار جهودها الرامية لتقديم الحوافز وإطلاق المبادرات، وإيجاد الفرص المناسبة لتسريع وتيرة تعافي قطاع السياحة عبر فنادقنا في الدولة، مع تسجيل زيادة كبيرة في أعداد النزلاء، معظمهم من إمارات أخرى خارج دبي».

ورأى بيكر أن «قرار دبي بإبقاء حدودها مفتوحة خلال فترة الجائحة، يشكل واحداً من أبرز العوامل المسهمة في دعم قطاع الفنادق خلال هذه الأوقات الصعبة، فضلاً عن إطلاق حملات ترويجية، مثل حملة (أجمل شتاء في العالم)، التي أسهمت في تنشيط السياحة الداخلية ورفع نسب الإشغال، وإطلاق الهوية السياحية الإماراتية الموحدة، وتشكيل مجلس الإمارات للسياحة، إضافة إلى قرارات استحداث تصريح إقامة العمل الافتراضي، والتأشيرة السياحية المتعددة مرات الدخول التي صدرت أخيراً، وكل ذلك يسهم في دفع عجلة السياحة ورفع الإشغال».

بروتوكولات وعروض

وأضاف بيكر: «صاحب هذا الأمر تطبيق بروتوكولات صارمة في مجالي الصحة والنظافة العامة، أسهمت بشكل كبير في طمأنة المسافرين بتوافر مستويات عالية من السلامة عند زيارة دبي. وباعتبارها تقدم صورة مدينة تلتزم بأرقى معايير الصحة والسلامة المعمول بها عالمياً، فقد نجحت هذه الخطوات في جعل دولة الإمارات خياراً رئيساً للضيوف من رجال الأعمال والسياح، ما انعكس بوضوح من خلال بلوغ معدلات الإشغال الفندقي في دولة الإمارات المرتبة الثانية عالمياً».

ولفت بيكر إلى أن عروض المنتجات والخدمات في دبي تتفوق على نظيرتها في معظم الأسواق الأخرى حول العالم، كنتيجة للإقبال الكبير على عروضها الفندقية، مبيناً أنه في الوقت الذي لاتزال فيه دبي تشتهر بتوفير تجارب إقامة فاخرة، فإن ما توفره من تجارب إقامة ميسورة التكاليف، كان موضع التركيز الرئيس خلال فترة الجائحة.

وأكد أن عوامل مثل مخزون الغرف الكبير، وتأثيرات الجائحة على أعداد الزوّار، مكّن الفنادق من إطلاق العنان للأفكار الإبداعية عبر مختلف عروضها، والترويج للعديد من حزم الإقامة ذات القيمة المضافة، التي لاقت استحسان الأسواق الرئيسة على المستويين الدولي والمحلي.

وتابع: «أسهمت دائرة الضوء التي سلطت على العروض ميسورة التكاليف وحزم الإقامة التي تشتمل على مجموعة واسعة من المزايا ذات القيمة المضافة، في إيجاد سوق محتملة تستقطب زوّار دبي من ذوي الميزانيات المحدودة»، مشيراً إلى أن هذه العروض بعثت رسالة واضحة مفادها قدرة جميع الأشخاص على الاستمتاع بتجارب لا تُنسى، والإقامة في فنادق عالمية المستوى، وممارسة عدد لا يُحصى من الأنشطة السياحية الممتعة التي توفرها دبي دون الحاجة إلى إنفاق مبالغ طائلة.

استجابة سريعة

إلى ذلك، قال العضو المنتدب المدير العام لمجموعة فنادق «بارسيلو» في منطقة الشرق الأوسط وآسيا، خوسيه كانالز، إنه «بفضل استجابة حكومة دبي السريعة، فقد عادت الأعمال تدريجياً إلى طبيعتها في المدينة»، لافتاً إلى أنه على الرغم من أن القطاع لم يبلغ بعد معدلات ما قبل الجائحة من حيث إشغال الغرف الفندقية، فقد شهدنا ارتفاعاً ثابتاً وبطيئاً في معدلات الإشغال، مقارنة بالأسواق العالمية التي لاتزال تخضع لقيود السفر ولإغلاق تام.

وبيّن أنه على الرغم من أن القيود المفروضة على السفر عالمياً خلّفت تأثيراً كبيراً على قطاع الضيافة، فإن دبي نجحت بشكل مبتكر في الحفاظ على مكانتها العالمية القوية «وجهة آمنة»، لافتاً إلى أن حكومة دبي دعمت قطاع الضيافة من خلال تسليط الضوء على السياحة المحلية، وإطلاق حملات فاعلة مثل مبادرة «أجمل شتاء في العالم».

وتابع: «كان لهذه الحملات تأثير في السياحة المحلية، فارتفع الطلب مثلاً على (الإقامات الطويلة)، وعلى تمضية العطلات داخل البلاد»، مشيراً إلى أنه منذ بداية الجائحة، فقد تمّ تسليط الضوء تماماً على تعزيز بروتوكولات رفاهية الضيوف وسلامتهم، في وقت شهد فيه قطاع الضيافة زيادة في تنفيذ التدابير الوقائية للصحة والسلامة، إضافة إلى تزويد الضيوف بأفضل وسائل الراحة والمرونة المتاحة، وهذا ما يمكن ملاحظته بشكل واضح، من خلال زيادة الطلب على الحلول التي تقوم على عدم التلامس.

ولفت كانالز إلى أن المشروعات الجديدة المتوقعة تتماشى مع «رؤية دبي 2030»، و«خطة دبي الحضرية 2040» اللتين تحدّدان إطاراً للمشروعات والمبادرات الضخمة التي تركز على تنمية البنية التحتية المستدامة في دبي، مؤكداً أن سوق دبي في طليعة الابتكار والتقنيات، وهذا ما يجعل دبي باعتبارها الوجهة السياحية المشهورة عالمياً، مرشحاً مثالياً، وخير مثال على ذلك معرض «إكسبو 2020 دبي»، حيث طوّرت الإمارة وبسرعة البنية التحتية المحيطة بموقع المعرض، ما يثبت عزمها على التحوّل إلى مركز عالمي للتقنيات والابتكار.

الأكثر جذباً

في السياق نفسه، قال المدير العام لشركة «ويجو» المتخصصة في قطاع خدمات السفر والحجوزات عبر الإنترنت لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والهند، مأمون حميدان، إن «دبي تصدرت قائمة البلدان والمناطق الأكثر جذباً للسياح من كل أنحاء العالم، لما تتمتع به من مقومات تجمع بين الراحة والترفيه والسياحة في الوقت نفسه».

وأضاف: «يشكل نجاح القطاع السياحي في الإمارات نموذجاً يحتذى به العديد من الدول، لاسيما أن دولة الإمارات استطاعت أن تعزز مكانتها على خارطة السياحة والسفر العالمية، لتصبح واحدة من أهم وأكبر الوجهات السياحية العالمية».

وأكد حميدان أن دبي تصدّرت حجوزات الفنادق خلال الجائحة في السياحة المحلية والعالمية أيضاً، لافتاً إلى أن جهود الدولة في السيطرة على الجائحة لم يكن لها مثيل، وعززت ثقة المسافرين، في وقت اتبعت فيه الفنادق أعلى معايير السلامة لتأمين تجربة آمنة للمسافرين كافة، وقدمت باقات مميزة لأفراد العائلة كافة، مع تسهيلات ومرونة بالحجوزات، والإلغاء، ما أسهم في زيادة الطلب على حجوزات الفنادق.

وتابع: «شهدنا من خلال موقعنا زيادة في الحجوزات للسياحة بغرض الأعمال إلى دبي خلال مارس الماضي، إذ ازدادت الحجوزات بنسبة 19% عن الشهر السابق، في وقت نتوقع فيه أن تشهد الحجوزات السياحة بغرض الأعمال تعافياً ملحوظاً مع اقتراب موعد (إكسبو 2020 دبي)، ومواصلة الفعاليات والمؤتمرات في المنطقة».

سياحة محلية

أما المدير العام لشركة «أسكوت» المحدودة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا والهند، فينسنت ميكوليس، فقال: «إن حكومة دبي بذلت جهوداً تستحق أن نشيد بها في إطار استجابتها للجائحة، إذ أثمرت برامج التطعيم والتعقيم الوطنية عن عودة تدريجية لأنشطة الأعمال والأسواق».

وأضاف: «من المتوقع أن تعزّز (رؤية دبي 2030)، و(خطة دبي الحضرية 2040) وتنعكس إيجاباً على تدفق المسافرين إلى المدينة»، مؤكداً أن السوق جاهزة لهذه المشروعات، لاسيما في ظل الفعاليات والمعارض الكبيرة التي تستعد الإمارات لاستضافتها في المستقبل القريب.

ولفت ميكوليس إلى تركيز «دبي للسياحة» جهودها على ترويج السياحة المحلية، من خلال إطلاق عدد من الحملات، مثل حملة «أجمل شتاء في العالم» لتشجيع المقيمين والمواطنين على استكشاف مناطق الجذب السياحي في المدينة بشكل آمن، مع الالتزام بالأنظمة المحلية المتعلقة بالصحة والسلامة، مؤكداً أن هذه الحملات عززت بدورها عروض تمضية العطلات في البلاد وعروض الإقامات الطويلة، ما دعم استمرار قطاع الضيافة في البلاد.

حركة التعافي

شهدت دبي منذ يوليو 2020 نمواً في قطاع السياحة، إذ استقبلت أكثر من 1.7 مليون زائر بين شهري يوليو وديسمبر 2020. وارتفع عدد الزوّار الدوليين من 40 ألفاً في يوليو 2020 إلى 560 ألفاً في ديسمبر الماضي، ليمثل 33% من إجمالي عدد القادمين في الشهر نفسه من عام 2019.

ووفقاً لدائرة السياحة والتسويق التجاري، فقد عكست حركة التعافي وتزايد أعداد الزوّار في النصف الثاني من عام 2020 مدى فاعلية النهج الذي اتبعته دبي في تجاوز هذا التحدي غير المسبوق، وأتاحت لها مواصلة هذا الزخم في عام 2021، الذي استقبلت فيه أكثر من 1.26 مليون زائر دولي خلال الربع الأول.

«حياة سنتريك» في «لا مير»

قال نائب الرئيس في قسم الإيرادات والمبيعات والتوزيع في «مجموعة حياة للفنادق»، بول دالغليش، إن «لشركة (حياة) في الإمارات ستّ علامات تجارية، وأكثر من 3500 غرفة فندقية».

وكشف عن تعاون مع شركة «وصل للضيافة» لإطلاق علامة تجارية جديدة هي «حياة سنتريك» بمنطقة «لا مير» في وقت لاحق من العام الجاري، لافتاً إلى إلى أن الفندق سيكون الأول لعلامة «حياة سنتريك» في المنطقة.

17.4 ألف غرفة فندقية جديدة

كشف المدير الإداري الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط لمجموعة «ستاي ويل» للضيافة، كولين بيكر، أن الدراسة البحثية الخاصة بالربع الأول من عام 2021، التي أجرتها شركة «جونز لانغ لاسال» للاستشارات والأبحاث العقارية (جيه إل إل)، توقعت إضافة 16 ألف غرفة فندقية جديدة في دبي و1400 غرفة فندقية في أبوظبي خلال عام 2021.

وستلبي الوحدات الجديدة مستويات الطلب في المواقع غير المخدّمة خلال الوقت الراهن، فيما يمثل هذا الأمر للنزلاء فرصة مناسبة لتحصيل خيارات أوسع من باقات الإقامة الفندقية في السوق.

لكن من الناحية الأخرى، فإن هذا الأمر سيولد ضغوطاً على مستويات إشغال جميع الفنادق، وضغوطاً أكبر على متوسط السعر اليومي للغرفة الفندقية، فالتوقعات الصادرة عن خبراء القطاع تشير إلى أن متوسط السعر اليومي لن يعود إلى مستويات عام 2019، قبل عام 2023 أو حتى 2024 على أقرب تقدير.

تويتر