مساحة حرة

«إكسبو 2020 دبي» يرسّخ مكانة الإمارات

تمثل المعارض العالمية منصّات للدول المضيفة لعرض مدنها وإبراز ثقافتها في السوق العالمية، وترسيخ علاقاتها الدولية. ومن المؤكد أن يقدم «إكسبو 2020 دبي» حدثاً رائعاً، سيتيح لدبي إظهار تألقها وابتكاراتها وإنجازاتها وإمكاناتها الهائلة للتأسيس لمستقبل مشرق أمام جمهور عالمي.

ومع اقتراب المعرض من انطلاقته، يتساءل كثيرون عما إذا كانت دبي ستكون قادرة على ضمان نجاح الحدث، على غرار دوراته السابقة، في خضم حالات عدم اليقين الناجمة عن وباء فيروس «كورونا» (كوفيد-19).

بالنظر إلى الدورات السابقة، ولو رجعنا إلى دورة شنغهاي، فإننا نجد أن المدينة استقبلت أكبر عدد من الزوار في عام 2010، وسجلت رقماً قياسياً بلغ 73 مليون زائر، وعندما استضافت ميلانو معرض «إكسبو» في 2015، شهدت صناعة الضيافة والخدمات التجارية ارتفاعاً راوحت نسبته بين 1.3 و4.2% على مدار العام، وتم ضخ ستة مليارات يورو من خلال الاستثمار الأجنبي المباشر في غضون ثلاثة أشهر. وفي المقابل، استضافت اليابان أيضاً دورة ناجحة لـ«إكسبو 2005»، حضرها نحو 22 مليون زائر، منهم 880 ألفاً من دول أجنبية.

ومع وجود الوباء، اتخذت دبي على المستوى المحلي خطوات كبرى لدعم القطاع الخاص، منها حزمة التحفيز الاقتصادي التي وصلت قيمتها إلى 1.5 مليار درهم، وعندما ظهر الوباء في الربع الأول من عام 2020، خفضت الحكومة فواتير المياه والكهرباء بنسبة 10%، وتم تخصيص صندوق بقيمة 50 مليار درهم لضمان استمرارية الأعمال واستقرارها.

كما أظهرت دبي مستوى عالياً من القوة في استعداداتها للمعرض، حيث لوحظ على نطاق واسع تحقيق النمو المتوازن بفضل التغييرات في السياسات، والتنفيذ القائم على توظيف التكنولوجيا والابتكار في الاستدامة والبنية التحتية. وتتوقع المدينة نمواً مزدهراً في عدد من القطاعات، مثل البناء والسياحة والضيافة، كما تتطلع إلى جذب استثمارات ضخمة إلى القطاع العقاري والحلول البيئية والقطاعات العامة بفضل المعرض.

وفقاً لبيان صادر عن اللجنة العليا لمعرض «إكسبو 2020 دبي»، تم الكشف عن أن إجمالي الناتج المحلي سيبلغ 24.2 مليار درهم، بينما يشير تقرير صادر عن وكالة «إيرنست آند يونغ» إلى أن اقتصاد دبي سيرتفع إلى نحو 33.4 مليار دولار، مع استعداد الدولة لاستضافة ملايين الزوّار رغم الوباء. كما ستسهم قطاعات مثل تنظيم الأحداث والبناء والضيافة بمبلغ 68.9 مليار درهم، و27 مليار درهم، و11.4 مليار درهم على التوالي.

وسيتم استثمار مبلغ إجمالي قدره 40.1 مليار درهم في البنية التحتية والأصول الرأسمالية، مع تخصيص 53.5 مليار درهم للبنية التحتية العامة والفعاليات.

كما تم دمج الاستدامة والتكنولوجيا بشكل كبير في المعرض، إذ سيوفر مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الطاقة النظيفة وإقامة محطات الشحن للسيارات الكهربائية، وستتم تغطية القباب والمظلات بالألواح الشمسية، مع استخلاص المياه من الرطوبة والهواء من حولها، ما يعني تسجيل ثورة في مصادر الطاقة المستدامة.

لقد اشتهرت دبي على مدى تاريخها بصنع المعجزات، وقبلت التحدي المتمثل في جعل «إكسبو 2020 دبي» المعرض الأكثر ارتباطاً بالعالم من خلال التقنيات الرقمية في تاريخ الحدث.

الرئيس التنفيذي - «عزيزي للتطوير العقاري»

تويتر