«بادري»: «الجائحة» حفّزت مشروعات للتحوّل إلى الخدمات الرقمية

انخفاض الإيرادات وصعوبة الوصول إلى المتعاملين أبرز تحديات رائدات الأعمال خلال «كورونا»

رائدات الأعمال يواجهن صعوبات أبرزها نقص البيانات اللازمة عن الأسواق ومحدودية التمويل. من المصدر

فرضت تداعيات جائحة «كورونا» تحديات عدة أمام رائدات الأعمال بالدولة، أبرزها تراجع المبيعات والإيرادات، وصعوبة الوصول إلى المتعاملين، بحسب أكاديمية «بادري»، الذراع التأهيلية لمؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، المسؤولة عن برنامج «بادري لريادة الأعمال».

وأشارت «بادري» في تصريحات لـ«الإمارات اليوم» إلى أن الجائحة انعكست على مشروعات رائدات وسيدات الأعمال في الدولة، عبر زيادة التحفيز في التحوّل إلى الخدمات والتسويق عبر الأنظمة الرقمية، لافتة إلى أن عدداً من رائدات الأعمال يواجهن صعوبات، من أبرزها صعوبة الموازنة بين المسؤوليات المنزلية والمهنية، إلى جانب صعوبة الوصول إلى الأسواق، ونقص البيانات اللازمة عن الأسواق، ومحدودية التمويل.

تأثيرات الجائحة

وتفصيلاً، قالت مديرة أكاديمية «بادري»، الذراع التأهيلية لمؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، المسؤولة عن برنامج «بادري لريادة الأعمال»، الدكتورة منى آل علي، إن «تداعيات وتأثيرات جائحة (كوفيد-19) طالت جميع الأسواق والاقتصادات حول العالم، وليس فقط رائدات الأعمال، لكن يمكن الإشارة إلى أن قطاع ريادة الأعمال والشركات الناشئة عموماً، تأثرت بتداعيات الجائحة، عبر تحديات عدة، من خلال انخفاض نسبة المبيعات بشكل كبير، نتيجة تغير النمط الاستهلاكي لدى الأفراد، وبالتالي تراجع الإيرادات. كما واجهت رائدات الأعمال صعوبة في الوصول إلى المتعاملين للحصول على المواد الأولية، إلى جانب الصعوبة في الوصول للمستهلك».

وأضافت أنه «بهدف التخفيف من تبعات تلك الأزمة، استطاعت رائدات الأعمال مواءمة أعمالهن مع بيئة الأعمال الجديدة، عبر السماح للموظفين بإمكانية العمل عن بُعد، وتحويل خدمات الشركات إلى إلكترونية، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لعمليات الترويج والتسويق، حيث حفزت الجائحة العديد من مشروعات ريادة الأعمال إلى التركيز على الخدمات الرقمية».

التواصل

وأوضحت أن «المرحلة الحالية التي يشهدها العالم، جرّاء انتشار جائحة (كورونا)، تتطلب من رائدات الأعمال التواصل أكثر مع كل الأطراف ذات العلاقة بعملهن من موظفين وعملاء للخروج بأفكار تسهم في التغلب على تحديات المرحلة».

وأشارت إلى أن «مواجهة تأثيرات الجائحة تتطلب من رائدات الأعمال في الدولة تعزيز مهاراتهن في أساسيات التجارة الإلكترونية، والمحافظة على التوسع في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والعمل على التسويق بطرق احترافية، وتقديم خدمات نوعية للجمهور، وابتكار الوسائل التي تضمن بقاء شركاتهن على تواصل دائم».

وأفادت آل علي بأن «هناك عدداً من الصعوبات والتحديات التي تواجه رائدات الأعمال بشكل عام ولا ترتبط بظروف الجائحة، وتتمثل أبرزها في الخوف من الفشل، والحاجة إلى الإرشاد والاطلاع على تجارب السوق، والتزود بالمعرفة الحديثة في الإدارة، والتسويق والتواصل مع الجمهور، وتقديم صورة واضحة للمؤسسة أو المشروع والتعريف بمزاياه».

مسؤوليات منزلية

وأشارت إلى أن «هناك تحديات من نوع آخر، مثل صعوبة الموازنة بين المسؤوليات المنزلية والمهنية، وهو تحد غالباً ما تواجهه النساء في منطقتنا العربية، إلى جانب صعوبة الوصول إلى الأسواق، ونقص البيانات اللازمة عن الأسواق، ومحدودية التمويل».

وأوضحت أن «هناك عدداً من الإرشادات والنصائح التي يمكن لرائدات الأعمال الاستعانة بها عند توجههن إلى مجال ريادة الأعمال، حيث تحتاج رائدات الأعمال بشكل عام إلى التغلب على القلق من إمكانية تنفيذ الفكرة، أو عدم ثقتهن بأنفسهن لإدارة هذه الفكرة، أو الخوف من الفشل لأسباب عدة، من ضمنها عدم الثقة بكون الفكرة لا تتماشى مع المتغيرات التي يشهدها العالم».

وبيّنت آل علي أن «رائدات الأعمال بحاجة إلى تطوير مهاراتهن باستمرار، وفهم طبيعة السوق ومعرفة القطاعات التي تلبي رغبات الجمهور، والاستعانة بالخبراء، وإجراء دراسات الجدوى والبحوث اللازمة لإطلاق المنتج بما يتوافق مع احتياجات السوق، والاهتمام بالجودة، والسعي باستمرار باتجاه الابتكار»، لافتة إلى أن «الالتزام بهذه النصائح يضمن على الأقل حصول رائدات الأعمال على فرصة أفضل لتحقيق استثمار مجد».

وقالت آل علي إن «أكاديمية (بادري) أطلقت برنامجها الجديد (بادري لريادة الأعمال 2021)، بهدف مساعدة المنتسبات من صاحبات المشروعات القائمة ورائدات الأعمال الطموحات في الإمارات على تطوير معارفهن في عالم ريادة الأعمال، ومهاراتهن في إجراء العمليات التجارية، سواءً في ما يتعلق بإطلاق مشروع جديد أو تنمية مشروع قائم، وذلك بالتعاون بين الأكاديمية و(كلية روّاد الأعمال الاجتماعيين) في المملكة المتحدة، والمركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا في العاصمة الباكستانية إسلام آباد».

وأشارت إلى أن «البرنامج يراعي البرنامج في تصميمه، توفير منهج عملي شامل ومتكامل لتنمية المهارات المعرفية والريادية للمشاركات، عبر مجموعة من الأدوات والممارسات وأطر العمل اللازمة، وذلك على مدى سبعة أشهر، متضمناً ستة مساقات تعليمية، وسبع ورش عمل تطبيقية وزيارات ميدانية للمشروعات، إلى جانب الجلسات الفردية، حيث ستكون الحصص التعليمية افتراضية عن بُعد».

«بادري» لريادة الأعمال 2021

قالت مديرة أكاديمية «بادري»، الذراع التأهيلية لمؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، المسؤولة عن برنامج «بادري لريادة الأعمال»، الدكتورة منى آل علي، إن «البرنامج (بادري لريادة الأعمال 2021)، الذي سيبدأ خلال منتصف الشهر المقبل، يستهدف دعم رائدات الأعمال بالخبرة المهنية، لتحويل أفكارهن إلى مشروعات ريادية، وتدريبهن على إعداد خطط عمل متكاملة تساعدهم على تحديد أفضل الممارسات العالمية في مجال ريادة الأعمال».


منى آل علي:

«رائدات الأعمال بحاجة إلى تطوير مهاراتهن باستمرار، وفهم طبيعة السوق».

تويتر