«غرفة دبي»: 20% ارتفاعاً في واردات القمح من روسيا وكندا وأستراليا

واردات الإمارات من الحبوب تسجل نمواً خلال جائحة «كورونا»

«غرفة دبي» تدعو الشركات إلى دراسة التغيرات في السوق العالمية للحبوب والتفاعل السريع معها. أرشيفية

كشف تقرير لغرفة تجارة وصناعة دبي، أن واردات الإمارات من الحبوب سجلت نمواً خلال فترة تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد ــ 19»، لضمان الأمن الغذائي في الدولة، إذ ارتفعت قيمة وارداتها من القمح بنسبة من خانتين في النصف الأول من عام 2020، وزيادة بسيطة في الواردات من الذرة مقارنة بالنصف الأول من عام 2019.

القمح والذرة

ووفقاً للتقرير، فقد بلغت قيمة واردات الدولة من القمح من روسيا وكندا وأستراليا، في النصف الأول من عام 2020 نحو 146.7 مليون دولار، بنمو قدره 20% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.

وأوضحت البيانات الصادرة عن «غرفة دبي»، أنه على الرغم من أن واردات القمح من كندا وأستراليا كانت أقل في النصف الأول من عام 2020، فإن الواردات من روسيا ازدادت بنسبة 79% خلال الفترة المذكورة.

أما واردات الإمارات من الذرة من الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا والبرازيل خلال النصف الأول من عام 2020 فقد ارتفعت بنسبة 1%، في ما سجلت واردات الذرة من الولايات المتحدة نمواً بنسبة 245% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

حالة عدم يقين

ودعا تقرير «غرفة دبي»، الشركات العاملة في تجارة الحبوب بالإمارات، إلى دراسة هذه التغيرات الحالية والمستقبلية في السوق العالمية للحبوب، والتفاعل السريع معها، لضمان مستويات مرتفعة من الأمن الغذائي في الدولة.

ولفت إلى أن تزايد انتشار الجائحة في العالم خلال الأشهر القليلة الماضية، أوجد حالة عدم اليقين في إنتاج وتجارة واستهلاك منتجات الحبوب، كما تسببت صدمات العرض والطلب في تقلب أسعارها، لكن هذا الاضطراب كان ضئيلاً بسبب توافر مخزون عالمي كبير من الحبوب، وارتفاع الحصاد في فترة ما قبل الوباء.

السعر العالمي للذرة

وطبقاً لبيانات أسعار السلع الصادرة عن البنك الدولي، فقد بلغ متوسط السعر العالمي للذرة في أكتوبر 2020 أعلى مستوياته، إذ وصل إلى 187 دولاراً للطن المتري، بمعدل نمو قدره 12.4% عن الشهر السابق. وعلى الرغم من ذلك، فقد كان متوسط سعر الذرة للفترة بين يناير وأكتوبر 2020 نحو 160 دولاراً للطن المتري أي أقل بنسبة (6.3%) عن الفترة نفسها من عام 2019.

قيود تجارية عالمية

وبحسب تقرير «غرفة دبي»، فإنه لضمان الأمن الغذائي، طبقت دول عدة قيوداً تجارية على صادرات الحبوب خلال أزمة «كورونا»، إذ حظر السودان في 15 ابريل 2020، مؤقتاً، تصدير الذرة.

كما طبقت روسيا، التي تعتبر واحدة من أكبر مصدري القمح في العالم، نظام الحصص على صادراتها من القمح خلال الفترة من ابريل إلى يونيو 2020.

وحظرت دول أخرى من صغار المصدرين للقمح مثل عُمان، وطاجكستان، وقيرغيزستان، تصدير القمح خلال فترة الإغلاق.

أما في سوق الأرز، فقد كان هناك العديد من قيود التصدير من قبل أكبر مصدري الأرز، الأمر الذي انعكس على السعر العالمي لهذه الحبوب، إذ منعت كمبوديا وميانمار تصدير الأرز خلال ابريل ومايو 2020، كما طبقت فيتنام نظام الحصص في تصدير الأرز خلال هذه الفترة.

وذكر التقرير أنه على الرغم من عدم وجود حظر حكومي رسمي على تصدير الأرز من الهند، فإن العديد من الموردين توقفوا عن توقيع عقود جديدة لتصديره منذ بداية ابريل 2020.

ولفت التقرير إلى أنه بناء على بيانات البنك الدولي، فإنه يمكن ملاحظة أن القيود على التصدير أثرت بصورة واضحة في أسعار الأرز، لكن تأثيرها كان بسيطاً جداً على منتجات الحبوب الرئيسة الأخرى خلال فترة الوباء.

توقعات الإنتاج

وبحسب البيانات الصادرة عن وزارة الزراعة الأميركية، فإنه يتوقع أن يبلغ الإنتاج العالمي للذرة نحو 1158 مليون طن متري في السنة التسويقية 2020/‏‏‏‏2021 أي أعلى بنسبة 4% عن الموسم السابق.

أما إنتاج الأرز، فيقدر بنحو 501 مليون طن متري، وسيزداد الإنتاج خصوصاً في الهند والفلبين. كما يتوقع أن يبلغ انتاج القمح في العالم 773 مليون طن متري في موسم (2020/‏‏‏‏2021)، إلا أن الإنتاج سينمو بمعدل 1% فقط مقارنة بالموسم السابق.

وأوضح التقرير أنه خلال فترة تفشي الوباء، كان المخزون العالمي من الحبوب عند مستويات مريحة، مشيراً إلى أن العديد من الدول تخطط على مدى الأشهر الستة المقبلة لزيادة مخزونها من الحبوب، لا سيما القمح. وطبقاً لما ذكرت وزارة الزراعة الأميركية، فإن من المتوقع أن يبلغ المخزون من القمح نحو 321 مليون طن متري، يليه الذرة (300 مليون طن متري)، والأرز (179 مليون طن متري).

قطاع الشحن

وكشف التقرير أن قطاع الشحن واجه الكثير من التحديات خلال عام 2020، بداية من تطبيق لوائح جديدة متعلقة بالوقود، ما أثر في زيادة كلفة الشحن خلال (يناير ـــ فبراير)، وذلك طبقاً للمجلس العالمي للحبوب.

وأسهم انخفاض أسعار الوقود في تراجع أسعار الشحن في دول المنشأ الرئيسة للحبوب والحبوب الزيتية، ما انعكس في تراجع شهري قدره 7% في مؤشر شحن الحبوب والحبوب الزيتية الصادر عن المجلس.

وخلال الربع الثالث 2020، بدأت كلفة الشحن في الارتفاع، بسبب تخفيف تدابير الإغلاق، وبدء فترة الحصاد، الأمر الذي زاد من تجارة الحبوب.


الصادرات المتوقعة

يتوقع أن تبلغ الصادرات العالمية للأرز في السنة التسويقية (2020/‏2021) نحو 44 مليون طن متري، بارتفاع قدره 5% عن السنة التسويقية السابقة.

ووفقاً لوزارة الزراعة الأميركية، يتوقع أن تبلغ صادرات العالم من الذرة 184 مليون طن متري، بمعدل نمو قدره 8% مقارنة بموسم (2019/‏2020).

وستكون صادرات القمح عالمياً في الموسم (2020/‏2021) الأعلى بين منتجات الحبوب الرئيسة، إذ يتوقع أن تبلغ 189 مليون طن متري، لكنها ستكون أقل قليلاً مقارنة بالموسم السابق.

الأسعار العالمية للقمح

ذكر تقرير «غرفة دبي» أنه على الرغم من بعض القيود التجارية في السوق العالمية للقمح، لم تكن التقلبات في متوسط السعر العالمي للقمح شيئاً مقدراً، وفقاً للبنك الدولي.

وأضاف أن متوسط سعر القمح الأميركي الأحمر الناعم، بلغ في أكتوبر 2020 نحو 245 دولاراً للطن المتري، بزيادة نسبتها 11.6% عن الشهر السابق. وكان متوسط سعر القمح الأميركي الأحمر الناعم، خلال الأشهر الـ10 الأولى من عام 2020 أعلى بنسبة 6.9% عن السعر خلال عام 2019.

الأسعار العالمية للأرز

تعرضت الأسعار العالمية للأرز لتقلبات كبيرة، خصوصاً خلال فترة الإغلاق. وارتفع متوسط سعر الأرز التايلاندي من 450 دولاراً للطن المتري في فبراير 2020 إلى 564 دولاراً للطن المتري في ابريل، بمعدل ارتفاع نسبته 25%.

وبعد إنهاء القيود على تصدير الأرز، بدأت الأسعار في الانخفاض قليلاً، لتبلغ 471 دولاراً للطن المتري في أكتوبر 2020. وكان متوسط السعر خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2020 أعلى بنسبة 18.8% عن الفترة نفسها من 2019.

تويتر