الجائحة كتبت تاريخا جديدا لقطاع ريادة الأعمال في الإمارات

الحديدي: كورونا نقطة تحول إيجابية في مستقبل رواد الأعمال الإماراتيين

صورة

كتبت جائحة "كوفيد-19" تاريخا جديدا لقطاع ريادة الاعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة في مرحلة التحول الاقتصادي بكافة المجالات وقطاعات الأعمال خلال 202، وتعتبر نقطة تحول إيجابية في مستقبل رواد الأعمال الإماراتيين.
وفي هذا الشأن، قال عبدالله الحديدي، عضو المبادرة الوطنية للكوتشنج "الارتقاء" -الداعمة لقطاع ريادة الأعمال في الإمارات، وهو مبادر و رائد أعمال منذ 2007، إن الجائحة أتاحت فرصا كبيرة أمام قطاع ريادة الأعمال وعززت التوجه نحو الابتكار والتحول الرقمي.
وكشف الحديدي أن الابتكار يستهدف التحول بالأفكار إلى واقع ملموس، مؤكدا أن الابتكار بمشروعات ريادة الأعمال ليس رفاهية إنما أصبح حاجة ماسة وسط تزايد المشكلات والتحديات التي تحتاج إلى حلول ريادية وهذا يؤكد وجود الفرص التي أنتجتها الأزمات.

 وأضاف: "الجائحة كما حملت تداعيات سلبية أتاحت فرصا وآفاقا جديدة للعمل. على سبيل المثال في السابق كان التسوق في المحلات (التقليدية) والإلكترونية متاحان على حدٍ سواء، إلا أنه خلال جائحة (كوفيد-19) زاد الإقبال على التسوق الإلكتروني وعظُمت الحاجة إليه كشرط أساسي للاحتياط ضد مخاطر الإصابة كذلك الحال لكل مزودي الخدمات الذين كانوا يعتبرون أنفسهم وأعمالهم بعيدة عن نطاقات الاعتماد على التكنولوجيا أو تفعيل التحول الرقمي فإن الكثير منهم مثل الصالات الرياضية، الصالونات أو غيرها قاموا بتقديم خدمات ما قبل أو ما بعد البيع من خلال المنصات الرقمية، مما يرسخ لأسلوب حياة جديدة بعد انقضاء الجائحة".

وأفاد الحديدي بأن الإمارات قطعت شوطا كبيرا في قطاع ريادة الأعمال، مشيرا إلى أن مساهمة المشاريع الصغيرة والمتوسطة سجلت 53% من الناتج المحلي غير النفطي في الإمارات، بينما تجد أن 98% من المشروعات المسجلة في الدولة صغيرة ومتوسطة مما يعكس أهمية القطاع حاليا ودوره المحوري في المستقبل.

وتصنف دولة الإمارات بالمركز الثاني عالمياً في نسبة رواد الأعمال، إلى إجمالي عدد السكان في الدولة، وبلغت نسبتهم من البالغين الذين تراوح أعمارهم بين 18 إلى 60 عاماً 8.2% في عام 2019، لتأتي خلف المملكة المتحدة بنسبة 8.4%، وفقاً للتقرير العالمي لريادة الأعمال 2019/2020.

 ولفت الحديدي إلى أن الإمارات تقدم التسهيلات كافة لنجاح عمل الشركات الناشئة إذ تسمح الأجانب التملك بنسبة 100%، بجانب إتاحة تأشيرات طويلة الأجل للمستثمرين، وتقديم سياسات محفزة وداعمة للشركات الناشئة، وتسهيل الحصول على التمويل لتحتل المركز الأول إقليميا.
وأشار إلى أن الاعتماد على التكنولوجيا زاد فرص التوسع أمام العديد من الشركات الناشئة، في المقابل أتاح تقليص عددا من الوظائف في بعض الشركات القائمة ضمن خطط تقليص التكاليف للتكيف مع الأزمة الحالية.

وتعاون الحديدي مؤخرا في إلقاء محاضرات في مجال الانطلاق في ريادة الأعمال وتنويع مصادر الدخل وذلك ضمن المبادرة الوطنية للكوتشينج "الارتقاء" والتي تقام تطوعيا بتكاتف مجموعة من المدربين والمختصين في الكوتشينج (التمكين والتحفيز) احتفالا باليوم الوطني الـ 49 للإمارات العربية المتحدة وتستمر من الفترة 6 إلى 31 ديسمبر 2020. وأكد أن هذه الورشة تأتي ضمن سلسلة محاضرات وورش تدريبية مجانية يقدمها أعضاء المبادرة كل يوم سبت واثنين وأربعاء على مدار الشهر، وتستهدف تمكين أفراد المجتمع من اكتشاف ذاتهم، وتطوير قدراتهم، من خلال جلسات تفاعلية عن بعد بالمجان.

وأقيمت الورشة التدريبية العامة بحضور جماهيري يفوق 200 مشارك وتفاعلوا في تدريبات عملية لتحقيق الادخار الفعال وبدء تحويل شغفهم ومواهبهم إلى مشاريع عمل مربحة. وذكر أن الورشة التدريبية الأخيرة خلال الأسبوع الماضي كانت من ثلاث محاور: المحور الأول اكتشاف الشغف الذي يحمله كل مشارك في الحياة ويبحث عن تحقيق ذاته قبل التفكير في المردود المادي، عبر استخدم تمارين فعالة في استكشاف رائد الأعمال والمبادر لإمكانياته وبعدها مهاراته ومن ثم ما الذي يحبه؟ ليصل بعدها إلى اكتمال المعادلة بتحديد شغفه وموهبته.

وتابع الحديدي: "تضمن المحور الثاني كيفية الانطلاق من العمل في المجال الذي تحبه بناء على نموذج إيكيجاي الياباني إلى الاحترافية وتقديم إمكانياتك كفرص للمساهمة في العالم من حولك". وكان المحور الثالث تضمن الحديث عن أسرار الادخار كمدخل للاستثمار وكيفية الاستعداد لبدء تقديم رائد الأعمال للخدمات بشكل مستقل أو بدء مشروعه أو الاستثمار في مشاريع مربحة.

من جانبه أكد عادل المرزوقي، "كوتش ومدرب الحياة والمشرف العام للمبادرة الوطنية للكوتشينج": "أن هذه المبادرة تأتي في إطار السعي بث الوعي ورفع مستوى الايجابية في المجتمع الإماراتي شاملا كل أطيافه من المواطنين والمقيمين وهي رسالة من شعب الإمارات لكل من يقيم معنا أننا نسعى إلى استدامة الازدهار والمساهمة في رفع جودة الحياة في الإمارات وأننا جميعا نتحمل هذه المسؤولية".

تويتر